هناك الكثير من المشاكل التي يعانيها الشعب العراقي المظلوم ولعل اهم تلك المشاكل هو عدم وجود قيادة مخلصة للشعب سواء كانت تلك القيادة دينية ام سياسية المهم انها تجعل مصلحة الشعب العراقي فوق كل اعتبار وهذه المشكلة ليست حديثة بل هي قديمة ومستعصية الحل لذلك نجد ان الشعب العراقي دائما ومع شديد الاسف يفشل في الاختبار ولا يحسن التعامل مع الشخصية المخلصة في حالة وجودها كما حدث ذلك الامر مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) والحسن والحسين (عليهما السلام) وغيرهم مرورا بالصدرين وانتهاء بالسيد مقتدى الصدر الذي ينقسم العراقيين اتجاهه الى عدة اقسام وهي حسب فهمي :
القسم الاول: وهم الموالون له والذين يعتقدون بأحقيته بالقيادة وتفانيه في خدمة العراقيين وعلى اختلاف مذاهبهم وقومياتهم وهم مستعدين لبذل الغالي والنفيس في الدفاع عنه والذود عنه .
القسم الثاني : وهم المناقدون الى جهات دينية وتلك الجهات لا ترى احقية النهج الصدري الذي اوجده السيد محمد محمد صادق الصدر في المذهب لذلك فهؤلاء لم ولن يطيعوا او يرضوا على السيد مقتدى الصدر حتى لو بنى لهم بيوتا من ذهب او فضة .
القسم الثالث : وهم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح هؤلاء اناس يتغيرون حسب المنفعة ولا يضرهم من يتصدى للإدارة .
القسم الخامس : وهم قسم ليس له علاقة بما يحدث في البلد بصورة عامة يعني (يمشي بصف الحائط) ويجوز انه لا يعرف من هو السيد مقتدى الصدر او غيره من الشخصيات .
القسم السادس : وهم اخواننا اهل السنة وهؤلاء اعتقد انه تنطبق عليهم المقولة التي اطلقتها المس بيل في عشرينيات القرن الماضي وهي (أنا متأكدة من أن تسعين بالمائة من أهل السنة ينفرون من الاحتكاك بالشيعة والعكس بالعكس( ولا اريد ان أعطي لهذه المقولة صك الغفران كما يقولون الا انها ومع شديد الاسف اصبحت واقع حال لذلك نجد ان اهل السنة في يوم يمدحون السيد مقتدى الصدر وفي يوم اخر ينعتونه بأبشع الاوصاف وهكذا و بين هذه الاقسام يعيش السيد مقتدى الصدر في محنة فهو من جهة يريد ان يخدم العراقيين وعلى اختلافهم ويبذل في سبيل ذلك قصارى جهده بينما لا يستطيع العراقيين بصورة عامة ان يطلقوا العنان لقولهم الفذة ويقفوا وقفة تأمل ويسألوا انفسهم ما الذي يريده السيد مقتدى الصدر وما الذي يريده الاخرون وهل هناك وجه مقارنة بين ما يطلبه السيد مقتدى الصدر مع ما يطلبه غيره وهل هناك في الساحة العراقية من يشبه السيد مقتدى الصدر في الخطوات التي يقوم بها وهل يستطيع ابناء هذا الشعب المظلوم ان يتخلصوا من هذه المآسي التي تتوالى عليهم يوما بعد يوم .