15 أبريل، 2024 9:17 م
Search
Close this search box.

السيد مقتدى الصدر هل لك بأصلاح تيارك قبل فوات ألآوان ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعد الكلام مجديا مع جميع رؤساء أحزاب السلطة الذين يسميهم البعض بأسلاميي السلطة وهي تسمية خاطئة , مثلما يحلو للبعض ألآخر بتسمية ألآحزاب ألآسلامية بألآسلام السياسي وهي كذلك تسمية خاطئة لآن ألآسلام واحد أصطلاحا , لآننا لو جاز لنا أن نقول بألآسلام السياسي فهذا يلزم منا أن نقول بألآسلام غير السياسي وهذا لايجوز بحق ألآسلام , ولقد تكاثرت ألآخطاء الثقافية دون رقيب لخلو الساحة من أهل الخبرة وألآختصاص , فكلمة رجل الدين أصبحت شائعة يرددها حتى بعض المعممين جهلا , ففي ألآسلام لايوجد رجل دين كما هو في بقية الشرائع , وبنفس المستوى من ألآخطاء الشائعة ما يقال عن ألآديان السماوية وهو خطأ شائع فللسماء دين واحد , ولها شرائع متعددة , قال تعالى ” شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ” وكثير من وسائل ألآعلام اليوم يسمون مقتدى الصدر برجل الدين العراقي وهو خطأ كما بينا .

والسيد مقتدى الصدر هو الوحيد الذي يستثنى من مجموع الذين شاركوا بالرقصة الحزبية في العراق بعد 2003 ويمكن الحديث معه وتقديم النصح ألتزاما بقول رسول الله “ص” في وصفه للمؤمن بأنه : يقبل الحق من عدوه , ويرفض الباطل من صديقه ” ؟ وأنا لست عدوا للتيار الصدري , ولا يمكن أن أكون كذلك , لآنني أحتضن الكثير من شباب التيار الصدري لآخلاصهم وصدق نواياهم في خدمة ألآسلام ألآ أنهم لم يجدوا من يحنو عليهم ويكون صادقا معهم , ولذلك طلب مني بعض شباب جيش المهدي في بغداد عام 2006 أيام أشتداد الهجمة ألآرهابية التكفيرية على بغداد أن أتولى قيادتهم وقالوا لي بالحرف الواحد : أن السيد مقتدى الصدر لايستطيع لوحده قيادتنا ؟ وأن لم تشارك في قيادتنا سنشكو عليك يوم القيامة؟ فقلت لهم هذه بضاعتي لاتشترون مني وتبعيون علي ؟ وما سأقوله أنا على يقين أن السيد مقتدى الصدر لم يعلم به لآنه لايوجد من يوصل له ما يجري في الساحة وما يجري في مكاتبه ؟ وأخذت مجموعة من شباب جيش المهدي من بغداد وسافرنا الى النجف لزيارة مكتب السيد مقتدى الصدر الذي كان معتزلا في تلك ألآيام وأخبرت أحد أصدقائي من فضلاء الحوزة العلمية ومن المقربين للسيد السيستاني وقلت له معي مجموعة من شباب جيش المهدي وسيكون غداؤنا عندك , فرحب الرجل وأعلن عن سروره , والتقينا في مكتب السيد مقتدى الصدر بالشيخ أحمد الشيباني ودام لقاؤنا أكثر من ساعتين شرحت لهم ظروف الساحة السياسية وتعقيداتها وقدمت لهم بعضا من مؤلفاتي وهي : عراق الغرباء , ومختصر علم ألآصول , وعندما خرجنا من مكتب السيد مقتدى الصدر في الحنانة في النجف سألني شباب جيش المهدي الذين كانوا معي قائلين : كيف وجدت من في المكتب ويقصدون الذين أستقبلوني وتكلمت معهم ؟ قلت لهم : هؤلاء بعضهم يغرد خارج السرب وسينقلبون على السيد مقتدى الصدر ؟ وفعلا بعد أشهر من لقائنا أنشق البعض ممن كان في مكتب مقتدى الصدر , فقال لي شباب التيار مندهشين : كيف عرفت أن هؤلاء سينشقون ؟ وها هم فعلا قد أنشقوا على السيد مقتدى الصدر ؟ فقلت لهم : أن السياسي هو الذي يقرأ الحاضر والمستقبل ويتعامل مع الرجال على قاعدة ألآمام علي عليه السلام : تكلموا تعرفوا , والمرء مخبوء تحت لسانه ” وقبل ذلك قلت لهم أن الرسول الكريم “ص” يقول : أتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله ” ؟

