18 ديسمبر، 2024 12:11 م

السيد محمد مهدي الحكيم سفير فوق العادة

السيد محمد مهدي الحكيم سفير فوق العادة

السيد محمد مهدي الحكيم, هو الابن الثالث, للمرجع السيد محسن الحكيم, ولد في النجف عام 1935,عاش بين أزقتها ونهل من علومها وعاشر مراجعها, وعلى يديه تأسست أولى الحركات الإسلامية, في العراق .
  عرف عن السيد محمد مهدي الحكيم شخصيته الحركية, واهتمامه بالجماهير, وارتباطه معهم ببساطة وعفوية, وصدق في القلب واللسان, فكان كل من يلتقي به يحبه, فلم يتعامل بطائفية يوما, وكانت غائبة عن قاموسه, حيث كان صاحب الأفق الواسع, وعقلية تسع كل المفاهيم الإنسانية.
     كانت سفارته الأولى عام1964 الى بغداد, يحمل مشروع الحكيم الإصلاحي, بعد ان اجتاحتها الأفكار المنحرفة, وأصبحت مسرحا لكثير من التيارات, البعيدة عن الثقافة الإسلامية, ومن هناك انطلق المشروع النهضوي الإسلامي, واخذ مشروع السيد مهدي الحكيم يتسع ويتمدد في بغداد, لحين مجيء البعث وإعلانه الصدام مع الحركات الإسلامية, والبدء بتسفير علماء وطلبة الحوزة العلمية .
    وكان من أولويات البعث, هو استهداف السيد مهدي الحكيم, فدبروا له تهمة التآمر ضد الحكومة عام 1969, ثم تبعه إصدار حكم بالإعدام, ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة, ولكن السيد مهدي الحكيم, استطاع أن يهاجر بشكل سري الى باكستان, ومنها الى دبي التي أقام فيها فترة, ثم سافر الى لندن, بناء على طلب الشهيد الصدر, من اجل إدارة العمل السياسي هناك, وتوسيع رقعة المعارضة .
    أثناء إقامته في الإمارات, ساهم في العديد من النشاطات المهمة, منها تأسيسه لدائرة الأوقاف الجعفرية, وبناء المساجد والحسينيات, وإلقائه المحاضرات التعبوية, من اجل تصعيد حالة الجهاد الإسلامي, وفي لندن قام بتشكيل حركة إسلامية, لحشد القوى العراقية في أوربا, وتأسيس مركز أهل البيت الثقافي, وكان له الدور الهام, في تأسيس منظمة حقوق الإنسان في العراق .
أخذ السيد مهدي الحكيم على عاتقه, دعم المعارضة العراقية, التي كان يحاول نظام البعث إخفائها عن العالم, فقام بتأسيس لجنة رعاية الهاجرين في لندن, والتي كانت تقوم بإرسال ممثلين, الى معسكرات المجاهدين العراقيين, وكان من ابرز الداعمين, للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق, وكان يرى انه على يديه, سيكون الخلاص من نظام الطاغية .
     تعرض السيد الحكيم, الى الكثير من محاولات الاغتيال, كونه يمثل رقما مهما, في حسابات الدوائر الإقليمية والدولية, وعنصرا خطيرا في نظر حكومة البعث الصدامي, لذلك كانت تسعى خلفه, أين ما حل وارتحل, وانتهت هذه المحاولات, باغتياله في السودان بتاريخ 17/1/1988, على يد جلاوزة النظام البائد, في باحة الفندق الذي كان يقيم فيه.
وباستشهاده فقدت الحركة الإسلامية, علما من إعلامها, وسفيرا رفع لواء التعريف بها للعالم اجمعه, ومجاهدا اخذ على عاتقه الدفاع عن شعبه وبلاده, ضد حكام الجور والطغيان, فسلام عليه يوم, ولد ويوم استشهد, ويوم يبعث حيا.