18 ديسمبر، 2024 10:58 م

السيد محمد أشتية : من لا يتقن فن السياسة .. لا يتقن فن التحرير !

السيد محمد أشتية : من لا يتقن فن السياسة .. لا يتقن فن التحرير !

أن تكون اي سلطة بالعالم ربّة بالسياسة على ارضها وهي عبدة موثقة بحبال سلطة اخرى ليست منها فضلآ عن كونها محتلة , إنما هي سلطة غير جديرة في فن تحرير الأرض , الفن الذي يستبدل مهنة ممارسة رفع الجنازات والتشييع والإحتجاج وهدم الدور والتهجير القسري اليومية التي صنعتها قوى العدو المحتل وورثتها الأجيال الأسيرة بسبب سوء القادة والحكام , بمهنة اخرى تزيح العلل , السهل منها والصعب , فضلآ عن كونها قاصرة ذهنيآ حتى في تحويل أي واقع فاسد الى آخر يسوده العدل والأنصاف .

ونِعم السلطة المؤمنة عندئذ عندما تُمسي وتُضحي على ارضها وهي تقاتل المحتل الذي يزيد عنصرية وظلمآ في كل ساعة ويوم ويعمد الى اخلاءها من التأريخ والدين والأهل .

وليعلم السيد محمد اشتية الذي يخاطب العالم والأمم المتحدة على طلب الأمن والحماية لشعبه , ان هذه المخاطبة جزء من سياسة بائسة وخجولة وقيادة لا تصلح إلا للشعب الكسيح وليس للشعب الفلسطيني الذي لايشك العدو نفسه بجديّته وبطولته وبسالته وقِيَمهِ الوطنية وتشهد له خسائره البشرية في كل شارع , لأنها سياسة عبثية مازالت تمنح المغفرة لبغي العدو وذنوبه وتجبّره ,

وهي من ناحية أخرى بضاعة رخيصة لايتزاحم عليها المفاليس ولا الهاربين من العدالة , واي امرئٍ ضعيف من اعراب الصحراء حين يقف عليها سيكون مادحآ لأمراء التطبيع على موقفهم الهزيل الذي تشابه مع سياسة الخجل والمغفرة المسماة مجازآ بسياسة اللاعنف امام العدو .

فالعالم الذي يخاطبه السيد أشتية , بإستثناء الأحرار , هوعالم امريكا الذي يرى بالكيان الصهيوني قول الشاعر:

ورُزِقت من جدواهُ عافيةً أن لايضيق بشكرهِ شكري

ويعلم السيد أشتية ومعه كل اصدقائه وبشكل جيد جدآ , جدوى زرع هذا الكيان الغاصب على عالم امريكا وجدواه على تخلف العرب وخضوعهم لكل خطب تصنعه لهم على المدى البعيد , ويعلم كيف تُسرق ثروات بلاده وتعطى الى الغرب بهذا النزاع القديم الذي امامه والذي حثّ على فساد الأرض كلها من كثرة الظلم .

إذن لابد ان تتغير هذه السياسة الخرقاء إكرامآ للشهداءوللتأريخ , وتتغير معها افكار اليهودية التلمودية والمسيحية الصهيونية والمعادلات السياسية والأيديولوجيات على الأرض, فإن لدى السيد أشتية حاضر قوي يختلف عن حاضر النكبة في 1948الغائب بالمواهب والصواحب ووسائل التحرير , أما ان يكون كذلك ولا يرد الأرض لأهلها خدمة لكرسي المنصب فحسب والسلطة القائمة تعرف بهذا السرّوالشعب لايعرف صاحبه من مؤذيه , فإن ذلك حتمآ ظلم لايطول , لا بالمال ولا بموائد الزاد , إذ لاشيء في الحياةيبقى يدور في قصور المقصرين الى الأبد .

وعيب أن يُطلب من السيد أشتية العزم على تحرير أرضه وهو هدفه ومطلبه , وعيب ان يتقن فن السياسة الخجولة ولايتقن فن التحرير , وهو يرى العدو يقيم عليها وينهبثرواتها بحجج باطلة ويسهب بآماله , ويعلم ان لا احد يودمن عالم امريكا الذي يخاطبه بخجل ان يجيبه بكلام اعذبمن مناشدته واكثر خجلآ منه .

فلا اطيب من خلع ناب السوسة , ولا اطيب من حلال تحرير الأرض ولا بغي أسوأ من بغي الجلوس مع الظالم وهو يضرب ويعتقل ويقتل بوحشية من يشاء من رجال ونساء بلا رأفة , ولولا خوف العدو الصهيوني من مهابة وصولات العرب المؤلفة قلوبهم , لرفع  جذور اهلنا من الأرض بدعم من عالم امريكا , وعندها سيختفي العرب بشكل كامل ليكونوا نسيآ منسيا بسبب تناسل العملاء وتكرار جيناتهم القذرة ومعهم المطبعين الخونة وهم يعملون في خدمته , فهؤلاء مقياس الخراب الحتمي لكل الشعوب الأصيلة.

فبالمؤلفة قلوبهم اطردوا المحتل , اليس عالم امريكا الآن يهب السلاح الى اوكرانيا لإخراج المحتل الروسي  وبدواعي عرقية اوربية كما يزعم قادته ؟  أم ان امتياز حرب التحرير يعطى بإختيار هذا العالم المزيف المسخ فحسب ؟!

والأرض , دون ريب , تسمو بعزة اهلها وتستمد مجدها من قادتها وليس من ضحاياها فحسب , لذا فإن التغيير بالسياسة سيؤثر بشكل واضح على سلوك العدو وسينتكس في آماله التي يخطط لها بعد إيغاله بالعنصرية والإفراط بالقوة العسكرية , ولتكن سياسة التحرير هي التي تميز المرحلة الحالية بعد استشهاد الصحفية شيرين ابو عاقلةوالدرس الذي يستخلصه العدو بشكل خاص ويستخلصه عالم امريكا بشكل عام من الجريمة النكراء ومن غطرسةتوقف العدو عن التحقيق , وعدم إدانتة لوحشية مجرميه وتحديه للعالم الحر.

وستكون خصائص هذه المرحلة في جوهرها هي المواجهةالمستمرة مع الوجود الصهيوني على الأرض بكل الوسائل الممكنة وبشكل علني ومن دون تردد وبحرية القائد والشعبالواثق بخطوات التحرير , ” وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ” الشعراء 227 .