ومن حرصي على المخلصين من التيار الصدري وحرصي على المخلصين في بقية ألآحزاب الدينية والعلمانية لذلك كان منزلي في بغداد يعج بهم ولا زال بعضهم يتواصل معي الى ألآن , ويتذكر بعضهم أنهم طلبوا مني أن أفتح مكتبا في بغداد فأعتذرت منهم , وقلت لهم بكل صراحة : المكتب يحتاج الى تمويل , وأنا لا أملك تمويلا يقوم بخدمة أخواني الذين يزورونني من كل المحافظات وأنا أعتز بهم وأستضيفهم في بيتي على المستطاع , ولكن المكتب له أعتبارات أخرى لايسمح وضعي الخاص بتحمله , وقال لي بعضهم : وهذه ألآحزاب كيف تفتح مكاتب ؟ ومن يمولها ؟ قلت : أسألوهم , ولكني أعلم أن بعضهم أصبح له حصة في الدولة وبعضهم أصبح يمتلك شركات ومقاولات وهي جميعها تشترك في فساد المال ؟ كان هذا الكلام في العام 2007 , وعندما كنت أمينا عاما لجبهة مرام التي حاربتني بسببها ألآحزاب الدينية وبعضهم أهدر دمي ؟ بينما أستقبلني السيد السيستاني عام 2007 , وعندما أستأجرنا مكتبا لجبهة مرام في شارع الزيتون عام 2006 بمبلغ “12” الف دولار سنويا وتبرع بمبلغ ألآيجار أحد رؤساء ألآحزاب المشاركة في جبهة مرام وأعطى المبلغ لرجل يدعى أسعد العبيدي قام هذا الرجل بتسليم صاحب المنزل نصف المبلغ وقال لصاحب المنزل بعد ستة أشهر نعطيك ماتبقى من المبلغ ثم هرب الى عمان ؟ وجائني من يقول : أن الكنزناني يقول جبهة مرام وطنية وهو يتبرع لها بخمسة ألآف دولار , فقلت له أذن أذهب وأعطي المبلغ الى اللجنة المالية؟ فقال لي : نريد منصب في مرام ؟ قلت له وماهو نوع المنصب ؟ قال : نريد نائب رئيس جبهة مرام ؟ فقلت له المقابلة أنتهت , وجبهة مرام ليست للبيع ؟ وتبرع أياد علاوي خمسة ألآف دولار لجبهة مرام , ولكنه قام بأغراء من كانوا يعملون في لجانها بألآنشقاق , وللتاريخ أقول : أن كل من تأمر على جبهة مرام من وراء ظهورنا مستغلين فساد الحكومة وألآعلام وبعض منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني , تمت تصفيتهم بألآغتيالات على يد مجهولين , حتى قال شيخ من شيوخ الشامية : أن كل الذين تأمروا على أمين عام جبهة مرام لاقوا حتفهم لآنهم خانوا ألآمانة وتحركوا بأطماع دنيوية ؟

أقول هذا وهو جزء من تاريخ العراق حتى يكون السيد مقتدى الصدر على بينة مما سأقوله وأكشفه للرأي العام وللتيار الصدري لآول مرة ؟

ومن حرصي على التيار الصدري قمت بزيارة المكتب ألآعلامي ومقر جريدة صوت العراق التي كان يرأسها الدكتور الحجامي وأهديتهم مجموعة من دراساتي للصحيفة منها ” محمد باقر الصدر فيلسوف القرن العشرين ” ووعدني الدكتور الحجامي بلقاء مع الشيخ الذي كان يرأس مكتبهم ألآعلامي في بغداد ولم يف بوعده ؟

ثم ألتقيت الشيخ صلاح العبيدي الناطق الرسمي بأسم السيد مقتدى الصدر في مكتبهم في النجف وقدمت له هدية بعض مؤلفاتي وشرحت له خريطة الطريق في الساحة السياسية العراقية وأهمية أن يكون التيار الصدري بأيد أمينة لآنه تيار وطني وشبابه من المخلصين وهم مع بقية المتدينين هم بقية السيف ؟

