17 نوفمبر، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

السيستاني ودعوى تقسيم العراق. من أين وإلى أين

السيستاني ودعوى تقسيم العراق. من أين وإلى أين

يبدو أن السيستاني لم يدرك طوال ثلاثة عشر عاماً أن العراق يسير نحو التقسيم ,فطوال سنوات الطائفية لم يكن في فكر المرجع الإيراني أن هنالك بذوراً لتجزئة العراق ,ولم يعلم صمام الأمان للعملية السياسية كما يسمونه أن الكتل التي أوجب انتخابها هي التي أجلست الشعب في كانتونات اسمها الشيعة والسنة والكورد والمسيحيين والتركمان والأيزيديين والصابئة. ولم يدرك حجم الكارثة التي أحدثتها فتوى الجهاد الكفائي بأن دفعت أبناء المناطق الغربية للارتماء بأحضان داعش خوفاً من الحشد الذي تأسس على أساس الفتوى.
إذن ما معنى أن يسكت السيستاني عن الأجيندا التي عملت على تقسيم العراق طوال تلك الفترة ويغض الطرف عن مشروع بايدن وطائفية إيران ,اللذين أوصلا البلاد إلى هذا الحال.؟ فيحذر الآن من التقسيم وأغرب ما في دعوى السيستاني هو الخلط بين إصلاحات الفساد في الدوائر الخدمية وتقسيم العراق المبتنى على الطائفية السياسية . والعجيب انه يُحذر من التقسيم في الوقت الذي تشتعل فيه ساحات التظاهرات بشعارات وطنيه.
إن الواقع يشير إلى أن العراق قد تم تقسيمه فعلياً ومن قبل إيران وطائفيتها والجرائم التي ارتكبتها مليشياتها بمباركة وبفتوى الجهاد الكفائي والبلد مقبل على أحداث خطيرة كتداعيات لكل السياسات الإجرامية التي مُررت بغطاء ما يسمى المرجعية . وهي سياسات انكشفت للشارع العراقي.
إن التظاهرات التي بدأت تطلق شعارات ضد إيران وتدعو للوحدة ’تهدد بسقوط الحكومة العراقية وسقوط التسلط الإيراني الأعجمي ومعها عمائم السيستاني . لذا لا بد من أن يضحي السيستاني بالحليف القديم نوري المالكي وأتباع ولاية الفقيه ويقدم شيئا للمتظاهرين عسى أن يقنعهم بوقف التظاهرات التي أخذ الكثير يبنون آمال عليها في إعادة لحمة العراق من خلال إسقاط منظومة الفساد الطائفي .
مرجعية الأعاجم ليس باستطاعتها بعد الآن تمرير المخططات الإيرانية فالثورة في ساحات التحرير وأن بدأت مطالبة بالكهرباء إلا أنها في إرتقاء لبناء دولة مدنية ستحمّل السيتساني كل المصائب وهذا ما يخشاه منها وبدلاً من أن يدعو الجماهير المتظاهرة إلى زيادة التظاهر والمطالبة بإطلاق عفو عام وإقامة مصالحة حقيقية من شأنها حفظ وإعادة وحدة العراق . راح يوجه رسالة خجولة بأن الفساد سيؤدي إلى التقسيم . وهو لم يصرح علنا عن أي كتله أو أي تيار يتحدث خوفاً من ردة فعل الشارع تجاهه حيث يعلم جيدا بأنه هو من أنتج بفتاواه كل منظومة الفساد والإفساد . أن التصريح الأخير للسيستاني يندرج في المفهوم الذي وصفه به المرجع العراقي الصرخي الحسني “أن مرجعية السيستاني هي أسوء مرجعية في تاريخ الشيعة, ربما لم ولن يأتي مثلها”. العراقيون سينظرون إلى خارطة العراق الجديد وهم يرْثونَ وينتحبون بلدا عمره سبعة آلاف عام ,فيما يحاول السيستاني أن يجد له مكاناً في العزاء أو يجعل من نفسه معزياً وعلى رأي المثل القائل ” يقتل القتيل ويمشي في جنازته .

أحدث المقالات