كل يوم ومرجعية النجف الأشرف متمثلة بمرجعية السيد السيستاني تقدم اضافة نوعية من خلال اطروحاتها الفكرية وممارساتها العملية، ففي الوقت الذي ترتفع وتسود فيه أصوات مرجعيات التطرف والعنف هذه المرجعيات التي تبرر الأفعال الاجرامية دينين ويصبح القتل غاية ووسيلة للوصول الى الأهداف السياسية ويكون خطابها الديني خطاب فئوي وليس خطاب جمعي مما يجعل المناخ العام بين مواطنين الدولة الواحدة مناخاً يسوده الشك وريبة وعدم ثقة ، لكن امام هذه الاصوات المتطرفة نجد لمرجعية النجف بصبغتها السيستانية نكهة مغايرة لما هو سائد حيث عملت ولاتزال تعمل مرجعية النجف على تعزيز الاواصر بين مكونات الامة العرقية من خلال التاكيد على حقوق المواطن العراقي بغض النظر عن انتماءاته الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية والحزبية ..الخ .فالعراقي مواطن ينبغي حفظ كرامته ومنحه الحقوق الدستورية لذلك نجد المرجعية وفي اصعب الاوقات لا تفكر بانها مرجعية لطائفة معينة وانما هي مرجعية للشعب العراقي او الامة العراقية يجد فيها الجميع طود النجاة، فمرجعية السيد السيستاني او المرجعية السيستانية تقدم قراءة إنسانية للنص الديني يصبح فيها امر الحفاظ على الوجود الإنساني غاية دينية مقدمة على كل الغايات والاهداف الاخرى واذا كانت المرجعية ومن خلال كل ماقامت به للحفاظ على وحدة الشعب العراقي بكل انتماءاته الدينية والمذهبية والعرقية منذ 2003 واستطاعت كذلك حماية الشعب العراقي من خطر التطرف الداعشي من خلال فتوى الجهاد الكفائي ،فان موقفها المشرف المتمثل في رفع صوتها عالياً لتوجه خطابها الى الحكومة العراقية
والشعب العراقي من اجل الوقوف الى جانب النازحين في المناطق الغربية ونظر لهم مواطنين عراقيين لهم كامل الحقوق وقبل خطابها هذا سعت وبكل ماتمتلك من امكانات مادية يمكن ان تقدمها لمساعدة النازحين من تقديم مساعدات مادية او عينية او بناء مساكن للنازحين بهدف التقليل من عذاباتهم وهي في ذلك تعبر عن دورها المرجعي للامة العراقية خطاباً وسلوكاً لتصبح السيستانية منهجاً فكرياً انساني وحياتي يحتاج منا التعمق في دراسته والعمل على نشره في مقابل التفسيرات الدينية المتطرفة ولا انسانية.