ضرب الله تعالى لنا في كتابه الكريم أروع الأمثال من واقع حياتنا للتذكر والتفكر وتقويم السلوك نحو الغاية الأقدس لعلة الوجود وبيّن لنا المفاهيم العامة الشاملة كخريطة ذهنية نقية تهذب تشخيصنا للمصاديق في الواقع التي يترتب عليها القيمة العملية والجزائية في عالم الآخرة فضلاً عن عالم الدنيا للعيش في استقامة وعدالة أخلاقية وسياسية واقتصادية واجتماعية أو انحراف وضلال وتخبط وعشوائية وظلام وظلم أخلاقي وسياسي واقتصادي واجتماعي ! وقد يتوقف مصير إنسان ما على رجلين في الحياة الدنيا ! قال تعالى (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَىءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
والأبكم هو الأخرس الذي لا يُفهم ولا يَفهم , عاجز عن كل شيء فيه الصلاح والنجاح ,ثقيل ممل , سيرته تشهد أنه لم يأتِ بخير أبداً بقدر ما يجلب السوء ومصدراً للشؤم والظلم دائماً ومن الطبيعي عند المفاضلة والمقارنة مع عكسه ونقيضه من يأمر بالعدل وسجيته العدل والانصاف والعلم والنور مطمئن واثق على صراط مستقيم فقطعاً لا يستوون لأن الفارق بينهما كالفارق بين الظل والحرور والاعمى والبصير والاحياء والاموات والظلمات والنور ! فمن هو في واقعنا الرجل الأبكم في القرآن ؟ فمن تقيم موضوعي وبناءً على شواهد ووقائع وسيرة وسلوك لأكثر من عقدين من الزمان نجد ان السيستاني الرجل الأبكم في القرآن ومصداقاً واضحاً لا يقبل الشك للمعنى للمجازي للأبكم على المستوى الفقهي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي فلم يأتِ بخير طوال عقدين من الزمان ! فلا بحوث فقهية أو أصولية يُفهم الآخرين ويفهمها , ولا نسب حقيقي ثابت بمصادر الأنساب يُفهم بها ! و لا مواقف سياسية أو أخلاقية إنسانية واضحة يُفهم الآخرين بها أو يَفهم بها ! ولا مشاريع حلول و لا مبادرات و لا خطابات واضحة صريحة لإنقاذ البلاد والعباد , ومنذ تدخله في السياسة لم يرَ شعب العراق الا خيبات الأمل والظلم والفساد والدمار والافلاس والقتل والدمار والتهجير والفتن الطائفية والمذهبية وتسلط الفاسدين والمليشياوين وانهيار المؤسسات بسببه المباشر ! وبعد أن أشعل النار بوقودُها الساسة الفاسدين الذين تسلقوا على أكتافه وأصبحت تأكل الأخضر واليابس ولى هارباً فاراً مدبراً للخلاص بنفسه وليراقبها من بعيد في صمت مهين دون أن ينبس ببنت شفة ؟!! بينما نرى بوضوح كالشمس في رائعة النهار مصداق الرجل الآخر يأمر بالعدل والأنصاف على خطى ثابتة في صراط مستقيم كله خير في خير وصلاح , فهم وتفهيم ومشاريع حلول ومواقف وطنية وإنسانية وانوار أصولية وفقهية وعقائدية ونسب شريف كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء , لا تراجع و لا ملل و لا كلل ولا خضوع وتضحيات وعزة وغيرة , في كل مرحلة وجزئية له خطاب وبيان ومشروع للحل لإنقاذ العراق وشعبه ووحدته وتاريخه وفي بيانه مشروع خلاص ….الخلاص للعراق وشعبه , مشروع بأدق التفاصيل وما يناسب الأزمة وحيثياتها حيث قال (( 1ـ قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار اليها ملزمة التنفيذ والتطبيق2- . إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى. 3- حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان. 4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال. 5- يشترط في جميع
أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب. 6- لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها الى وزرائها. -7ما ذكرناه قبل قليل يشمل وزيرَيْ الداخلية والدفاع ويجب تشكيل منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء. -إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح. ……))