لاتصدق مايقال، انه ليس دكتاتور، ولم يمنع رئيس البرلمان في الإقليم من دخول اربيل ، ولم يمنع النواب المخالفين لسياسته من دخول الإقليم ، ولم يصدر النفط فتختفي وارادته والشعب الكردي الذي يغلي فقرا وجوعا وألماً ، السيد مسعود بارزاني لم يتمسك بالكرسي بل جاء اليه الكرسي يترنح ويتمايل الأرداف ويتغنج.
حلم الانفصال عن بغداد يلاحقه من منام الى اخر ومن فراش الى اخر ومن يوم الى اخر، الرجل الذي يشعر انه طاغية بلا عصا يقول عاشقوه ومحبوه ان اي مسرور لايليق به ترك القصر الرئاسي ولايليق ان يأتِ يحاكما غيره خلق هذا المنصب له وحده الشريك له، فلايهم اذا كان المواطنون في اربيل يأخذون ارباع رواتبهم وادا كانت الحياة الاقتصادية شبه متوقفة واذا كان الشلل الاقتصادي قد بلغ الاعصاب الاربيلية، لا يهم ان توقفت الخدمات والإعمار والوظائف والاستثمار واختفى المال وضاع النفط كل ذلك لأيهم، مايهمنا اليوم مزاج الرئيس مسعود حفظه الله وترديد النغمة الحماسية كلنا وياك ياسيد مسعود وهي ذات النغمة التي يرددها مواطنو الجنوب الفقير وهم يصفقون لأي قائد في ايّام الانتخابات.
الشعب في كردستان أسير لايملك القدرة على الانتقاد او المطالبة بحقوقه ابسط حقوقه وهي الرواتب التي لم يستطع توفيرها القائد الدائم للإقليم، اذا كان السياسيون في الجنوب الفقير يدغدغون مشاعر الناس بالتاريخ والمظلومية والتذكير بزمن الظلم وهن لايمتلكون برنامج بناء والبرنامج مستقبل فالسياسيون في الإقليم ولاسيما في اربيل ليس عندهم خطاب جديد سوى اعادة تكرير حلم الانفصال عن بغداد وتصنيعه من جديد بوجوه جديده وملح جديد.
هناك جيل جديد في الإقليم كما هو في الجنوب والوسط لايعشق مسح الاكتاف ولا وسائل التخدير ولا المنومات المغناطيسية ولديه الرغبة في معالجة مايجري قولا وفعلا بعيدا عن الشعارات وعن الكلام المزيون هؤلاء هُم الذين يهددون عرش السلطان مسعود وهم الذين يهددون الديناصورات السياسية في الجنوب والوسط وهم الراغبون بتحقيق الاصلاح الفعلي وعدم البقاء على نظام القائد الواحد الفرد الاوحد لإشراك له الا هو.
الجيل القادم من الشباب في اربيل وفِي ذي قار والبصرة وسليمانية ودهوك وواسط وبغداد والنجف وكربلاء والديوانية والمثنى وبابل وديالى وميسان وصلاح الدين والانبار وكركوك جيل ( شجاع ) لايعشق اهزوجة بالروح بالدم ولا علي وياك علي ولا ماكو قائد الا فلان جيل يسعى الى ابعاد الديناصورات السياسية عن مصادر القرار وصناعة جديدة للزعامة السياسية منبعها الديمقراطية ومساحتها المواطنة!