19 ديسمبر، 2024 5:57 ص

قد يندهش القارئ عندما يصادف بقولي – السيناريو الخامس الذي لا وجود له في  دراسة  الموقع بتاتا والذي يدعو الى وحدة وحفاظ على الوطن بالشكل الحالي من دون تجزئة وأن يتساءل عن الهدف والمقصود منه وهاكم الشرح :

في أوائل القرن الماضي حيث تم تشكيل كثير من الدول في الشرق الأوسط والذين كانوا مشاريع الدول الكبرى وخصوصا، بريطانيا، فرنسا وروسيا بعد انهيار الرجل المريض – الدولة العثمانية –تركيا اليوم.

إن ما يسمى العراق، وبالأحرى بيث نهرين/ ميزوبوتاميا*، كون التسمية العراقية بعثها من جديد الحكم العربي وملك فيصل الذي عين من قبل بريطانيا ملكا على العراق بعد طرده من سوريا من قبل فرنسا، كون البلاد السورية من حصة فرنساوقتئذ.  كان إيجاد هذه الدولة  الجديدة على أنقاض سومر، بابل وآشور أي المتمثلة في  الولايات    العثمانية الثلاث، البصرة، بغداد والموصل/ نينوى.

من هذا ندرك، أن تشكيل الدولة الحديثة هذه لم يكن على أساس عربي، بل على أساس تاريخي لبلادنا الذي كان الآباء الأولون بدءا، بالسومريين، الأكاديين، البابلين والآشوريين دائما، الهدف الاول كان لهم تامين وحدته الجغرافية.

وليس بخاف على أحد أن أجدادنا الآشوريين كانواالسباقين  في هذا المضمار والذين فاقوا على الجميع كما جاءت في شعر المغفور له القس بولص البيداري، وليس ذلك فحسب، بل حتى توحيد الهلال الخصيب كما جاءت في كتاب ”  عظمة آشور** ” للمؤرخ البريطاني هاري ساغز ومن مترجميه كل من الأساتذة – خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو:

” كما للولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان. كذلك كانت أشوريا ASSYRIA قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى الرمال الصحراء العربية في الجنوب … “
 
إن الوطن، للأسف الشديد  يمر في مخاض عسير جدا كونه هدف القوى الرجعية الطائفية والأخرى العربية الإسلامية الإرهابية الى جانب  القوى الكردية الدخيلة  بعد  فشلهم الذريع من إقامة دولتهم المنشودة في وطنهم الأصلي إيران – جمهورية مهاباد على جهود الجد الأكبر للسيد مسعود البرزاني رئيس جمهورية بلاد آشور المغتصبة ( كر … تان ) وذلك في أواسط القرن الماضي حيث كانت مجرد سحابة ربيع للحكم الشاهنشاهي الذي سحقها ومن دون رجعة.

إن الإحتلال الأميركي والبريطاني وحلفائهما للعراق عام 2003 مهد الى كل هذه المشاكل المستعصية ومنها خلق الدولة الكردية شبه المستقلة على التراب الآشوري في وقت ومن المعروف تاريخيا كم قاسينا الأمرين على أيديهم من مآس وحروب دموية التي كان حصيلتها التشتت والضياع لشعبنا كي  نغدو اليوم أقلية على حافة الموت البطيء للنهاية الحتمية – لا سمح الله  – بكل هدوء وبدون أي اهتمام من قبل الدول العالمية،  وخصوصا الدول الكبرى التي كانت في الأساس والسبب الأكبر  لكل ما حدث ويحدث علينا اليوم  من مآس وحروب التي ترتعض لها الفرائص!

وختاما، وحدة الوطن المتمثلة في الولايات الثلاث-  سومر، بابل وآشور هي الامثل لإقامة حكم ديمقراطي على أسس مدنية بعيدة عن الأهداف والأهواء الدينية والعنصرية المقيتة اللذان ينهشان البلد منذ نشأته الى اليوم .

كآشوري، هذا هو هدفي وهذا هو وطني الذي أشعر فيه بالأمان والإطمئنان، كونه وطنا نعتز بتاريخه السومري البابلي والأشوري المجيد ولا بتاريخ دموي عربي إسلاموي مستورد مع  احترامي الذي حوله من مهد الحضارة الى لحد الحضارة وبهمة – داعش وغيرها من القوى الظلامية اليوم الذين عاثوا في منطقة الشرق الأوسط من  قتل وسحل وخراب ودمار بدون حدود.
………………

* إن  التسمية العراقية جاءت مع الغزو العربي الإسلامي أولا وكانت تدل وقتئذ على الأجزاء الجنوبية على الخليج العربي وضمنا منطقة الأهواز الإيرانية.

** H.W.F. SAGGS, The- Might That was ASSYRIA- Sedgwick & Jackson, London 1984

أحدث المقالات

أحدث المقالات