17 نوفمبر، 2024 9:29 م
Search
Close this search box.

السيد مقتدى الصدر ومحنة الاتباع

السيد مقتدى الصدر ومحنة الاتباع

من الامور البديهية والتي لا يختلف عليها اثنان ان الذي يتصدى لأمر معين كأن يتبنى دعوة معينة او توجه معين او يخوض معركة معينة فان الضرر الذي يتعرض له والضغوطات التي توجيه انما تكون منحصرة بالجهة التي تخالفه في الرأي او التي تعاديه ولكن ان تكون الضغوطات والابتلاءات التي يتعرض لها تأتيه من معيته او الافراد الذين يأتمرون بأمره ويعتقدون بقيادته فهذا لم نلاحظه الا مع شخصيتين في التاريخ الاسلامي على حد علمي وهما سيد الاوصياء امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وما كان يعانيه من اتباعه الى درجة انه قال في احدى خطبه” اللّهمّ إنّي قد مللتهم وملوني و سئمتهم و سئموني ، فأبدلني بهم خيرا منهم و أبدلهم بي شرّا منّي ، اللّهمّ مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء” والشخصية الثانية وهو السيد مقتدى الصدر وما يعانيه من تصرفات الاتباع ومنذ 2003 والى يومنا هذا حيث ابتدأت بالتصرفات غير المقبولة مع ابناء المجتمع والتي انعكست سلبا على سمعة السيد الصدر وبعدها الانشقاقات التي تلتها من قبل بعض الشخصيات في التيار الصدري وتأسيس تشكيلات بعيدة عن طاعة السيد مقتدى ولو بقى الامر على هذا لكان هينا ومقبولا على اعتبار ان الفترة التي حدثت فيها هذا التصرفات غير المقبولة والانشقاقات انما حدثت في وقت لم تكن مؤثرة تأثيرا كبيرا في التيار او لنقل ان تأثيرها كان على مستوى التيار الصدري فقط واما ما يحدث اليوم فهو الذي اعتبره محنة المحن فهناك شخصيات لم تعلن انشقاقها بالشكل الرسمي وانما هي باقية في الظاهر بينما تقوم بأمور تريد من خلالها تشتيت القاعدة الصدرية واثارة الخلافات بين صفوف التيار ومحاولة ثني القاعدة المليونية عن طاعة قائدها الصدر وكأن المقولة المعروفة “اكلتم تمري وعصيتم امري” تنطبق عليهم حرفيا واما لماذا هذه التصرفات والانشقاقات نعتبرها اكثر خطرا من سابقاتها فلأن تأثيرها لم يكن على التيار الصدري فقط وانما سيشمل المجتمع العراقي قاطبة وذلك بسبب الارباك الذي تشهده الساحة العراقية وانتشار الارهاب والفساد نتيجة الادارة السيئة للحكومة بحيث اصبح الشعب العراقي ينظر الى السيد مقتدى الصدر وقيادته تياره وهو المنجى والمخلص من كل هذه الازمات ولا اقصد بان هذا التوجه من جانب الشيعة فقط بل ان الكثير من اخوتنا ابناء السنة لديهم هذا التوجه فمع كل هذه الصعوبات والاخطار يحاول بعض ضعاف النفوس وممن غرته الدنيا وباع حظه بالثمن الاوكس ان يشغل السيد الصدر بتصرفات صبيانية تعكس الى درجة كبيرة مدى الانحطاط الفكري الذي تعيشه تلك الشخصيات وان توهمنا فيها الخير والصلاح وان اعتقدنا انها نهلت من

مرجعها الصدر فهي لم تكن تعرف لو لا هذا الاسم الطاهر بل لم يكن لها وجود لو لا انتسابها للسيد مقتدى الصدر والا فهناك الكثير من الجهات او الشخصيات تدعي ولائها ومرجعيتها وتتلمذها على يد الشهيد الصدر ولكنها لا ترقى لمن يقول بمرجعية واعلمية الشهيد الصدرويعتقد بقيادة السيد مقتدى وعليه يمكننا القول باننا ما يمكن تسميته بالمحنة التي يعيشها السيد مقتدى مع ممن يدعون انتسابهم له هي اخف وطئا واقل خطرا عليه من الجهات التي تعلن عدائها له فانا لله وانا اليه راجعون .

أحدث المقالات