وبعد ذلك اللقاء مع الشيخ صلاح العبيدي لم أر منه تواصلا علما بأنهم يحتاجونني للمادة الفكرية لاسيما وأن السيد مقتدى الصدر كان لايزال يسعى للتحصيل الدراسي في الحوزة في أيران ؟

وفي سنة 2010 طلب مني المكتب الثقافي للشهيد الصدر في بغداد في منطقة الزوية أن أقدم لهم محاضرة وطلبوا مني عنوانها فقلت لهم ليكن عنوانها ” فلسفة ألآعتقاد عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر , وفعلا حضروا لها جيدا وعملوا لها بوسترات ولازال البوستر أحتفظ به في غرفة ألآستقبال , وبعد أنهاء المحاضرة قال الجمهور لمنظمي الندوة : هذا الفكر كان المفروض تقدموه لنا منذ عام 2003 لماذا ألآن تقدموه لنا ؟

وفي السنة التالية قام المكتب الثقافي للشهيد الصدر دعوتي لمحاضرة في مؤتمرهم الثقافي في النجف ألآشرف وأعطيتهم عنوان المحاضرة ” نظرية التوالد الذاتي عند السيد محمد باقر الصدر ” وعندما ألقيت المحاضرة وفتح باب ألآسئلة سألني ضياء ألآسدي الذي أصبح ألآن يرأس كتلة نواب التيار الصدري , سألني قائلا : اليس هذه النظرية لآحد العلماء الروس ؟ فقلت لضياء ألآسدي الذي ظهر أنه لايعرف شيئا عن فكر السيد محمد باقر الصدر ولا يعرف نظريته في التوالد الذاتي التي أسست لتفسير المعرفة البشرية بأكثر مما قام به أرسطو في نظرية التوالد الموضوعي , وقلت لضياء ألآسدي أن نظرية العالم الروسي في اللغة ؟ وهذه النظرية في تفسير ألآحتمال والعلم ألآجمالي وألآستقراء العابر للطفرات المنطقية ؟ فسكت

ثم قدم أحد المشاركين في ألقاء الكلمات كلمة مكتوبة قال فيها : أن المجتمع الذي يظهر مع ألآمام المهدي “عج” كله معصوم ؟ فطلبت مداخلة وصححت الخطأ الذي جاء في تلك الكلمة وقلت لهم ألآمام المنتظر معصوم ولكن المجتمع الذي يقوم معه ليس معصوما , لآن العصمة درجة وعطاء من الله , فلا تغالوا حتى لايقال عن أتباع مدرسة أهل البيت بأنهم أهل غلو ؟

وبعد ذلك أي منذ 2010 و 2011 لم أدعى الى مؤتمرات المكتب الثقافي مما يعني أن القائمين عليها لايعملون بما أمرنا به الرسول الكريم “ص” عندما قال : أذا أجتمع خمس وعشرون نفر منكم ولم يؤمروا أعلمهم فعملهم باطل ” ” لآن عملهم ظهر جليا قائم على العلاقات الشخصية وهذا ما يجب أصلاحه .

وعندما أريد ترشيح محافظ لمحافظة بابل عام 2010 طلبت مني بعض القواعد الشعبية وبعض الوجهاء الترشح لذلك فأعتذرت منهم وشكرت عواطفهم ولكن بعض الفضائيات نشرت في مانشيتاتها بأن الجماهير تطالب بأن أكون محافظا لبابل , وجائني شباب من التيار الصدري من بغداد وهم يحملون قطع قماش لكتابة دعايات تؤيدني فشكرتهم وأعتذرت منهم ولكنهم قالوا لي : بأنهم وزعوا بعض الافتات على الشوارع , وأتصل بي مجلس محافظة بابل يطلبون مني حضور جلسة أنتخاب المحافظ فلم أرد عليهم ولم أحضر لعلمي بأن المحافظ يتم أنتخابه من قبل أعضاء مجلس المحافظة وهؤلاء مرتهنين لآحزابهم وأحزابهم يصيبهم رعب مني ؟

