ان السيد الشهيد محمد الصدر رضوان الله عليه لم يكن يملك مشروعا سياسيا وفق المفاهيم التقليدية التي يريد ان يروج لها اتباع العمل الحركي الكلاسيكي النمط وهو امر لا يشكل اي نقص او جنبة خلة في اداء السيد لان هؤلاء الذين يريدون ان يفهموا العارف بالله محمد الصدر وفق مستواهم المتدني ليصنعوا من محمد الصدر صدرا خاصا بهم لا يمثل محمد الصدر الحقيقي الذي كان ثائرا على كل النمط التقليدي في الاصلاح الاجتماعي وهؤلاء لا يقبلوا ما قاله السيد محمد الصدر من ان ادائه عفوي قائم على حضور الفكرة في ذهنه والاستخارة على فعلها كما عبر عنه في احد لقائته المسجلة مع الشيخ ستار البهادلي او بالأدق خاضع لإرادة ومشيئة الهية تحدد للعارف بالله سلوكه وتكليفيه لان هذا الامر لا يمكن باي حال من الاحوال التأسي به وبالتالي تسقط فكرة الوريث والامتداد والمشروع لان ما قام به السيد محمد الصدر من ثورة غير تقليدية بنمط غير حوزي في حوزة تقليدية لتسريع الاحداث ورفعها الى مستو تكاملي تم فيه استغلال كل اتباعه بمختلف مستوياتهم المتدني منهم والفاسق والفاضل الخلوق بل واستغل حتى ردود فعل اعدائه في الحوزة التقليدية او النظام البائد لا يمكن محاكاته ولا تكراره ابدا لأننا لانفهم السيد محمد الصدر ولا نصل الى مستواه ولا يمكن ان يكون لنا تكليف الهي كتكليفه لأننا ببساطة لسنا محمد الصدر وما ورد عن البعض من فكرة وجود مشروع او من تفسير لبعض سلوكيات السيد لا يعد في افضل احواله الا تخميينا لا دليل قوي عليه اطلاقا لذا كان من الضروري لمحمد الصدر ان يستشهد قبل ان يحوله البعض الى صنم يعبد لتحقيق مناصب ومنافع شخصية من مجد وشهرة من خلال الجمود بل والنكوص عن بض السلوكيات في العمل الحركي النهضوي وترديد عبارات تم افراغها من محتواها واستغفال للذات في ملاحظة مغايرة المراحل واختلاف مناسبة الحكم والموضوع في الوقت الذي لم يرغب فيه السيد محمد الصدر في نكوصنا وفي تحولنا الى مسوخ او ببغاوات مسلوبة الارادة والقرار رافضة لأي تغيير او تكامل لاستكمال عملية الاصلاح في المجتمع والحوزة لذا فأننا لم نجد من هؤلاء ادعياء الانتماء زورا وبهتانا للسيد محمد الصدر ممن يتاجرون باسمه ويروجون لعبادات العناوين والاشخاص الا ما يسيء الى السيد محمد الصدر وهو منه براء فالبعض منهم غرق في مستنقع الرذيلة والجريمة والفساد .ان علينا ان ندفن السيد محمد الصدر بكل احترام وتبجيل لهذا الولي العراف لكن علينا ان ننهض لنكمل المسير بإرادتنا الحرة الواعية وبقرارنا المستقل الناضج دون التغني على اطلال الماضي الجميل واغراق النفس في الرثاء على الفقيد السعيد.