8 سبتمبر، 2024 3:10 ص
Search
Close this search box.

السيد كمال الحيدري والسلفية الشيعية .إمتداد المظلومية

السيد كمال الحيدري والسلفية الشيعية .إمتداد المظلومية

لا تقتصر مظلومية علماء الشيعة على المتأخرين منهم ولا بشخص الشهيدين الصدرين والسيد فضل الله، وصولاً لما يتعرض له السيد كمال الحيدري لحمله تسقيط وتشهير بحجة المساس بالمرجعيات. بل تاريخ الحوزات مليء بتسلط الجهلاء والتهجم على كل من يخالف السلطة الدينية بحجة الإنحراف والضلال.  وهي ليست وليده اليوم بل هنالك الكثير ممن نالهم سخط السلطة الدينية وحاصرتهم أموال الخمس من خلال البيانات والكتب التي تطبع ضدهم والتشهير حتى يصل الأمر للتشكيك في أنسابهم كما حدث مع السيد محمد صادق الصدر. وعادة ما تُجابه الحركات التصحيحية برفض من ألتيار ألمحافظ وتدخل بها الخديعة والدجل والتسقيط فيدخل العامه والمنتفعين على الخط فينتصر كلاً لصحاحبه ولا يردع المسيء حتى وأن تطاول وهذا ما يحدث من تهجم أصحاب المنابر من العالم الثاني على السيد كمال الحيدري اليوم بحجج مختلفه فمره تكون التهمه بالإساءه للمذهب ومره أخرى للمرجع لبعض العقائد.
 محاربه التجديد ربما تكون قاسيه ولا تقام على دليل كما كان يحدث مع من يدرس أو يُدرس الفلسفه فكانوا لا يشربون بالإناء من بعده، لكنها قد تكون مضحكه بعض الأحيان. فقد نقل لي الشيخ حسن الصفار وهو رجل ديني من القطيف أنهم كانوا يشترطون على طالب الحوزة أن يكون لون حذاءه أصفر ولا أدري ما سبب ذلك. أما قضايا مثل الاستماع للمذياع وقرأه الصحف فكانت من المحرمات حيث ينقل الكاتب عادل رؤوف عن أية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين(قده) أن أبوه الشيخ شمس الدين آية الله الشيخ عبد الكريم شمس الدين(قده) كان يستمع الى ألاخبار في المذياع سراً في بيته. وكانت طرق الإساءه والتشهير من أساليب مجابه الأنبياء. فلم يأتي نبي مرسل أو مصلح إلا جُعل له عدوا شياطين الإنس والجن. نال المصلحون حظهم من جور الخاصه وجهاله ألعامه. وممن طالته ماكنة التسقيط والتشهير في التاريخ الحوزوي الشيعي هو الشيخ الأحسائي(قده) مؤسس المدرسة الأحسائيه أو الشيخية. ومأساه الشيخ الإحسائي  (قده) كبيره إذا قيست بمأساه الصدرين وفضل الله والحيدري. فلا يخطر ببال أحد أن تلجأ السلطة الدينية للستعانه بالطاغوت. فبعد أن عجزت عن التأثير أو الوقوف في وجه أعلميه هذا الحبر ودوره الريادي والتصحيحي في مسار الحوزة وبراعته في التأليف ومناظراته  مع أصحاب مدرسة  الحكمة المتعالية للملا صدرا الشيرازي، أتخذ  الصراع منحاً أخر وهو الإستعانه بالخارج حتى وأن كان ظالماً. فوصل الأمر الى أن أحد علماء النجف ومرجع من مراجع التقليد رفع كتاب الشيخ الأحسائي (شرح الزيارة الجامعة الكبيرة) الى السلطان العثماني داود باشا ليحرض السلطان على القبض أو قتل الشيخ الأحسائي. مستنداً على رواية ديك الجن التي يرويها الشيخ الأحسائي عن الخليفه الأول والثاني ومعاويةوأبيه. يروي ذلك السيد محمد حسن الطالقاني في كتابه (الشيخيه). بعد أتهام الشيخ الأحسائي بشتى التهم ولم يشفع للشيخ الأحسائي نفيه عن كلام التأليه للأئمه الذي نسب له زوراً فقد “أخذ الأحسائي يرد على مؤاخذات خصومه بأسلوب علمي وحجج منطقية ويفسر أقواله المشتبه بها ، ونفى عنه ألتهم والنسب غير الصحيحة ، وتبرأ علنا من كل ما يخالف عقائد الشيعة”. كل هذا لم ينفعه ولم يمنع القوم من الإقدام على  المكيده التي دبرت له. فوقع كتاب الشيخ  الإحسائي بيد ألوالي العثماني داود باشا فقرر قتل الشيخ الأحسائي. ثم يضيف ألسيد الطالقاني في كتابه (الشيخية نشأتها وتطورها ومصادر دراستها) أنه لما “بلغ الأحسائي خبر ذلك رأى بقاءه في كربلاء غير صالح ، فباع داره وأثاثه وحلي نسائه ، وفر بأهله وأبنائه وزوجاته إلى الله قاصدا بيته الحرام وقبر نبيه مع ما كان من كبر السن وضعف القوى ورغم مشقة الطريق وطوله فالخوف كان يدفعه ، وقد مرض قبل الوصول إلى المدينة وتوفي وحمل إليها وقبر في البقيع(الشيخية 110). ولا أدري هل يوجد أكثر من هذه القصه إيلاماً في النفوس أفي ذلك شك. وحقاً قول الشاعر
