23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

السيستاني مرجع العراقيين حقاً

السيستاني مرجع العراقيين حقاً

يبدو إن الأقدار شاءت أن تأتي بهذا الرجل إلى أرض كوفان، ويدرس في حوزة النجف الأشرف، على يد أعظم أساتذة الفقه والأصول، ليتوفق ويصبح مرجع الشيعة الأعلى، من المعروف إن الرجل اذا صار سيد القوم، سكن  في القصور الفارهة، وهَيأ الخدم والحشم من أجل راحته، إِلَّا إن الإمام السيد السيستاني، والذي تخرج من حوزة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام )، زهد في كل شيء وطلق الدنيا ثلاث طلقات لا رجعة فيها .
ثنيت له الوسادة، ودخل باب الزعامة بعد أن فتح بمصراعيه له، تزعم طائفة لطالما عانت من الظلم والتقهقر لقرون طوال، وآثر على نفسه إلا أن يخدمها بماء عينيه، عان ما عانه من ظلم ومحاربة من النظام البعثي ورغم كل ما جرى أصر على البقاء في العراق، عاصمة دولة العدل الإلهي المرتقب ولادتها، وسيكافح ويمضي قدماً بالإستمرار بخدمته للوطن وشعبه، دون أن يطلب أي شيء مقابل ما يبذله، سوى راحة العراقيين .
بعد ٢٠٠٣ وخلال فترة الإحتلال الأميركي للعراق، كانت له في كل شيء كلمة الفصل، وعندها تخرس أصوات النشار، وتنحني له القامات راكعة لهيبته إحتراما، به حقنت كثير من الدماء، وأطفأ نار الفتنة التي كادت أن تشتعل لولاه، والقلم يقف عاجزاً أمامه، مما فعله تجاه العراق وشعبه، بصمته حارٓ الصديق قبل العدو .
دافع عن حقوق الناس وطالب المسؤولين بخدمتهم، ليسخر كل طاقاته من أجلهم، وضع الخطوط العامة وأرشدهم لذلك، وبعد كل ما جرى لا يزال يقف وبقوة بوجه الفساد بكل أشكاله، ليضع النقاط على الحروف، ونصح لمرات عديدة ولا يزال مستمراً بتقدميه النصيحة، وبعد التظاهرات التي جرت مؤخراً، وقف ليتصدى ويتقدم الجماهير المطالبة بحقوقها، ويعطي إرشاداته الحكيمة للنهوض بواقع البلد المزري، مطالباً سياسي الدولة والمسؤولين إصلاح الدولة، وإقامة الحق ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء، وترشيد الأموال وخفض الإنفاق غير المبرر والمسؤول، وتقليل الفوارق بين رواتب الموظفين التي وصلت إلى حد الفحش .
ما جرى بعد العاشر من حزيران، هذه النكبة والنكسة في تاريخ العراق الضارب بالقدم، من تمكن داعش العصابة الإرهابية المجرمة، من إحتلال عدة مدن رئيسية بعد تواطئ دولي ومحلي، هذا التنظيم الإرهابي الدولي، المدعوم عالمياً من القوى الإستكبارية، التي لا تريد الخير للمنطقة برمتها، المعتاشة على الأزمات في المنطقة، تصدى الإمام السيستاني ووقف بوجه مخططاتهم التي يبرأ منها حتى إبليس، ليعلن فتوى الجهاد الكفائي، في ليلة ولادة الأمل منقذ البشرية، الإمام المهدي المنتظر ( عجل تعالى فرجه )، لتبارك السماء هذه الفتوى، ويعلن مئات الآلاف من العراقيين تلبيتهم النداء العظيم .
ما لكم كيف تحكمون؟ هذا الرجل بركة إلهية من السماء، على الأمة برمتها شكر الإله في كل صباح ومساء، فالفضل الأول والأخير بعد تعالى ووليّه المنتظر ( صلواته تعالى عليه )، يعود لفطنة وحكمة هذا العالم الرباني، والعجيب كل العجب يقوم بعض من الجهلة، أولاد الحيض من التطاول والتجاوز عليه، هؤلاء المنبوذون المولودون من رحم لطالما إقتات من الحرام، وفي الختام يفترض من جميع الناس بكل أطيافهم ومللهم ونحلهم، السجود لله شكرًا على هذه النعمة والهبة الإلهية للمذهب والعراق .