23 ديسمبر، 2024 8:19 م

السيستاني ينقذ العملية السياسية في اللحظات الاخيرة ؟

السيستاني ينقذ العملية السياسية في اللحظات الاخيرة ؟

قليلة هي الكلمات التي نطق بها السيد السيستاني ولكنها كانت مؤثرة جدا وفاعلة  في حياة الشعب العراقي بل كانت مصيرية ويشهد بها الاضداد قبل الاصدقاء ، اقرار الدستور ، تشكيل الحكومة ، دعم العملية السياسية في البلاد ، انقاذ الشعب العراقي من مصائب ومكائد لو مرت لاسمح الله لكانت ذا نتائج كارثية على ابناء الشعب العراقي ، وآخر تلك الكلمات أو ( الحِكم ) التي نطق بها السيد السيستاني او وجه بها ، هي انه وأد فتنة كبرى كادت ان تعصف بالشعب العراقي والعملية السياسية برمتها ، إنها ساعات قليلة كانت تفصل بين الفتنة تلك وبين دخول السيد السيستاني على الخط  ليقول لها قفي هنا وإرجعي حيث انت.
 قد يستغرب البعض عن حقيقة الأمر الذي كاد ان يحدث في ليلة الاحد الموافق 13/1/ 2012 وصباحه ، وقد بدأت هذه الاحداث الدراماتيكية من مساء يوم السبت حينما نقل السيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور خضير الخزاعي رسالة محددة وواضحة ومقتضبة وقصيرة جداً  مفادها ” ان الحكومة وقيادة الائتلاف غير راضية عن إداء مجلس النواب وعن رئيسه اسامة النجيفي لذا فأني أي ( خضير الخزاعي ) كنائب رئيس الجمهورية وأقوم مقام رئيس الجمهورية سأحل مجلس النواب وادعو الى تشكيل حكومة طوارئ  وإنتخابات تشريعية جديدة في الوقت المناسب”.
وصلت هذه الرسالة التي نقلت على لسان فخامة رئيس الجمهورية وكالة الى رئيس مجلس النواب الى الاكراد فكان لهم رأيا موحداً انهم لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيدافعون عن حقوقهم في المناطق المتنازع عليها ، فيما كانت هناك مواقف تقف بالضد من هذا التوجه يتزعمه السيدين الحكيم والصدر فضلاً عن الشهرستاني من ائتلاف القانون الذي كان له موقفاً مغايراً تماماً لموقف حل البرلمان وإنظم في وقت متأخر من ليلة امس ايضاً عدد من السياسيين المؤثرين الى قائمة المعارضيين لحل مجلس النواب.
بعد هذا الامر قال السيد السيستاني كلمته وحكمته وتدخل في الوقت المناسب واسهم في وأد الفتنة التي كانت تنتظر الشعب العراقي ، وقد أنهى الامر الذي عليه يتصارعون ، واصدر سماحته توجيهاً صريحاً انه مع وحدة البلد والحفاظ على الدستور وسيقف بالضد من اي محاولات لضرب العملية السياسية.
الكثير من ابناء الشعب العراقي لايعلم كيف كانت تمضي الساعات في الليلة تلك ، كانت طويلة ومضنية ومتعبة يتخللها قلق كبير وخوف من مستقبل مجهول ينتظرالعراق  وشعبه ، إلا إن كلمة السيد السيستاني كانت هي الطولى في وأد الفتنة وفعلاً هي التي انقذت الوطن من الفتنة الكبرى ، ودعوة الى كل السياسين في البلد الى حفظ وحدة الشعب العراقي وماله.