23 ديسمبر، 2024 11:17 ص

السيسي العراقي والدكتور العبادي

السيسي العراقي والدكتور العبادي

اطمئنوا ولا تذهبوا فان السيسي العراقي المقترح يختلف كثيراً عن السيسي المصري؛ذلك ان سيسينا الذي نبحث عنه لا ياتي الا بالصيغ الديمقراطية الخالصة ؛ولا يتقاطع مع اي فقرة من فقرات دستورنا.

لقد اعلن الدكتور العبادي حكومته وهي ناقصة لاهم وزارتين هما الدفاع والداخلية ؛وكان قد وعد الشعب انه اذا ما استلم الاسماء من الكتل السياسية فانه سيقدم الاسماء التي يراها مناسبة ؛وكان هذا قراراً شجاعاً حصل من خلاله على شعبية وثقه كبيرتين ؛وقد اوفى بوعده ولكن يبدو انه لم يحسن الاختيار..

لقد كان قرار الدكتور العبادي الذي اتسم بالشجاعة بحاجة الى قرار ثاني اكثر شجاعة ؛فبدلاً من انتظار الكتل السياسية وصراعاتها المدمرة كان بامكانه اختيار وزيري الدفاع والداخليه سيسياً..كيف؟سنوجز الاجابة بالنقاط الاتيه :/

1_اختيار شخصيتين عسكريتين من بين مجموعة القادة العسكريين وليكن احدهما شيعياً والاخر سنياً لكي لا تعترض الكتل السياسية .

2_بعد الاقتناع بهما من خلال الاطلاع على سيرهما الذاتية وتزكيه الاخرين لهما يتم احالتهما الى التقاعد لكي لا نتقاطع مع الدستور.

3_بعد ان يخلعا البزة العسكرية ويرتديا البدلة المدنية يتم تعيين احدهما بمنصب وزير الدفاع والاخر وزير الداخلية .

ما الصعوبة في اجراء كهذا؟ومن هذا الذي سيعترض عليه ؟خاصة اذا ما جاء الاختيار وفق شروط محددة ؛ولعل اهمها:

1_ان يكون خريج الكلية العسكرية او كلية الشرطة.

2_ان لا تقل رتبته عن لواء.

3_يفضل ان يكون حاصلاً على شهادة الاركان .

4_يفضل ان يكون مستمراً بالخدمة وقد شارك في قواطع عمليات مختلفة في مكافحة الارهاب.

وقد يسال سائل لماذا هذا الاختيار لماذا يكون وزيري الدفاع والداخليه من الشخصيات العسكرية؟والجواب في النقاط التالية:

1_اذا تماشينا مع ما جاء في الدستور ونسلم الى ما نص علية في اشتراطه ان يكون رئيس الوزراء شخصية مدنية وهو القائد العام للقوات المسلحة ؛وان وزيري الدفاع والخارجية هما ايضاَ من الشخصيات المدنية..في هذه الحالة من هو المتخصص العسكري الذي يستطيع ان يقود الجيش وقوى الامن الاخرى ؟

2_من الناحية النفسية والمعنوية ؛كيف ينظر الضابط الى الوزير اذا كان مدنياً وليس له اي معرفة بالعلم العسكري ؟وكيف ستكون نظرة الضابط وتعامله مع الوزير المختص بالعلوم العسكرية ؟

3_ان وجود مثل هذا الوزير (العسكري)سيعمل على تحويل الجيش والشرطة الى مؤسسة عسكرية بمعنى الكلمة لان عقلة ركب بهذه الصورة في حين ان الوزير المدني يسعى الى تحويل الؤوسسه العسكريه الى مدنيه من حيث لايدري لان عقله هو الاخر ركب الصوره

4_اذا كان رئيس الوزراء شخصية مدنية وليس له معرفة بالعلم العسكري وهو يشغل القائد العام للقوات المسلحة (هذا هو الدستور)اذاً أليس من الافضل ان يكون وزيري الدفاع والداخليه من المختصين واصحاب التجربة ليكونا عوناً له في هذه المهمة الصعبة ؟

5_ان وجود وزير مختص وله ممارسة ميدانية ومعرفة وافية بامور التسليح وبكل ما يحتاجه المقاتل من معدات من شأنه ان يسهم في الحد من الفساد المالي الذي نسمع عنه في عقود التسليح.

6_هناك اسباب كثيرة اخرى ولعل اهمها ؛اليس البلد في حالة حرب ؟اليست بعض المدن العراقية محتلة من داعش الاجرامي ؟اليست المدن التي نصفها با لامنة هي الاخرى مهددة ؟الم تكشف الاحداث ان جيشنا لم يسلح بالشكل المطلوب؟من يقم بهذه المهام؟وزير مدني لا يعرف من العسكرية شيء وقد يكون دافغا

للبدل او اجبرته الظروف على العيش في الخارج ولم يلتحق حتى بالخدمة الالزامية؟ام وزير مختص يعرف كيف يعالج كل هذه الامور ويكون عارفاً وحاسماً في قرارته ؟

بعد هذا العرض السريع نقول ان الفرصة ما زالت قائمة امام السيد رئيس الوزراء الدكتور العبادي ليستفيد من تجربة السيسي المصري الذي اعاد لبلاده امنها واستقرارها وهيبتها في ايام قليلة…وانا على ثقة ان الايام القليلة الماضية من تولي الدكتور العبادي المسؤولية واستمرار المعارك في المناطق التي يسيطرعليها داعش الاجرامي وحدوث بعض الانفجارات والاعمال الارهابية في بعض المناطق قد كشفت له ضرورة وحاجة البلد الى قائد عسكري يشبه ا لسيسي المصري ولكن بطريقة ديمقراطية اصيلة؛وما دامت هي كذلك فان احداً لا يعترض عليها وسيكون اول المؤيدين لها هم اصحاب الاستحقاق الانتخابي.