23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

السيناريوهات المتوقعة بخصوص الاعتصام الذي دعا اليه السيد مقتدى الصدر

السيناريوهات المتوقعة بخصوص الاعتصام الذي دعا اليه السيد مقتدى الصدر

بلا شك أن الجميع يترقب ما ستؤول اليها المرحلة المقبلة من مراحل الدعوة الى الاصلاحات الشاملة التي يقودها السيد الصدر فبعد أن انهي المرحلة الاولى منها والمتمثلة بالتظاهرات لتبدأ المرحلة الثانية والتي ستكون من خلال الاعتصامات يوم الجمعة القادمة على ابواب المنطقة الخضراء وتستمر الى انقضاء المدة التي قد حددها والبالغة 45 يوم مع بروز اعتراض واضح من قبل الاحزاب المتنفذة للإجراءات التي يقوم بها السيد مقتدى الصدر يقابله تأييد شعبي وكذلك تأييد من قبل المرجعية حسب ما تم الكشف عنه.
 من يستطيع ان يجري استطلاع راي للعراقيين يلاحظ ان أغلب مواطنيه مع الاصلاحات الجذرية في جميع مفاصل الدولة بل انها تعتبر الطبقة السياسية الحاكمة منذ اكثر من عشر سنوات فاسدة ومجموعة من اللصوص وهي التي اوصلت البلد الى هذا المنحدر، وبما ان التحرك الذي عقد العزم عليه السيد مقتدى الصدر يختلف عن سابقاته بشكل كبير بحيث انظمت اليه العديد من الحركات المدنية والوطنية بل وحتى اسلامية ومن المتوقع سيتم الاعلان عنها لاحقا فهي بالتأكيد تنتظر الوقت المناسب لإعلان  انضمامها، ولا يستبعد أن يكون  هناك توجه للتحرك على العشائر العراقية في الوسط والجنوب ومن المتوقع سيكون هناك تأييد ومساندة وخصوصا بعد تأييد المرجعية لهذه الخطوة.
أما موقف القوات المسلحة العراقية من الجيش والشرطة وباقي الاجهزة الامنية فهو بشكل عام مع توجهات الشعب العراقي ويساند تطلعاته الا ان فترة الحكم الفاسدة السابقة حاولت ان تزرع بعض الولاءات لها هنا وهناك من أجل ضمان فترة حكم ثلاثية جديدة الا انها في الوقت الحالي ربما قد انتهت وخصوصا بعد سقوط الموصل بيد داعش الارهابي لان معظم القادة الذين هربوا من مواجهة داعش كانوا من المحسوبين على حزب السلطة،
توجد هناك محاولات من المتحصنين داخل الخضراء والمتوقعين خسارتهم من الاصلاحات لزرع الخوف في نفوس العراقيين فيما يتعلق بالاعتصامات والتظاهرات في محاولة لإرسال رسائل مغلوطة عن الذين ينوون الاعتصام والايحاء بان دخولهم سيسفر عن تدهور امني قد يسبب مواجهات، في الحقيقة كل هذا اضغاث احلام فقد اثبت الصدريون انهم الاكثر انضباطا في المظاهرات فعلى مدى اكثر من عشر سنوات مارسوا هذا النوع من التظاهرات ضد الاحتلال الامريكي  وكذلك تظاهرات يوم المظلوم وغيرها من المناسبات المتفرقة في كل عام مرة تقريبا او امرتين واكثر فكانوا على مستوى عالي من الانضباط والالتزام بالتوجيهات والتعاون مع القوات الامنية التي يحاول الخاسرون دق اسفين بينها وبين المعتصمين وهذا امر مستبعد لأنه في الحقيقة الطرفين غير راغبين بالمواجهة فيما بينهما فضلا عن التعاون التام في جبهات القتال ضد الارهاب.
يبقى هناك احتمال ان تقوم مليشيات غير منضبطة تابعة للخاسرين من الاصلاحات قد تكون مندسة هنا وهناك في بعض الاجهزة الامنية ربما تحاول زعزعة الامن والاستقرار لقطع الطريق امام الاعتصام السلمي من تحقيق اهدافه لكن هذا الامر ايضا قد تم اخذه بالحسبان من قبل القوات الامنية بالتعاون مع سرايا السلام ،  وسوف يتم اجهاض أي محاولة قبل ان تبدا حتى، اما في حال حاولت الاحزاب التي اصبح نجمها على ابواب الافول التهور والعمل على تحريك عصاباتها لوأد هذا المشروع فلتعلم انها تراهن على حصان خاسر.
وردت معلومات عن بعض التحركات المريبة للمالكي وكذلك تدخل بعض السفارات الاجنبية هؤلاء عليهم ان يأخذوا في الحسبان أن هناك قوتين عسكريتين على اهبة الاستعداد للدفاع عن العراق وشعبه وحقوقه وهما جيش المهدي ولواء اليوم الموعود فالي الان نشاطهما مجمد لكن في حال رأى السيد الصدر ضرورة اشراكهما من اجل حماية الشعب والمعتصمين ومشروع الاصلاح فانه سوف لن يتاخر بالتأكيد اما في هذه المرحلة فسرايا السلام حضورها يكفي.
كل هذه السيناريوهات محتملة ويمكن العمل على عدم حدوثها بموقف شجاع من رئيس الوزراء حيدر العبادي والقيام بإصلاحات حقيقية على ارض الواقع تلبي طموح الشعب العراقي ليحسب له ويسجل موقف تاريخي بتشرف به.