17 نوفمبر، 2024 5:43 م
Search
Close this search box.

السيستاني وعلمانية الدولة ؟!!

السيستاني وعلمانية الدولة ؟!!

ليس خافياً على الجميع حجم المخاطر التي تعرضت لها البلاد بعد 2003 ، والانزلاق الخطير نحو الاقتتال الطائفي والذي راح ضحيته الآف من الضحايا من الابرياء ، والذي أثر بالسلب على الوضع السياسي للبلاد ، وعندما نتحدث عنه ، فأننا يجب أن نقف عن الدور الاساسي الذي لعبته المرجعية الدينية ، إذ كان لها الدور الريادي والأساسي في ذلك ، فالناظر المنصف يجد أنها وفي مقدمتها السيد السيستاني لعبوا دوراً هاماً في الحفاظ على وحدة البلاد ، ودماء الناس ، والوقوف بوجه الطائفية عبر البيانات والخطب ، وعلى الرغم من رياح الارهاب التي أخذت الكثير من حياة العراقيين ، الا ان المرجعية استطاعت من الوقوف بوجه التطرف وعزله سياسياً ، وهنا لابد من وقفة على دور المرجعية في سياق الحديث عن دورها في إعادة اللحمة الوطنية الى أبناء شعبنا الواحد ، لهذا كان لها الاثر الابرز في إعادة ترتيب النظام الاجتماعي وحفظ كيان المجتمع .
المرجعية الدينية وبعد احداث 2003 كانت تسعى الى توحيد المواقف كافة ، نحو بناء العملية السياسية ، وإعادة اللحمة الوطنية لأبناء الوطن الواحد ، والسعي الجاد من اجل بناء دولة المواطنة ، حيث عمدت الى توجيه الكتل السياسية الى توحيد الموقف السياسي وتجاوز كل المسميات القومية والطائفية ، من أجل خلق جو عام نحو هذا الموقف ، وإنهاء حالة التشرذم التي تعاني منها البلاد ، الامر الذي ساهم فعلياً بترسيخ هذا الموقف ، وترصين وجوده .
يواجه هذا التصدي للمرجعية الدينية الواقع العلماني ، والذي يحاول إبعاد أي أثر للمرجعية وتوجيهاتها ، والتي ثبت وعلى مر الازمنة صوابه وصحته ، من خلال تمييزها او تشويه صورتها امام جمهورها ، وهذا الامر ليس بالجديد ، فمنذ عشرات السنين مارست السلطة سياسة التهميش والإقصاء للعلماء في حين يفترض أن يكونوا الموجهة والمصححة للمسارات الخاطئة والتي ما اكثرها ، وثبت من خلال التجارب العديدة كيف ان العلماء المراجع كانوا الاسبق والاحرص على مصالح الشعوب والوطن ، لهذا نجد أن الذين يقفون ضد حركة المرجعية الدينية ومحاولة الايحاء ان الدولة لايمكن لها أن تسير تحت ظل العلماء ، لان المكان الطبيعي لهم هو المسجد والبراني ، وان الدولة لها رموزها وهم الاقدر على قيادتها ، في حين ان هذه القيادات ثبت وبالدليل أنهم الاكثر فساداً على المستوى العالمي ، وعملوا ويعملون على مصالحهم الشخصية والحزبية وان مصالح الناس لا تمثل لهم الاولوية سوى في الشعارات قبيل الانتخابات ، وأن أي امة او شعب لا دور لعلمائه في بناءه ، فان الفشل مصيره ، وسيبقى فقيراً في كل المجالات .

أحدث المقالات