23 ديسمبر، 2024 11:44 ص

سأل أحد الأخوة المصرين المغتربين، صديقهُ العراقي وزميلهُ في غربته وبلهجته المصرية:
* “مفشين عندكم حد بتعتمدوا عليه، ترشحوه أو يقدر يخركم من الورطة دي، بتاعة الفساد المالي والإداري إلى بنسمع عنها”

* السيستاني

* هو أنا كَبت سيرت الرئيس السيسي!؟

* ولا أنا

* مش إنت بتقول: السيسي تاني!؟

فضحك العراقي قائلاً: لم أقصد الرئيس السيسي، بل أقصد المرجع الديني السيد علي الحسيني والملقب بـ(السيستاني) نسبةً إلى مسقط رأسه، هو الوحيد الواقف إلى جانب الشعب العراقي ويطالب بحقوقه المشروعة، ويا أخي مثلما تقولون بلهجتكم: “يسمع من عندك ربنا ويدينا سيسي زي مداكم”!

بات تأثير السياسة الخارجية واضحاً، على قررات وإصلاحات رئيس وزراء العراق(حيدر العبادي)، فهي ما زالت مجرد حلول ترقيعية، فضلاً عن عدم تطبيقها! فجميعنا يعلم أن الوزارات المهمة(المالية والنفط والداخلية والدفاع، بالأضافة إلى الخارجية والكهرباء) لا تستطيع إتخاذ أي إجراءٍ دون إذنٍ من السفير الأمريكي، ويكذب كل من يقول: إن المحتل خرج، وأن العراق يملك سيادة.

إننا وبكل بساطة لا نملك أيَّ شئ، حتى أرواحنا وأجسادنا، يبعثرون بنا أحياءً وأمواتا، سنةً وشيعةً وكورداً وصابئة ومسيحيين وإيزيدين، مسالمين كنا أو محاربين، يوقعون العداوة والبغضاء بيننا، متى ما شاؤا وأرادوا، ولهم لاعبين في كل مكانٍ وزمان! كَلُعبةِ الإصلاحات المزعومة!

الغرب وعلى رأسه أمريكا، لم يكن صادقاً مع العراق أبداً، بل تعامل بخبثٍ معنا، تركنا ونحن بأمسِ الحاجة إليه، تركنا ليستحوذ علينا المجرمون واللصوص، ثم عاد من جديد ليظهر لنا بصورة الرؤوف والعطوف، ليستقبل شبابنا المهاجرين! فهل فعلت ألمانيا ذلك دون موافقة أمريكا وبريطانيا!؟

يكذب أيضاً من يظنُ أن ألمانيا واليابان ومن خسر الحرب العالمية الثانية قد تحرر من الإحتلال، أو إمتلك سيادةً لدولته.

أمريكا تحكم العالم، أمريكا هي الشيطان الأكبر الذي جلست معهُ إيران لتفاوضهُ، بعد أن أيقنت أن لا حلاً عسكرياً أمامها، بل عليها إيجادُ حلولٍ دبلوماسية أمام هذا الغول، فإستغلت عهوداً ومواثيقاً وضعها هذا الغول الأحمق، تحت مسمى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى لين وسلمية الإتحاد الأوربي، وشراكة جبهة الشرق(روسيا والصين).

بقي شئ…

نحتاج إلى رجلٍ قويٍ، يستطيع أن يتخذ قراراً حاسماً بإسقاط كل شئ، وبالأحرى فهو لا يوجد شئ ليسقطه، فالحكومةُ عاجزة، والكتل البرلمانية وأعضاؤها يكذبون، على حد قول رئيس الحكومة، والشعب لا يدري ماذا يفعل، فهو مغلوبٌ على أمره؛ نحتاجهُ ليجلس ويتفاوض كما فعلت إيران.