23 ديسمبر، 2024 7:43 ص

السيناتور جون ماكين… ورسائل السوء

السيناتور جون ماكين… ورسائل السوء

قال السيناتور الامريكي جون ماكين الاحد الماضي  8 كانون الثاني لمحطة
البي بي سي البريطانية  ” ان العراق اخذ بالتشرذم وقد تكون حياة الاف من الامريكين المدينين في العراق مهددة بالخطر”  متناسيا الخطر الذي يعيش فيه الملايين من العراقيين منذ تسعة اعوام دون توقف ولقد تناسا جون ماكين ان مجرد التلميح او الاشارة لموضوع تردي وانهيار الاوضاع الامنية والسياسية في العراق يعتبر بمثابة رسالة الى اولئك الذين يتربصون بالعراق والعراقيين لايقاع الاذى وتنفيذ المزيد من جرائم القتل  والارهاب هناك
واضاف السيناتور الامريكي”
“ان نائب الرئيس العراقي هارب في اربيل و التوتر يتصاعد بين المناطق الكردية وباقي انحاء العراق وان الوضع اخذ بالتفكك واشار الى ان  فرق الموت تنشط وان الحكومة العراقية على وشك الانهيار
لايمكن لاي متابع للاوضاع في العراق ان يفهم تلك  التصريحات وبهذا التوقيت غير انها مجرد رسائل سوء  يستفاد منها اعداء العراق لابل تعتبر دافعا ومحركا لهم للايقاع بالعراقيين وسفك دمائهم.
رسائل من هذا النوع لايمكن ان تصدر من مسؤول رفيع المستوى يمثل القوة العظمى الداعية علنا من خلال برامجها الى نشر ثقافة  الديمقراطية والتعايش السلمي  وارساء قوانين حقوق الانسان.
ان العراق يمر بظروف قاسية جدا تتكالب فيه الاعداء من  كل حدب وصوب وما ان تحل مشكلة حتى تثار اخرى ومأان نخرج من ازمة لتبدا بعدها غيرها فمن مشكلة ميناء مبارك الى الى مشكلة كركوك .
ومن مشكلة الارهاب الى  مشكلة الفساد المالي والاداري
لقد دفع العراقيون الكثير من الارواح وسالت منه دماء طوال السنوات التسعة الاخيرة في سبيل الخلاص من الدكتاتورية ومجاميع الارهاب وفلولها الاجرامية التي  لاتريد للعراق الامن والاستقرار ويبدو لنا بوضوح  ان البعض يضمر السوء للعراقيين  ويريد لهم العيش في بيئة غير مستقرة دائما للاسف.
اما عن هروب نائب الرئيس طارق الهاشمي الى اقليم كردستان فهي مسالة قضائية بحته وبموجب القانون وجهت التهمة له بالضلوع في جرائم ارهاب وبالامكان ان يمثل امام
القضاء ولقد تعرض الكثير من السياسيين والقادة في العالم الى مشاكل قضائية وهذا  لايعني بالضرورة الى ان مشكلة من هذا النوع قد تسبب انهيار الحكومة
وان التوتر الموجود بين المناطق الكردية هو مرتبط بايوائهم الى نائب رئيس الجمهورية المتهم وبانتهاء المشكلة سوف تنتهي حالة التوتر.
وعلى اية حال فمن الصعب على سياسي بهذا المستوى ان يصف الوضع في العراق بانه اخذ بالتفكك بسبب تلك المشاكل فلايزال الدستور هو الحكم والمرجع الرئيسي لحل الاختلافات وان لكل مشكلة مخرج وفي كل ازمة منفذ ولابد ان يجد العراقيون طريقهم الى الحل النهائي ولابد ان ينعم العراقيين بالامن والاستقرار في نهاية المطاف .
ان دور الولايات المتحدة الامريكية وهي الراعية للعملية السياسية في العراق دور اساس لايمكن تجاهله لحد الان فلايزال حتى بعد الانسحاب العسكري هنالك
 دور سياسي ودبلوماسي واضح في العراق ولقد اكدت على ذالك الدور اتفاقية الاطار الاستراتيجي المشترك وبنود التعاون السياسي والامني والدبلوماسي بين البلدين واضحة وتؤكد  على ان تقوم امريكا بدور الداعم والمساند في مختلف الصعد وخاصة السياسية والقانونية والامنية  وفي طبيعة الحال لابد ان يكون الموقف ايجابيا مساندا وليس العكس او كما ورد في تصريحات جون ماكين.
[email protected]