23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

السيد مسعود البرزاني..رحم الله رجلا عرف قدر نفسه !

السيد مسعود البرزاني..رحم الله رجلا عرف قدر نفسه !

كتبت مقالة في ثمانينات ألقرن ألماضي  موجهة ألى صدام حسين؛عندما أصبح رئيسا للعراق ؛بعد أن أعدم رفاقه في ألحزب وعزل ألبكر ؛وأصبح ألآمر ألناهي في ألعراق وأصبح شعار {أذا قال صدام قال ألعراق}.وقلت فيها أن جنون ألعظمة يصيب ألآفراد ألذين لايقرأون ألتاريخ جيدا ولا يستفيدون من أخطاء من سبقهم ؛أستهزء بالمقالة ألعديد من قرأها في حينها وقالوا أن ماتقوله أضغاث أحلام ؛ووصفوا صدام بأنه عبقري وهو رجل ألمرحلة وسيأخذ بيد ألعراق وألعراقيون ألى سابق عهده في ألعهود ألمنصرمة ألى ألقوة وألمنعة وألآزدهار ؛وسيحرر ألآراضي ألعربية ألمحتلة .لم أجبهم في حينها؛ وقلت ألآيام بيننا وطلبتم منهم ألأنتظار لنرى ماذا سيحدث وكان عنوان ألمقالة {ما طار طير وأرتفع ألا كما طار وقع!!}.وسأعيد بعض مما كتبته للتذكير لعلها تنفع ألسيد مسعود ألبرزاني في ألحفاظ على ألمكاسب ألتي حصلت للأكراد في ألأقليم ؛وألأستفادة من أخطاء ألقائد ألضرورة لتجنيب ألأكراد ألكوارث ألتي سببتها حماقات صدام بحق ألعراق حاضرا ومستقبلا!!.1-هتلر:حكم هتلر دولة متطورة أجتماعيا وأقتصاديا وتكنولوجيا وأسس جيشا متطور تسليحيا معتمدا على خبراء في مجالات ألتسليح وألصناعات ألتكنولوجية .عندما شعر بالعظمة ؛ورط ألشعب ألألماني في حروب عبثية ؛أستطاع في حينها في ألسيطرة على معظم أوروبا ووصل ألى أطراف موسكو وبعض أجزاء بريطانيا وأحتل فرنسا ؛ماذا كانت ألنتيجة ؛خسر ألشعب الألماني ألملايين ودمرت ألمانيا أقتصاديا وعسكريا وأصبحت دولة محتلة ألى يومنا هذا ؛تحكمها قوات ألحلف ألأطلسي!!.2- أمريكا :صاحبة أكبر قوة أقتصادية وعسكرية في ألعالم ؛شعرت بقوتها وعظمتها ؛أرتكبت حماقة في فيتنام في صراع ألحرب ألباردة ؛كانت نتائجها كارثية عليها عسكريا وأقتصاديا وخسرت عشرات الألوف من جنودها ومئات ألألوف من ألجرحى وعادت مهزومة تلعق جراحها.هزمت هزيمة نكراء ولا زالت تلعق جراحها بسبب حماقة حكامها.ولا ننسى ستالين وحماقاته وجنون ألعظمة ؛ألتي أدت سياساته ألرعناء ألى تمزيق ألأتحاد ألسوفياتي ألسابق 3-أن ألآعتماد على ألدول ألكبرى خطيئة تاريخية ؛فهذه ألدول تفتش عن مصالحها ؛وتتخلى عن أصدقائها ؛عندما تنهي مهمتهم بالضبط مثل ألبضاعة ألمنتهية صلاحيتها .فقد كان شاه أيران شرطي أمريكا في ألخليج لتأمين مصالحها ؛وعندما أنتهت صلاحيته ؛تخلت عنه ؛وأخرجته من أيران بطريقة مهينه كما وصفها هو في مقابلة مع ديفيد فروست في قناة أبي بي سي في حينها {أنهم أخرجوه من أيران مثل أخراج ألفأرة من ألمصيدة؛وطرحوه أرضا!!}.كما تخلت عن ماركوس ألفليبن صديقها ألحميم في جنوب شرق أسيا ألذي سهل لها أقامة قواعد عسكرية على أراضي  ألفلبين وساعدها أثناء الحرب ألفيتنامية ؛كما تخلت أمريكا عن أصدقائها في ألمنطقة كحسني مبارك وزين ألعابدين بن علي مؤخرا!!.
