6 أبريل، 2024 9:03 م
Search
Close this search box.

السيطرات الامنية .. الواقع المرير

Facebook
Twitter
LinkedIn

المراقب والمتتبع  للوضع الامني  السيء الذي  تمر به العاصمة بغداد هذه الايام , ربما لا يحتاج الى الكثير من التفكير والبحث والنقد للأجراءات الامنية المتخلفة البائسة والتي لا ترقى الى ابسط الحلول ,بل هي حلول ترقيعية  كيفية ومزاجية وغير علمية لا تستند في ابسط صورها الى المعاييرالمهنية والعلمية البسيطة.    ربما يتفق معي الكثير في هذا الموضوع والدليل على ذلك الخروقات الامنية المستمرة يوميا ونزيف الدم الذي لا يتوقف  , ولقد ساهم العديد من كبار المختصين بنقد الخطط الامنية عبر وسائل الاعلام وغيرها ولكن دون جدوى , فعندما يحدث خرق امني  في مكان ما تقوم الجهات المسوؤلة بغلق الشوارع وقطع الطرق وتبدء معاناة المواطن وهكذا تتكرر العملية  بحيث اصبح المواطن معتاد على مثل هكذا امور ولا حول ولا قوة  ,  ولم يحصل أي تغيير للخطط الامنية  الموضوعة من قبل القيادة العامة ,  ولا نريد الخوض في مثل هذه الامور فالمواطن قد مل الحديث فيها ولكن كما يقول المثل الشائع لا حياة لمن تنادي ,     هناك موضوع اخر ربما لم ينتبه اليه المواطن لكثرة انشغاله بأمور اخرى تتعلق بأمنه ومعيشته , الا وهو شكل ومظهر السيطرات  الامنية هذا المظهر البائس والمخجل والذي لا ينم عن كون هذه السيطرات تابعة الى موؤسسة حكومية بل يشعرك بأنها تابعة الى عصابات او قطاع طرق , الذي يمعن النظر في طبيعة هذه السيطرات يجدها اولا خالية من ابسط الشروط المطلوب توفرها في السيطرة الامنية وهي النظام والنظافة وشكل السيطرة اي مظهرها الخارجي , حيث تجد في الكثير من السيطرات الامنية اذا لم نقل جميعها  تستعمل بعض حديد السكراب كموانع  لتضييق الطرق او تستعمل في بعض الاحيان حاويات صغيرة وقذرة مليئة بالنفايات او بعض الاحجار الصغيرة المبعثرة  او مجموعة من الاطارات القديمة يحركونها كما يحلوا لهم وكأننا نعيش في زمن الجاهلية وليس في عصر الكومبيوتر, اليس الاجدر والافضل ان تكون هناك واجهة نظيفة ومرتبة للسيطرات  بشكل يوحي الى المواطن انها تمثل سيطرة امنية تابعة للوزارة المعنية تهتم بحماية المواطن وامنه خصوصا اذا ما شعر المواطن ان هذه السيطرات ستبقى الى زمن طويل ربما الى الاجيال القادمة!!!   ولك ان تتخيل الامر كم هو عدد هذه السيطرات داخل مدينة بغداد  ربما ندخل بهذا العدد موسوعة كينتس  للارقام القياسية , حيث اصبحت بغداد بحكم هذا العدد من السيطرات عبارة عن ثكنة عسكرية لا تخرج من سيطرة حتى تدخل سيطرة اخرى  الواحدة اسوء من الاخرى من حيث التنظيم والنظافة والمظهر الخارجي ,   والغريب في الامر ان هذه  السيطرات  يشاهدها يوميا من هم في  اعلى هرم السلطة دون ان يكون هناك اي توجيه اونقد لهذه الظاهرة ولكن كيف يكون النقد والانتباه لمثل هذه الظاهرة اذا كان المسؤول لا يختلف من حيث الشكل والمظمون عنها؟؟  ا وربما لا ينتبه لها لكون المسؤول يضع نظارة سوداء على عينيه وهو داخل سيارة مظللة ( الرجل حقه اشلون راح ا يشوف السيطرة )؟؟؟ والغريب ان ميزانية وزارة الدفاع والداخلية تتجاوز 15مليار دولار ؟؟؟ وهنا اريد ان اقول لمن يتبنى زمام المسؤولية الامنية . ان السيطرات الامنية  بهذ المستوى الوضيع والمقرف يجعل الكثير من المواطنين لا يحترم من فيها وهذا يعني ,لا يحترم القانون  وهذا يعني لا يحترمك يارجل؟؟ , حتى وان كنت تساهم  في حمايته كما تدعي بل يجعل من المواطن في الكثير من الحيان لا يتعاون معها كما تريدون وربما يكرهها  ويتمنى ان لا يراها ابدا لأنها تعكس صورة سيئة وسلبية الى  الوطن والمجتمع  
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب