23 ديسمبر، 2024 8:42 ص

السيد مسعود البارزاني …..تقدير موقف خاطىء

السيد مسعود البارزاني …..تقدير موقف خاطىء

1. شغلت منصب رئيس اقليم كردستان العراق منذ عام 2005 بشكل رسمي بالاتفاق مع الراحل من غير رجعة جلال الطالباني والاخير يستلم رئاسة جمهورية العراق ووقع الاتفاق بينكم .. على ان يستلم رئاسة الاقليم الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئاسة الجمهورية من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني وهذه رغبة التحالف الوطني (الشيعي) وايران لانها لا تريد صبغة عربية لقيادة العراق.
2. بتاريخ 10-6-2014 اصبحت الموصل بقبضة تنظيم الدولة بمعركة سريعة حسمت ب(72) ساعة وانتم تبعدون عن المدينة بضعة كليومترات ,, وبتاريخ 11-8-2014 هاجم التنظيم قوات البيشمركة المتواجدة في كل من زمار وسنجار وتلكيف وسد الموصل وبرطلة وبعشيقة والحمدانية والكوير ومخمور ووصلت طلائع التنظيم الى مشارف مدينة اربيل لولا تدخل الطيران الامريكي في حينها واوقف التنظيم بغارت جوية كثيفة ارجعته عن المدينة والا كان حالها حال مدينة الموصل , وصدرت الاوامر للبيشمركة بالانسحاب ولم تطلق رصاصة واحدة تجاه التنظيم المتوحش . لماذا لم يتم الاشتباك مع التنظيم ؟ من هي الجهات الدولية التي امرتكم بالانسحاب وعدم مجابهة التنظيم لغايات تبتغيها هذه الدول .
3. اثناء مهاجمة التنظيم للحويجة والرياض في الشهر السادس عام 2014 هربت الفرقة/12 وقائدها اللواء عبد الامير الشمري الذي كان في حالة يرثى لها وغرفته كانت ممتلىء بقناني المشروبات الكحولية التي عرضتها قناة فضائية كردية , و بنفس الشهر المذكور اعلاه سيطرت البيشمركة على مدينة كركوك بتوجيهاتك ياسيادة الرئيس وصرحت بذلك امام وسائل الاعلام بانك طبقت المادة (140) بالقوة وتحقق حلم كردستان.. وتركت المناطق المذكورة بالمادة(2) بقبضة التنظيم لماذا يا سيادة الرئيس . وقمت بتصدير النفط بالشاحنات الحوضية بالاتفاق مع حزب الاتحاد الوطني الى ايران من منفذ باشماخ بالسليمانية وبالتحديد الى ميناء بندر عباس المطل على الخليج العربي والى افغانستان من خلال ايران حسب ماصرح به نوري المالكي وكذلك ضخ النفط بالانابيب الى ميناء جيهان التركي ,, وحكومة المركز لا تعلم اين تذهب واردات النفط حسب قول العبادي بانه سأل خالكم وزير المالية السيد هوشيار الزيباري حول مصير واردات نفط كركوك قال ( لا اعلم اين تذهب الاموال ). مع العلم ان كركوك تحت سيطرت حزب الاتحاد الوطني بعد 9-4-2003 وليس لك فيها شيء .
4. تم تحرير سد الموصل بتاريخ 11-9-2014 من قبل التحالف الدولي وقوة من جهاز مكافحة الارهاب وجزء من البيشمركة وتم انتزاعه من التنظيم خشية من قيام الاخير بعمل تخريبي للسد ولما يشكل تهديد خطير للسفارة الامريكية في بغداد وليس خوفا على الموصل واهلها . بتاريخ 23-9-2014 شكلت الولايات المتحدة الامريكية تحالف دوليا ضم اكثر من 25 دولة اوربية وعربية واسلامية واعلنت الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش ) في كل من العراق وسوريا .. وبتاريخ 13-11-2015 حرر قضاء سنجار بفضل الطيران الدولي وبمساعدة عناصر حزب العمال التركي (BKK) وجزء من البيشمركة وصرحت من جبل سنجار بان الحدود رسمت بالدم .