لاأعتقد أن أقليم كردستان له تلك ألأهمية ألتي تتمتع بها بلدان مثل أيران ومصر استراتيجيا للدول ألكبرى في حساباتها ؛ولاتنسى أن ألعراق بأمكانياته ألنفطية وألغازية وغيرها من ألثروات ؛ستجعلهم يتخلون عن ألعراق بموقعه ألآستراتيجي وتقف ألى جانب ألأقليم.أن ألتناغم مع أسرائيل وتركياوطموحاتهم في ألمنطقة ؛لن ينفع ألأقليم في ألمستقبل ألمنظور ؛فقد تخلت أسرائيل عن حليفها سعد حداد في جنوب لبنان عندما أنتهت صلاحيته ؛وسمحت له فقط بالبقاء في أسرائيل كلاجيئ !!.وتركت أتباعه عرضة للذبح على يد مجاهدي لبنان ألشرفاء.ولاتنسى أن شاه أيران تخلى عنكم بعد أتفاقية ألجزائر ؛وأنهارت قوات ألبشمركة وذهبتم لاجيئن ألى أسرائيل بأعترافكم أنتم!!!.
أن حبي وأحترامي للشعب ألكردي يجعلني أوجه هذه ألنصائح لك ؛لتقرأ ألتاريخ وتتعلم منه ؛فقد تعرض هذا ألشعب للويلات عبر تاريخه ؛وأن فرصة تعويض هذا بما لحق به من مأساة ؛يعتبر عملا وطنيا وأخلاقيا عليك ألقيام به !!.لأن ألعنتريات وألشعور بالقوة ألزائفة وأستغلال ألظروف ألعصيبة ألتي يمر بها ألعراق لن تكون في صالح ألآكراد في ألمستقبل ألمنظور؟!!.أن ألتمدد في ألآراضي ألمتنازع عليها كما تدعون ستكون وبالا عليكم ؛لآنها ستشعل حربا أهلية بينكم وبين بقية ألمكونات ألعراقية ؛لأنها ستتحد في هذا ألآتجاه ؛وسيكون ألرابح ألوحيد من هذه الحرب ألأهلية ؛هم تجار ألسلاح والقوى ألكبرى ودول ألجوار ألطامحة بالسيطرة على ثروات ألعراق ؛وستتبخر أنجازات ألشعب ألكردي وتتحول ألى حطام ؛فأن دولا كبرى مثل ألآتحاد ألسوفياتي ألسابق وأمريكا ؛عندما ورطوا  أنفسهم في أفغانستان أنهارات أقتصاداتهم ؛فقد صرح أخر رئيس وزراء في ألآتحاد ألسوفيتي ألسابق أسلاموف ؛أنه بسبب حرب  أفغانستان  ؛أصبحت خزينة ألدولة خاوية لاتستطيع تغطية دفعات شراء ألمواد ألأساسية لسكان ألآتحاد في حينها. لا تجعلوا أقليمكم حلبة صراع للدول ألمجاورة فأيران وتركيا لن تسمح لكم بالتمدد ؛لآنها تريد ألحفاظ على أوطانها ومصالحها ألأستراتيجية في ألمنطقة؛ورحم ألله من عرف قدر نفسه؟!!فقد أستهزء بي في حينها أصحاب ألعقول ألصغيرة في ماكتبته منذ أكثر من ثلاثين عاما ؛وأرجوا أن تعتبروا بما حصل لصدام وغيره من ألحكام ؛لكي لاتقعوا بنفس ألأخطاء ؛أللهم أني بلغت!!.