اليوم تعيد المواقف خلق نفسها من جديد، لكن مع بعض الإضافات والتحولات التي تفرضها مسيرة الزمن ذي الاتجاه الواحد. العراق يغلي من حولنا وتكاد الخرائط تتغير، والتحالفات التاريخية تتهاوى وتعيد تشكيل نفسها
كلنا أصحاب حقوق، لكن من الخطأ أن نصيخ السمع في هذه المرحلة لمن يريد أن يستغل حقوقنا في تحقيق مصالح ضيقة قد تحمل خطراً على الوطن من جانب ومفهوم الوطنية بالكامل من جانب آخر.
اليوم علينا جميعاً أن نكون وطنيين 100 في المئة، لا ايديولوجيات تفرقنا ولا مناطقيات تفصل بيننا، وعلى «السياسي» في المقابل أن يفهم أن بعض المزايدات الخبيثة على الحقوق في الأزمات التي يتصدى لها بعض الذين تحوم الشكوك حول أهدافهم ما كانت لتكون لو تم تفصيل «أين تكمن المشكلة » وتشريحها وحلها في أوقات الرخاء.
علينا أن نكون وطنيين جيدين في الأزمات، ووطنيين جيدين مرتين في الانفراجات، وعلى «السياسي» أن يكون كذلك.
كلنا نستذكرالضروف التي عاشتها مصر العروبة وما تمخضت عنها من فوضى عمت ارجاء هذا البلد العربي ، كانت هناك إرادة تصحيح ، جعلت عنوانها الأسمى هو وحدة الشعب المصري وتحقيق الاستقرار وتخطي العقبات ، لنيل أهدافاً مجتمعة لكل المصريين .. من اجل ذلك وضعوا زمام الأمور بيد قائداً ميدانياً له باع في التعامل مع الجميع بقدراً عالياً من المساوة وفق منظار المواطنة ، وبإصرار وطني وإرادة قوية أخذت سارية مصر العربية ترتفع وترفرف في كل حدباً وصوب بشموخ رافضا ان تكون هذه الراية غطاءً لتابوت الموت اليومي ، ووقف نداً قويا ضد كل المراهنين على انهيار البلد ، وأخذ يتسابق مع الوقت لحفظ كرامة الشعب المصري قبل ان يكون فريسة للمفخخات ، والقتل الطائفي ، والتمييز ، والإقصاء ، والتهميش ، هذه الأفعال كانت قبل سنةً مجرد أقوال !! يرفعها السيسي ومن معه من المؤمنين بمبادئ ثابتة وطنية حقيقية تحقق المصلحة العامة. أصبحت اليوم واقع يفتخر بها هذا الشعب البطل .. هنيئا لكم ما تحقق أيها المصريين النجباء ..
منذ زمن والعراق بانتظارك يبحث عن السيسي المدني ، انت الاكثر ثباتا على وحدة العراق أرضا وشعبا ومقدسات ، عرفناه لم ولن يساوم على مصالح شخصية وكراسي ومناصب زائلة ، ذو موقف لا يتأرجح والتاريخ يشهد بذلك ، ولا يختلف الا مع أعداء العراق لذا اخذ أعداءه يضمرون له العداء منذ محاولة الاغتيال التي إصابته الى يومنا هذا، رغم ذلك وقفه متحديا من اجل بناء الوطن وخلال فترة مؤقتة لا تتجاوز التسعة أشهر من تسلم زمام الأمور تمكن من ترسيخ مفهوم دولة المواطنة وأخذ يتجه نحو دولة ديمقراطية حديثة يتساوى بها الجميع بالحقوق والواجبات واهتم ببناء المؤسسة العسكرية ووضع أسس بناء دولة المؤسسات الرصينة واحترام كرامة المواطن العراقي في الداخل والخارج عندها توجه بهذه الأسلحة الفتاكة للاقتصاص من القاعدة والزرقاوي وكل من أراد النيل من العراق وها هو العراق وشعبه الكريم يحتضربعد فقدان البوصلة وعودة غربان الشر من جديد، ونحن بانتظارك .. بعدان تخلى الدستور عنا !! والبرلمان ليس منا !! ويشرع دون تنفيذ !! ويستدعي للمحاسبة ولا من مجيب !! فلابد من الانقضاض على الإرهاب بحكومة إنقاذ وطنية بمشاركة الجميع وكفى شعارات دستورية يخرقها الناطقين باسم الدستور وبسب هذا وصل الإرهاب الى ما وصل اليه .
العراق بحاجة الى مصالحة وطنية تجمع العراقيين لا تستثني الا الإرهابين والقتلة والمجرمين ، والسعي لتحقيقها لابد من اختيار شخصية سياسية عراقية دون اي مسمى اخر فمن يفكر بعيدا عن الطائفية والعرقية والمذهبية يرى موطن قدمه عند علاوي العراقي المدني الشيعي السني المسيحي الصابئي وكل الأديان الاخرى وهذا احد الأسباب التي اجتمع عليها سابقاً المختلفين اليوم !! عندما اختاروا وبالاجماع الدكتور اياد علاوي لتهيئة البلاد وتنظيمها وفق رؤية عراقية حقيقية جامعة لكل العراقيين ووضع ركائز للعملية السياسية تحت مظلة الديمقراطية وممارساتها ومن أهمها التداول السلمي للسلطة .
اليوم العراق ينزلق بشكل مخيف بسبب سلوك إدارة الدولة الخاطئ لذا على الجميع وحتى من هم في سدة الحكم ان يراجعوا أنفسهم والبحث عن الدواء الشافي لمعاناة العراق والعراقيين واختيار ( السيسي المدني ) لوقف هذا الانزلاق الخطير من اجل عراق واحد موحد ، يحافظ على تاريخه وتراثه العربي والإسلامي وعلى مقدسات جميع الأديان واعتبار الدفاع عنها واجب وطني مقدس ، يدنا بيد الجميع للخروج من النفق المظلم لبناء عراق مزدهر في ظل قيادة ونهج وبرنامج يجمع العراقيين .