دعت المرجعية الدينية، يوم الجمعة الماضي جميع المواطنين العراقيين الذين يتمكنون من حمل السلاح للتطوع في صفوف القوات الأمنية للدفاع عن العراق معللة ذلك إن العراق يواجه تحدياً كبيراً وان مسؤولية التصدي للإرهابيين والدواعش خصوصا هي مسؤولية الجميع ولا يختص هذا الأمر بطائفة دون أخرى أو طرف دون أخر كون ان طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن الوطن وأهله وإعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي.
أن السيد السيستاني وبما عرف عنه من تسامح الى حد كبير طيلة السنين الماضية لايمكن إن يتحدث أو يفتي بنفس طائفي وهو القائل ( لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا أنفسنا ) وحتى في أيام الطائفية عامي 2006 و 2007 ومع الانتقادات والمطالبات التي كان يثيرها البعض ضده فلم يتغير قد شعرة في موقفه من إخواننا السنة في هذا الوطن
إننا نتصور ونعتقد ان موقف السيد السيستاني اليوم هو لحفظ أهل السنة قبل الشيعة وقبل غيرهم من الطوائف الأخرى ..
إن الدواعش ملة صفتها الغدر ومنهجها القتل وإنها تنظر للأمور بعين واحدة . وهي تعادي كل من يخالف منهجها ودليلنا في ذلك معاركها وقتالها الدامي مع الجيش السوري الحر وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية والكل يشتركون معها في نفس المذهب .بل ان جبهة النصرة والإسلامية تشاركانها نفس الرؤية المذهبية المنغلقة ومع ذلك اختلفت معهما ثم ذبحت قادة من الجبهتين المذكورتين ثم فجرت السيارات المفخخة في أماكن تواجدهما .
ماذا يدل ذلك ؟
إلا يعني ذلك إن الدواعش لايفهمون ولا يهضمون ولا يحبون من يخالف تعاليم النظرية الداعشية في رؤيتها أذن الجهاد الكفائي الذي أعلنه السيستاني إنما جاء لحفظ دماء السنة قبل غيرهم أولا لأنه دعا الشعب العراقي كله لمقاومتهم ودفع شرهم وثانيا لان هؤلاء دخلوا المناطق السنية قبل المناطق قبل غيرها ..
ثم لننظر إلى ممارساتهم خلال الأيام الأربعة الماضية من وجودهم في الموصل فبالرغم من ادعاءاتها أنها لن تؤذي الناس وستدعهم وشأنهم وهكذا طبل لها اثيل النجيفي وأبواق إعلامية مأجورة أخرى إلا إن الأمور بدأت تتكشف شيئا فشيئا .
اليوم يمكن ان نحصي بعض الأمور التي ظهرت للعلن وانكشفت ليتحدث بها الإعلام العراقي والعربي فمن اغتصاب أربع فتيات في الموصل وانتحار أخريات لنفس السبب إلى إعدام علماء من الموصل كونهم لم يبايعوا الأمير الداعشي إلى هروب العشرات من رجال الدين إلى كردستان مرورا ببيانهم الذي وعد بتهديم مرقدي النبي يونس والنبي شيت كونهما لا يصلحها كمكانين للعبادة حسب تعبيرهم .
أضف إلى ذلك تهديدهم الشباب الرياضي بالجلد كونهم تجمعوا لمشاهدة مباريات كاس العالم مع فرض ملابس خاصة على النساء ومعاقبة المدخنين للسكائر وبداية معاملة سيئة للمسيحيين والاستيلاء على ممتلكاتهم ؟
أن العشائر العربية السنية لئيمكن إن تقبل بأي حال من الأحوال هذه التصرفات البائسة وممارستهم اللاخلاقية في الضغط على الناس لممارسة جهاد النكاح مع نساءهم ومن هنا كانت انتفاضة عشائر الجبور وتميم في الضلوعية جنوبي تكريت حيث تعاونت مع القوى الأمنية وحررت مناطقها وطردت الدواعش وهو أمر حصل أيضا في القائم غربي الرمادي حيث إن عشائر البو محل تصدوا لهم وشكلوا لجانا شعبية وتعاونوا مع القوات الحكومية وكذا في عشائر البو بازي والبو بدري في سامراء إن الشعب العراقي لايمكن إن تفرقه تعليمات داعش وسلوكها الاجرامي حيث أعدمت قبل ايام 400 شيعي وتركت السجناء السنة وهو أمر ترفضه العشائر العربية الأصلية التي تفهم المعزى الحقيقي لفتوى السيد السيستاني الذي أراد إن يحفظها من هؤلاء الاوغاد.