23 ديسمبر، 2024 2:19 م

السيناريوهات المحتملة .. توريط السعودية في اليمن .. ومصر في ليبيا

السيناريوهات المحتملة .. توريط السعودية في اليمن .. ومصر في ليبيا

برأيي المتوضع جداً .. كوني لست محللاً أو خبيراً إستراتيجياً , وغير مؤدلج سياسياً , وغير منتمياً لأي حزب سياسي كان .. علماني أو ديني , وغير منتمي أيضاً لأي طائفة من طوائف المسلمين .

لكني بدأت أشم رائحة تلك الطبخة التي وضعت على نار هادئة منذ عام 2003 , ويبدو أنها شارفت على النضوج وحان تقديمها على طاولة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي لطالما تحدث عنه صقور الجمهوريين في زمن حقبة إدارة الأرعن جورج بوش الأبن .

كلنا نتذكر تلك التصريحات التي رافقت التحضير لغزو العراق , وبأن شكل الشرق الأوسط سيتغير بعد تحرير العراق كما كانوا يزعمون , ويعدون شعوب المنطقة والعالم بأن أمريكا وحلفائها يعدونهم بولادة شرق أوسط جديد !, خالي من الظلم والاستبداد والأنظمة القمعية والوراثية !؟؟؟.

وعندما كنا نقول بأن الغزو الأمريكي لن يتوقف عند حدود أو على أعتاب أفغانستان والعراق , وانه مقدمة لتدمير وتقسيم وتقزيم المنطقة بما فيها دول الخليج الداعمة والممولة والمؤيدة لهذا الغزو , كان البعض يتهمنا بعدم قراءة الواقع كما ينبغي , لأن دول الخليج حلفاء لأمريكا ولم ولت تضحي بهم أبداً وخاصة المملكة السعودية !؟, ولكن عندما تم احتلال العراق في مثل هذه الأيام , وأتذكر حينها حدث قصف ومناوشات بالقرب من الحدود السورية أوقع بعض الخسائر في الجانب السوري خطأ , وطلب أحد المسؤلين العراقيين من الجانب الأمريكي الاعتذار للحكومة السورية ؟, فكان الجواب على ماذا نعتذر ونحن بصدد غزو سوريا وتغير النظام فيها مباشرة بعد أن ننهي المهمة في العراق !؟.

هكذا كانت تتوقع الإدارة الأمريكية بأن دول المنطقة ستتساقط كأحجار الدومنو أمام همجيتها وعنجهيتها , بعد احتلالها وبسط  هيمنتها ونفوذها على العراق بهذه السرعة والتي استغرقت 21 يوماً فقط , لكن ما أفشل هذه الخطة وخيب آمال وتفاؤل الإحتلالين الأمريكي – الإيراني , وقبر مشروعهما في مهده على مدى ثمان سنوات , هي المقاومة العراقية الإسطورية الباسلة , التي نفذت حسب شهادة الأمريكان أنفسهم أكثر من 360 ألف هجوم وعملية مسلحة ضد الاحتلال الأمريكي , مكبدة إيها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ودمرت وشلة الأقتصاد الأمريكي بشكل لم يسبق له مثيل , فاقت خسائر أمريكا مجتمعة في جميع حروبها التي خاضتها خارج حدودها بعد الحرب العالمية الثانية ,  وخاصةً في حرب فيتنام  ,والكوريتين وحربها مع اليابان , الأمر الذي جعلها تندحر وتهرب تحت جنح الظلام عام 2011 , بعد أن سلمت العراق رسمياً للجارة إيران كي تنتقم كما نرى اليوم .

منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا من ما جرى ويجري للمنطقة من تحولات وتغيرات دراماتيكية وعلى رأسها ما يسمى بالربيع العربي ومن ثم تحول  يقدرة قادر إلى  داعشي !؟, وما جرى ويجري لأغلب الدول العربية وخاصة في سوريا ومن قبلها تونس ومصر وليبيا , والآن ما يجري في اليمن , ما هو إلا مخططات وسيناريوهات معدة سلفاً , لا يمكن لها أن تكتمل  أو ترى النور  إلا بتوريط أغنى وأكبر الدول الخليجية في حرب استنزاف ليس مع إيران … معاذ الله , لكن ستكون مع اليمن , ناهيك عن محاولات جر مصر وتوريطها في الحرب والصراع الدائر في ليبيا في أي وقت تراه أمريكا وحليفتها إيران مناسباً , بنفس الطريقة وبنفس الإسلوب القديم الجديد , الذي تم توريط مصر جمال عبد الناصر في حرب اليمن السابقة , ولكن الآن يجري العكس تماماً , قوات درع الخليج في اليمن لقتال الحوثيين وطردهم من صنعاء إن استطاعوا !, وتوريط السيسي في الحرب لقتال داعش في ليبيا  وهو احتمال وارد جداً لامتصاص غضب الشارع المصري , وما الــ 45 مليار دولار التي ستستثمرها الدول الخليجية  لبناء قاهرة جديدة إلا لهذا القصد وليس حباً بالشعب المصري .
بدون هذا السيناريو … أي تركيع السعودية واستنزافها من خلال توريطها في هذه الحرب المحتملة , لا تستطيع إيران أن تصمد طويلاً وتبقى تقاتل على عدة جبهات في آن واحد كما هو حاصل الآن , إيران تحاول جر السعودية إلى فخ اليمن ومصر إلى فخ ليبيا , كما تم جر العراق لفخ الكويت  بالتعاون والتشاور السري بين أمريكا وإيران وإسرائيل , والذي باركته وأيدته على لسان رئيسها هاشمي رفسنجاني  نهاية عام  1990 أي قبل بدأ الحرب بعدة أشهر , والذي قال  حينها الرئيس الإيراني للسيد عزة الدوري نائب رئيس الجمهورية العراقي عندما زار إيران لفتح صفحة جديدة وتطبيع العلاقات معها وتأمين الطائرات المدنية والعسكرية لحمايتها من القصف , بأن الكويت هي أرض عراقية وعليكم أن تبقوا فيها ولا تستمعوا ولا تخافوا من التهديدات الغربية والأمريكية !؟.

هذه المرة في حال تم استدراج السعودية وبعض دول الخليج إلى هذا الفخ الجهنمي الجديد لا قدر الله , وكذلك توريط مصر في ليبيا عندها أقرءوا الفاتحة على البحرين والكويت , وستثار القلائل في أرض نجد والحجاز , وسنسمع وسنرى بأن داعش وصل إلى هناك , وعندها ستقسم السعودية نفسها ,  وستبتلع إيران العراق بشكل رسمي , وسيبقى النظام السوري جاثم على صدور السوريين , وحزب الله على صدور اللبنانيين , وستدور على المتآمرين والمتخاذلين الدوائر … ومن حفر بئر لأخيه نرجوا أن لا يقع فيه .
الحل بسيط في حال أرادوا العرب من المحيط إلى الخليج أن يتداركوا الموقف عليهم دعم العراق لدحر إيران , ودعم الجيش الحر لدحر النظام السوري , والوقوف مع اليمن في محنتها وليبيا كذلك قبل فوات الأوان ووقوع الواقعة لا قدر الله سبحانه .
أرجوا وأتمنى أن أكون على خطأ … وللحديث يقــــــــــــــــــــية .