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً       على المرء من وقع الحسام المهند
 جاء بعد ألشيخ الأحسائي تلميذه أيه الله  السيد كاظم الحسيني الرشتي(توفي1843) ويعتبر الوريث لمدرسة الأحسائي أو ربما  المؤسس لأن الشيخ الأحسائي لم يكن في فكره أنشاء أو تأسيس مدرسة أو مذهب ولكن ما حدث من سجال بين محبين الأحسائي والواقفين ضد مشروعه الأصلاحي جعل البعض منهم يتعصب الى جانب الشيخ الأحسائي ويؤسس ما عرف بالمدرسة الشيخية أو الأحسائية ومأساتهُ لا تقل عن مأساه أستاذه. يرد السيد كاظم الرشتي في كتابه دليل المتحيرين على الإدعاءات والأباطيل التي ساقها أعداء الأحسائي ومن ضمن هذه التهم هي تهمه الإساءه الى العلماء والمراجع. يقول السيد الرشتي في كتابه دليل المتحيرين دفاعاً عن أستاذه الشيخ الأحسائي:( فمنهم من يقولون له أن الشيخ يرى أن العلماء من عهد المفيد إلى زماننا كلهم على ضلال، وأن طريقتهم باطلة وأن المجتهدين على الضلال والتضليل). ويبدو أن تُهم الأساءه الى المذهب والى المراجع التي يستخدمها أصحاب الدكاكين الروزخونيه اليوم ليست بجديدة. بل أنها كانت ولا زالت الطريقة الميكافيليه الأنكى للنيل من الخصوم التي يستغلها البعض للتشهير بالأخر على أمتداد الزمن ويُستغفل بها السذج والرعاع.
كذلك أن طباعة كتب التفسيق والفتاوي الجاهزة التي يستخدمها الحواشي والأصهار كان رائجه منذ زمن. وهو الأمر الذي حدث للسيد كاظم الرشتي نفسه فقد قام نفر من ألمراجع بأرسال فتاوي ضده للهند وبعض البلاد الأخرى. وقد بلغ الألم والحزن مبلغه من السيد الرشتي فيقول:{فملئوا الأصقاع وأطراف البلاد بخطوطهم ورسائلهم، حتى إلى الهند والسند، وقد بعث إلي بعض رؤساء الهند صورة كتابتهم(أي العلماء)، وذكر أني كنت أحب أن أموت ولا أسمع ولا أرى هذا الكتاب ومضمونه، أن السيد كاظم الرشتي خرج من الدين وعن مذهب المسلمين، وقد أعرض عنه جميع العلماء وعدل عن تقليده جميع المؤمنين الأذكياء، فوجب علينا إعلامكم بأنه لا يجوز تقليده، ولا أخذ مسألة من المسائل الدينية عنه، ومن فعل ذلك لن يغفر الله له أبداً} دليل المتحيرين ص96. ليس هذا فحسب بل وصل الأمر وبتحريض من بعض المحسوبين على السلطة الدينية أن أطلق النار جهاراً في حضرة الحسين عليه السلام وأخذوا العمامه من رأسه في صلاة الجمعة عند ضريح الأمام الحسين. كل هذا كان يجري بأسم الدين ونصرتاً للمذهب ومحاربه للضلال!!
 ثم أستمر مسلسل التسقيط لكثير من الشخصيات التي كان لها آثارها الواضحة على الحوزة والمذهب وربما تأتي المناسبة للتفصيل بقصص هؤلاء الأعلام (قدست أسرارهم) ومأساتهم.  ومن بينهم السيد محسن الأميني، الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، السيد حسين الحمامي،السيد محمد البغدادي،السيد محمد باقر الصدر،السيد محمد صادق الصدر،السيد محمد حسين فضل الله وأخيرًا وليس آخِرًا  السيد كمال الحيدري ولكل من هؤلاء قصه يطول شرحها ويصعب وصفها  
لست تدري بالذي قاسيته        كيف تدري طعم مالم تذق
ويعلق الخطيب السيد حسن الكشميري على القضية المفتعلة ضد السيد الحيدري والتي أدت الى إنهاء برنامجه الشهير (مطارحات في العقيده)  “وهو بحق ووفاء برنامج لم يقل في آثاره ومعطياته عن موسوعة الغدير أو موسوعة دلائل الصدق أو المراجعات” على حد وصف الكشميري.فيقول: “ماهي التهمة للسيد الجديد (السيد الحيدري) على هذا القطار(قطار التسقيط)؟ فلا نجد أي شيء مما اُتهم به السابقون. ورب ضارة نافعه، بأن هذا سيكشف مظلومية الماضين من هذا القطار الذين لا ذنب لهم إلا المسألة العرقية. أو عدم الأنسجام مع مافيات المرجعية”. هؤلاء غيض من فيض ممن وقعوا ضحيه لسلطة الدين ومافيات الأخماس ممن إسترزق على أموال الفقراء كما تفعل الحكومات المتعاقبه للعراق بأمواله.
[email protected]

أحدث المقالات