5. في نهاية عام 2016 حررت جميع القصبات والقرى في سهل نينوى من قبل الجيش العراقي والبيشمركة. واصبحت من حصة الاقليم كونها المناطق المتنازع عليها مع حكومة المركز . وقمت بتحديد يوم 25-9-2017 موعد الاستفتاء للشعب الكردي في الاقليم والمناطق المتنازع عليها ومن ضمنها مدينة كركوك.
6. حكومة العبادي طلبت من سيادتكم تاجيل الاستفتاء والابتعاد عن الفكرة ورفضت ذلك , قام وفد امريكي عالي المستوى بزيارة الى مصيف صلاح الدين واجتمعوا مع سيادتكم وطلبوا منك تاجيل الاستفتاء ورفضت.. اتصلوا بك اغلب مسؤولي دول العالم بالابتعاد عن الاستفتاء وتاجليه بالوقت الحالي الا انك اصريت على اجراء الاستفتاء , وطلبت من دول العالم ان يعطوك البديل عن الاستفتاء . فكان الجواب السكوت وعدم الرضا.
7. حصل الاستفتاء وطلعت النتيجة المكتوبة عندكم بان الشعب الكردي يريد الانفصال , واصبحت بنظر الكرد بطل قومي بلا منازع … لكن ياسيادة الرئيس الم تسأل نفسك ماذا بعد الاستفتاء.. ماهي التداعيات التي يمكن ان يجلبها عليكم الاستفتاء من دول الجوار والمجتمع الدولي .. ماهي ردة فعل حكومة بغداد والتحالف الشيعي والقوى السنية عليكم .. الا يوجد لديك مستشارين اجانب من بريطانيا وامريكا وفرنسا , الا تعلم بان توقيتك للاستفتاء كان خطاً ستراتيجي كبير لانك لم تحسن الوقت . كيف تجريه وحكومة العبادي خرجت منتصرة على داعش في الموصل والرمادي والفلوجة وصلاح الدين ومدعومة دوليا .
8. يوم الاربعاء الموافق 11-10-2017 اجتمعت الاحزاب الكردية الخمسة الرئيسية في مجمع دوكان بحضور فؤاد معصوم واخبركم الاخير بان حكومة المركز ستقوم بالسيطرة على كركوك وابار النفط والمناطق المتنازع عليها والسيطرة على المنافذ الحدودية والمطارات , بعد يوم واحد قام الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد قوة القدس الايرانية بزيارة الى مدينة السليمانية لتقديم واجب العزاء لعائلة جلال الطالباني واجتمع بقيادات الاتحاد الوطني وحركة كوران ( التغيير ) وبعثت تلك القيادات رسالة لك بان عليك الانسحاب الى ما قبل عام 2003 ,, ماهي اجراءاتك كرئيس اقليم ,, اين مستشارينك الاجانب كي يعطوك الحلول الناجعة ,, اين قادتك العسكريين كي يعطوك تقدير موقف عسكري لمعركة قادمة ,, اين مخابراتك كي تخبرك بكيفية ادارة المعركة وماهي نقاط القوة والضعف للخصم ,, وهل حلفاؤك من الاحزاب الكردية سيقاتلون معك ام لا وماهي الخطط البديلة في حالة انسحاب حلفاؤك من المعركة ,, اين الخزين الاستراتيجي من المواد الغذائية للشعب الكردي في حالة قيام كل من تركيا وايران وحكومة بغداد باجراء حصار عليك .. كل هذه الاسئلة لازم تضع لها اجوبة ياسيادة الرئيس وتتخذ قرار من صانعيه ..
