انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي فيديو خطير يعلن فيه موفق الربيعي بأن ما يسمى بالمرجعية في النجف قالت: ( المحتلون ضيوف يجب أن يخرجوا بالمقاومة السلمية)! هذا في الوقت الذي عدّت الأمم المتحدة القوات الأميركية وحليفاتها قوات احتلال، كما قال الربيعي نفسه.
وعلى الرغم من إحجام الربيعي عن التصريح بأسماء “المراجع” إلا أن المسألة معروفة للجميع، فمن من “المراجع” يمكن أن يستفتيه السياسيون، ومن منهم يتبادر له الذهن من تعبيرات كالتي نطق بها الربيعي؟
قال: ((ذهبنا الى المراجع الدينية التي نقلدها في النجف وسألناهم عن رأيهم فقالوا: المحتل أو الضيوف لازم يطلعون بالمقاومة السلمية.
المذيع: هل سمى المراجع قوات الاحتلال ضيوفاً؟
موفق الربيعي: نعم، سموهم ضيوف.
المذيع: من هم أهم هؤلاء المراجع؟
الربيعي: لا يحتاج الأمر لأن نشخص، لأننا حين نقول المراجع، وحين نقول النجف فكل شيء واضح، والضمير يندل أهله))!
طبعاً، الربيعي من المطلعين عن قرب على كل صغير ة وكبيرة تتعلق بخفايا وأسرار ما كان يجري بين المؤسسة الدينية بزعامة علي سيستاني وقوات الاحتلال الأمريكي، خاصة وهو أحد جسور التواصل بينهما.
أهمية الفيديو لا تقتصر على كشف الدور المتخاذل، بل المتآمر الذي لعبته المؤسسة الدينية ورأسها علي سيستاني – وهو أمر معروف، على أية حال، وإن أضافت له شهادة الربيعي بعداً توثيقياً مهماً للغاية – وإنما تمتد لتعري بأضوائها الباهرة التوظيف القذر للدين ومقولاته في أوسخ مؤامرة عرفها التاريخ السياسي. فالسيستاني – صاحب فتوى “لا مورد للجهاد في زمن الغيبة” – لا يكون اكتفى بتعطيل الجهاد الدفاعي على المستوى النظري، أو الافتائي، وإنما بادر إلى تعطيله بشكل عملي، كما يدل وصف المحتل بالضيف، بل إن الوصف الأخير يكشف بما لا يقبل لبساً حجم التواطئ بين المحتل والمؤسسة الدينية على تأسيس اللعبة السياسية الفاشلة، خاصة مع ملاحظة قول السيستاني: “لازم يطلعون بالمقاومة السلمية” الذي لا يمكن تفسيره سوى بالقبول بلعبة المحتل السياسية المحاصصاتية.
الآن، بعد فشل اللعبة السياسية والنتائج الكارثية التي تسببت بها، هل يجرؤ السيستاني على تصحيح خطئه القاتل، ويفتي بضرورة الانتفاض على أحزاب الفساد، وتصحيح مسارات العملية السياسية؟
لايبدو أنه سيفعل، بعد أن ربط مصيره بمصير الأحزاب الفاسدة، بل إن سلوكات المؤسسة الدينية تنبئ بإيغالها في التمسك بالطبقة الفاسدة من الحكام، وما فتوى مقاتلة “داعش” وتأسيس مليشيات الحشد الشعبي سوى محاولة إضافية لإدامة بقاء أحزاب الفساد.