وأتصل بي هاتفيا من عرف نفسه بأسم علي الشويلي من التيار الصدري وقال لي بما معناه : هم لديهم مرشحهم ؟ وعلي الشويلي لم أعرفه سابقا , فقلت له : أسأل شباب التيار في بغداد هم الذين تبنوا ترشيحي دون علمي وقالوا القيادة طلبت منهم ذلك ؟ ثم قلت له أذا كنت متدينا لايتناسب معك أن ترفض ترشيح مفكر أسلامي ؟

وعدنما أعتزل السيد مقتدى الصدر السياسة وأراد أغلاق المكاتب وظل شباب التيار في حيرة من أمرهم سمعت أن بعض شباب التيار طلبوا ترشيحي للقيام بقيادتهم وعلمت أن ضياء ألآسدي عندما سمع أنهم يريدون ترشيحي رفض ذلك وقال لهم أياكم أن تذكروا هذا ألآسم ؟

من كل ذلك يظهر بوضوح وبعد ألآنشقاقات التي تعرض لها التيار الصدري كان لابد من من الحديث الجدي والمخلص لوجه الله أن يصار الى أصلاح التيار الصدري بعد كثرت فيه الشوائب نتيجة وجود المتزلفين والمتملقين والذين يصعدون الموجة من أجل مصالحهم الشخصية , وأذا كان السيد مقتدى الصدر قد أمر بأبعاد بهاء ألآعرجي عن منصبه وأمره بعدم مغادرة العراق , ألآ أن ذلك لايكفي فالتيار الصدري يستحق أكثر من ذلك , وعلى السيد مقتدى الصدر أن يعلم أن العلاقات الشخصية والمحسوبية والمنسوبية أخذت مداها في داخل التيار خصوصا على مستوى ترشيحات مجلس النواب وترشيحات أعضاء مجالس المحافظات حتى طالت تعيين وزراء غير أكفاء فما علاقة خريج اللغة العربية بوزارة ألآعمار وألآسكان لطارق الخيكاني وما علاقة نصير العيساوي بوزارة الصناعة وماذا عمل لواء سميسم في وزارة السياحة ومعه الذي عمل وزيرا للشؤون ألآجتماعية وكيف يصبح بائع ألآلات الموسيقية نائبا عن التيار وما هي مؤهلات أمير الكناني حتى يصبح مستشارا لرئيس الجمهورية عن التيار الصدري ولماذا يذهب الى لبنان ليحاضر عن الدستور العراقي حتى يصبح سخرية لمن يسمع كلامه ؟ وكيف أصبح كاظم تومان رئيسا لمجلس محافظة بابل وهو من كان يلبس البدلة الزيتونية أمام الطلاب ؟ من كل ذلك أقول للسيد مقتدى الصدر وبكل محبة وحتى يتم ألآنتصار للشباب المجاهد في سرايا السلام التي تقف بوجه داعش لابد للسيد مقتدى الصدر وفاء لمنهج والده الشهيد ومنهج أستاذ والده الشهيد المرجع محمد باقر الصدر وبمناسبة صدور كتابي ” الشهيد محمد باقر الصدر وريادة المعرفة ” مع مجموعة مؤلفات أخرى لي هي : الهداية عبر التاريخ , وألآمام الحسن ونظرية الامامة , والقاعدة الشعبية واللعبة السياسية وأنا على يقين أن مكاتبكم الثقافية لم تجلبها لقرائها مثلما أبلغت أن مكتبات العتبات المقدسة في كربلاء لاتحتوي على كتب السيد الشهيد محمد باقر الصدر ؟

لذا أقول للسيد مقتدى الصدر بكل محبة وحرص : غير وزرائك ولا تنظر الى ألآخرين لآنهم لايفكرون ألآ في مصالحهم , وأعد النظر بمن يمثلونكم من نواب في مجلس النواب , وأعد النظر بكل من أستلم مسؤولية منصب بأسم التيار , كما أعد النظر بكل خبطاء منبر الجمعة لآن بعضهم لايجيد لحن القرأن ولا نحو اللغة العربية , وأعد النظر بكل مسؤولي المكاتب فالعلاقات الشخصية غير المبرئة للذمة بات وبالا عليكم وعلى العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب