23 ديسمبر، 2024 1:19 م

السير لمرقد الشهيد الصدر رسالة لا تحتاج لتوضيح

السير لمرقد الشهيد الصدر رسالة لا تحتاج لتوضيح

ما يميز التيار الصدري الوضوح في المواقف والواقعية في التعاطي مع الأحداث مما جعل الجماهير تتمسك بولائها لقيادتها المتمثلة بسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله), بالأمس رأينا جميعاً الحشود المليونية التي سارت على الأقدام لزيارة مرقد الشهيد الخالد محمد الصدر(قدس سره) في مشهد له دلالات عميقة وتكشف مدى عظمة المصيبة وهذا يعني عظمة الشخص صاحب الذكرى, هذه المناسبة التي كانت واضحة المعالم في كافة جوانبها الدينية والشعبية, أرسلت رسائل واضحة لا تحتاج إلى تفسير, ففي الفترة السابقة كثرت الأقاويل والأحاديث التي تناولت موقف التيار الصدري من الأزمة السياسية وتداعيات اجتماعات اربيل والنجف وما رافقهما من ردود أفعال متباينة, وقد سمعنا وقرأنا ماكُتب في الصحف سواء المحلية أو العالمية وكذلك ماترشح من استنتاجات لمراكز دراسات ومواقع مهتمة بالشأن العراقي, وكلها كانت تتحدث عن انحسار وتراجع شعبية السيد مقتدى الصدر وبالتالي تراجع شعبية التيار الصدري, وقد دقت الطبول لهذا الاستنتاج وذلك التحليل وسائل إعلام عديدة وكذلك شخصيات سياسية وكأنها وجدت في ذلك فرصة كبيرة لأجل تمرير رغباتها وتشويه الوجه الحقيقي للتيار الصدري, وكما هو معتاد من أبناء هذا التيار الذي يعي جيداً حجم مسؤوليته وخطورة المرحلة, أن يكون الرد على جميع الأقاويل رداً عملياً وليس مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي, فساروا تلبية لدعوة السيد مقتدى الصدر لزيارة قبر المرجع والمولى والقائد والأب الروحي, زحفت جموع الزائرين من كل حدب وصوب متجهة نحو الشمس التي أزاحت ظلام الذل والخوف والخنوع من قلوب العراقيين, هذا الزحف الذي اثبت خطأ تلك الاستنتاجات وان الواقع هو الشارع وليس الصحف والمواقع الالكترونية ومراكز الدراسات ووسائل الأعلام, فقد اثبت الخط الصدري من جديد انه قوة كبيرة ومازال يمسك بالشارع العراقي بامتداد  جماهيره وسلمية ممارساته وطاعته لقيادته, أما الذين يراهنون على ضعف التيار عليهم أن يراجعوا حساباتهم وان يبصروا الأمور بعين الحقيقة ولا تأخذهم الأمنيات بعيداً عن الواقع, التيار الصدري لازال وسيبقى بإذنه تعالى رقماً صعباً في المعادلة العراقية, ويستطيع بأي لحظة أن يغير موازين القوى, وهو عصا التوازن وقطب الرحى في المشهد العراقي, وعلى وسائل الإعلام أن تكون منصفة ومهنية في التعامل مع هذا التيار وأن لا تكيل بمكيالين مع الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة العراقية, وسائل الإعلام التي غضت الطرف عن هذا المسير المليوني أو تعاملت معه بخجل, ولا أقصد بالطبع القنوات التي كان موقفها مشرفاً في تغطية هذا الحدث الكبير, لذلك على الجميع أن لا يغفلوا الحقيقة التي تؤكد على قوة الصدريين وقدرتهم على المطاولة والصبر لأنهم يرتكزون على أرث عقائدي جهادي أصيل, وأنهم لن يتأثروا بالمغادرين عن سربهم الوطني الذي يحلق عالياً في سماء الوطن, قوة التيار الصدري متعددة المصادر والمنابع وهو بذلك دائماً ما يفاجئ الشارع بما هو جديد, المسير نحو مرقد المولى المقدس كشف عن تماسك التيار والتزامه بأوامر قيادته وطاعته المتميزة, هذه الطاعة التي تؤرق الآخرين الذين يمنون النفس بتلاشي هذا التيار وانحساره واندثاره, لكن الأمنيات لن تصمد أمام الواقع  الذي يقول كلمته في نهاية المطاف, السلام على السائرين والزائرين لمرقد مرجعهم, السلام على الملتزمين والطائعين لأوامر قائدهم وريث آل الصدر الكرام سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) وهو المعزى في هذه الذكرى الأليمة, المسير نحو مرقد السيد الشهيد الصدر(قدس سره) رسالة فصيحة وواضحة ولا تحتاج إلى من يفكك عباراتها لأنها كُتبت بلغة الجماهير والذي لا يفقه لغة الجماهير لا يفقه الواقع جيداً.