11 أبريل، 2024 9:45 م
Search
Close this search box.

السير في المجهول

Facebook
Twitter
LinkedIn

ايام حكم النظام السابق كان أهل الداخل لا يعرفون عن أهل الجوادر عذرا أهل المنافي شيئا حيث ينشغلون بأمور معيشتهم الصعبة ومحنتهم مع الرفاق وجيش القدس وخدمة الاحتياط أم الشهرين بعد أن خفف عنهم برنامج النفط مقابل الغذاء بعض معاناتهم مع النوى والنخالة وخبز الشعير في الوقت الذي ينشغل به الهاربون إلى مدن الغربة مثلهم بامورهم المعاشية ولم تتعدى المهن التي زاولوها هناك عن الأعمال البسيطة ومن كانوا في دول الجوار كانت أعمالهم تأتي تبعا لرغبة الدولة المستضيفة لهم مع اشتراط التحول بولائهم للدولة التي يعيشون فيها فمن كانوا في إيران كان أغلبهم ينخرط في جيش يحمل السلاح مستعدا لخوض الحرب ضد حكومة بلده تحت إمرة قيادة الدولة التي يعيش على أرضها تمهيدا لقيام هذه الدولة لإسقاط النظام القائم في بغداد لحساب الدولة المضيفة وليس لحساب الهاربين إليها من جحيم ذلك النظام وهكذا الحال في السعودية وسوريا وتركيا والأردن لكن باختلاف الطريقة وقد لا تكون حمل سلاح لكنها في العموم محاربة النظام لمصلحة الدولة التي انت فيها ولقلة ماتمنحه تلك الدولة من أموال لاتسد الرمق مارس بعضهم أعمالا إضافية كسواق سيارات أجرة أو بائعوا هدايا قرب الأضرحة ومنهم من مارس التزوير والتهريب والاتجار بالممنوعات أما من حملتهم اقدارهم إلى دول بعيدة وخصوصا في أوربا فلم تكن تلك الدول على خلاف مع النظام في العراق وليس بينها وبينه حالة حرب وعلى هذا الأساس تعاملت مع الوافدين إليها تحت عناوين الهاربين من الحروب في بلدانهم فلم تجندهم لمصلحتها ولم تضغط بهم على النظام وسمحت لهم بالعمل في المرافق الخدمية العامة والخاصة فعملوا في الفنادق والبارات والمطاعم والمقاهي وغيرها وعندما احتاجت أمريكا بعد طرد جيش النظام من الكويت إلى أطر قانونية تتماشى مع الشرعية الدولية لتتمكن من خلالها اسقاط النظام بطريقة مقبولة واحتلال العراق حولتهم إلى معارضة وأضفت عليهم الصفة الرسمية وطلبت من البارزين فيهم ومن كانوا يقيمون هناك تشكيل أحزاب وعقدت لهم المؤتمرات ورعتها وجعلت منهم كيان منظور ( المعارضة العراقية ) بعد أن كانوا شتات ووفرت لهم الوسائل الإعلامية فعرف عراقيو الداخل .. الجلبي .. علاوي .. الحكيم وغيرهم واستمر العمل حتى وفرت أمريكا لنفسها فرصة احتلال العراق وتدميره المتكون من مرحلتين وتتمثل الأولى بدخولها العراق وإسقاط الحكم وتخريب كل مايمت للدولة بصلة ومن ثم تخريب النفوس وايقاظ الفتن وإشعال حروب طائفية ومذهبية وقومية والوقوف خلف كل الأطراف المتحاربة على حد سواء وتمثلت المرحلة الثانية بخروجها مع ضمان استمرار التخريب فاوكلت المهمة للشتات الذي جمعته هناك واتت به بعد اسقاط النظام السابق واطلقت يده بالاستحواذ على السلطة والمال العام وخيرات البلد وها نحن وصلنا للمرحلة التي تعرف بها أمريكا لكنها لم تخطط لها وهي وصول شتاتها المستولي برغبتها على كل امور البلد إلى الخلاف ونقطة اللاعودة مما يجعل العراق يسير في المجهول وليس هناك من يستطيع توقع نهاية هذا المجهول حتى أمريكا وشتاتها المتناحر حد الاقتتال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب