أنا واحد من بين ملايين لا يتابعون كرة القدم العالمية؛ لكني من بين أكثر المهتمين بمباريات المنتخب الوطني العراقي، ومن حقنا مثل بقية الشعوب أن نفرح بفوز منتخب بلادنا، وفرحتنا تنطلق من صدورنا كالبركان.
نشعر أن كرة القدم لعبة شعبية، وأحد أسباب إجتماع الشعوب بلا عداوة، وهي مثلاً يمكننا أن نجعلها أرضية ودليل وحدة العراقيين.
بحث العراقيون عن وسيلة لمشاهدة مباريات منتخب العراق، منهم من إجتمعوا في مقهى أو بيت صديق، وآخر مع عائلته وإستعان بالقنوات الأرضية، والخوف من إنقطاع الكهرباء، لا سيما أن وقت المباراة في وقت غير مشمول بالمولدات؟! وداعش هي الآخرى منعت المشاهدة وقتلت شباب في الموصل؟!
شاهدنا نتائج رائعة حققها فريق منسجم يسعى لهدف واحد، ذكرتنا بوجوه الساسة المكفهرة المتشائمة، التي تبكينا وتبكي علينا؟! وتحتاج الى صولات وخطط هجومية من فريق حكومي على الفساد، ويسجل الأهداف ويمزق الشباك والحواجز والمحسوبيات، ونحتاج أن نبكي فرحاً على كشف الحقائق المريرة، ونتذكر جرائم دفنها التخاذل والمساومات والطمع بالسلطة، ونبكي ونلط على رؤوسنا على شباب سبايكر وضياع أرض العراق وموازناته.
نترقب بشغف تسجيل أهداف في الوقت الأصلي الأول، ولا نتتظر إحتمالات خسارة فريق آخر او هزيمة لص بأموال العراق الى البنوك الخارجية، ولا نتتظر الوقت الإضافي والركلات الترجيحية، ونعتصر مع كل حركة ونغمض عيوننا حينما نسدد أو يسدد علينا، نعرف أن يونس سمي بالسفاح لكونه يقنص الفرص في الوقت المناسب، ويضرب مثل الكبار، لكننا نريد ضربة تمزق الشباك وتهزم أعداء العراق.
نتعلم من كرة القدم دروس نطبقها في السياسة، نحتاج إنسجام الفريق الحكومي والسياسي، وقد شاهدنا يونس لا عب في الهجوم والوسط والدفاع، وخطط المدرب راضي شنيشل( السيد بأخلاقه)، فاعلة في التبديلات وشوط المدربين، ولم يختار لاعبين بالمخادعة وشراء الأصوات، فكان قائد الفريق بمثابة مسؤول هرم حكومي، والمدرب رئيس تحالف.
تشتت قرارات التحالفات السياسية؛ بسبب وجود أكثر من مصدر قوة، وتقدم المصالح الحزبية، على وحدة القرار ومصلحة الشعب.
نحتاج الى أن يكون التحالف الوطني والقوى العربية والكردستاني، بمستوى الوقوة مع بعضها داخلياً ثم مع الآخر، ولكل تحالف رئاسة تحضى بالمقبولية الوطنية والإقليمية والدولية، وبذلك يستطيع المدربون توجيه فريقهم نحو الفوز، وتسديد أهداف على أصحاب الكروش والجيوب المنتفخة، ونتحرك سوياً على داعش ونضرب بيد من حديد، نعم نحتاج الى غيرة السفاح في القضاء على الفساد، وحكمة وأخلاق السيد، في التخطيط لزرع المحبة بين أعضاء الفريق الحكومي.