9. تعداد البيشمركة 375 الف عسكري وعدد منتسبي الاسايش – والبارستن – والريخستن ( الاجهزة الامنية) تقدر ب (80) الف .. ومدربين افضل تدريب من قبل الامريكان والالمان والفرنسيين والايطاليين .. وفي اول تحرك عسكري عليهم ينسحبون من كركوك وكافة المناطق التي سيطرت عليها بعد عام 2003 ,, وستقوم حكومة بغداد بالسيطرة على جميع الحقول النفطية في ( كركوك – اربيل – السليمانية – دهوك ) وتستلم المطارات والمنافذ الحدودية مع كل من تركيا وايران ومن المحتمل ستدخل حكومة العبادي جميع المحافظات الشمالية وسيرجع العراق الى ما كان عام 1990 وستفقد الحكم الذاتي الذي منحته لك حكومة حزب البعث في سبعينات القرن الماضي.. طيب اين تصريحاتك الجريئة ,, لماذا اوقعت نفسك في هذا المازق ,, هل قوتك العسكرية لا تعمل الا مع الامريكان والغرب , كم قدموا لك النصائح والاستشارات الصحيحة بخصوص كركوك وكيفية التصرف مع بغداد ,, ماذا سيقول لك الشعب الكردي بعد ان يدخل (!!!!! ) الى مدنك هل تستقبلهم ام تمنعهم . فعسى ان تحبون شيئا وهو شرا لكم , خطأك هذا اعاد العراق الى ماكان عليه حسب رؤية الخبراء والمحللين ..
10. بتاريخ 29-10-2017 وجه سيادتكم خطابا للشعب الكردي والعراقي والعالم وشرحت الموقف والاحداث الاخيرة في الاقليم وكيف بعض شركائكم من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير الكردية خانوا القضية الكردية ولم يدافعوا عن مدينة كركوك واتهمت الامريكان بانهم لم يكونوا بقدر المسؤولية تجاه الاكراد مع العلم انكم حلفاء معهم في القتال ضد تنظيم داعش .. وتنازلت عن رئاسة الاقليم على ان توزع صلاحياتك بين السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية .وانهيت عملك السياسي بخسارة كبيرة بنظر الموالين لك لانك لم تحسن الظن بحلفائك الكرد والاجانب وتقديرك للامور كان في غير محله. وبعد ان يكون لبغداد كلمة في المحافظات الشمالية سيكون منصبك رئيس كتلة برلمانية ولهذا اقدمت على عدم الترشح لرئاسة الاقليم الذي سيضحى عما قريب في خبر كان .
11. اخيرا سيادة الرئيس …. هناك حكمة تقول( شجاعة الموقف هي أندر أنواع الشجاعة وليست الشجاعة أن تقول ما تعتقد، إنما الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول ) ..عام1980 دخل العراق الحرب مع ايران وتعداد جيشه (12) فرقة عسكرية اي مايقارب (100) الف عسكري امام ايران التي تعداد جيشها ثلاثة اضعاف جيشنا وصمد العراق وقال الرئيس الراحل صدام حسين كلمة مهمة هي ( لا اريد ان يموت الخميني في ساحات الوغى وانما اريده ان يرى خسارته بعينه قبل ان يموت … وفعلا تجرع السم قبل موتهِ) وهذا اصعب شيء عندما يرى القائد خسارته بام عينيه وها انت ياسيادة الرئيس تفقد ماكسبته بعد احتلال العراق اكثر من (50) ناحية وقضاء ومدينة .. بالرغم من اختلافنا مع تنظيم داعش الاجرامي الا ان (3500) داعشي بالموصل صمدوا (8) اشهر وقاتلوا (138) الف عسكري من الجيش العراقي والحشد والاكراد وبكافة اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ومعاهم التحالف الدولي الذي نفذ بطائراتهم المتنوعة والمختلفة اكثر من (6500) غارة جوية عليهم حسب تصريح البنتاغون وقتلوا جلهم ولم يستسلموا ودمرت البنى التحتية جميعها للمدينة وفقدت الاف الشباب الحلوة والنساء والاطفال حتى لا يقول او يسجل التاريخ عليهم بانهم جبناء ,, ضعها في حساباتك القيادة تحتاج حزم وصبر وشجاعة وذكاء … فاترك ماليس لك به علم …