قبل أكثر من سنه كتبت مقال تناولت فيه تصريحاً للشيخ جلال ألدين ألصغيرقال فيه (أن السيد السيستاني يقول أن من لا ينتخب قائمه الائتلاف فليحضر له جواب الى الله سبحانه وتعالى غداً). ألشيخ ألصغير قال في نفس الخطبة التي أدعى أن السيد السيستاني طالب بأنتخاب قائمة الائتلاف حيث ذكر الشيخ الصغير أن البعض (عرضوا عروضا سخية علينا للتخلي عن المالكي، ولكننا لسنا مرتزقة مناصب ولا تجار سياسة، وسنحمي المالكي ونسانده ولن نتخلى عنه) أنتهى كلام الشيخ الذي ينظر الى العروض حسب سخائها وإغرائها. وكلامه عن حمايه المالكي باقي في ألاذهان وهو ما يوضح أن الشيخ الصغير ليس له رأي محدد ولا موقف ثابت. وهذه كافيه لمعرفة كيف يتقلب الشيخ الصغير في مواقفه حسب المزاج والمصالح وماذا يقول الصغيراليوم للشعب العراقي الذي يعاني من المالكي ألذي دافع عنه الصغير حتى مكنه ومكن البعثيين من السيطرة على رقاب العراقيين. اليوم جميعنا نملك جواباً لله يا شيخ جلال وسوف نقف ونحتج على ما إبتلانا به وربما نشكوك ونشكوا المرجعية على هذه (التوريطه). وعلى ألمرجعيه إذا كان ما نقلته عنها صحيح أن تحضر جوابها هي الأخرى أمام الله.
من المعروف عن الشيخ الصغير هو حب الخوض بالمعارك الكلاميه الفارغه والقضايا التي تحدث بين رجال الدين أو بين الأحزاب وهذه للأسف هوايه عند الشيخ والشواهد كثيرة. وهذه ليس المرة الأولى التي يدخل فيها الشيخ جلال الدين الصغير على الخط ويكون طرفاً. فما حدث من أتهاماتللسيد محمد حسين فضل الله كان هو طرفاً بها وكان أكثر القوم اسرافاً في التعنيف والتهجم بحق السيد فضل الله.
ثم ما أن عاد الشيخ الصغير الى العراق حتى بدأت الفتنه تظهر وقرن الشيطان ينبت فتولى الشيخ الصغير مسؤولية التحريض على الاشتباكات التي حدثت بين التيار الصدري والمجلس الأعلى وخصوصاً من خلال إستغلال المنبر في أثاره الفتن التي ولدت اشتباكات أدت الى سفك الدماء والأرواح. وكان النائب علي الميالي النائب في التيار الصدري كان قد أتهم الشيخ الصغير انه المحرض على هذه المعارك قبل حدوثها بأيام وفعلاً حدث ما حدث.
اليوم وبسبب الفراغ السياسي الذي يعيشه الشيخ الصغير أثر خسارته في الأنتخابات الأخيره وعدم تمكنه من جمع الأصوات الكافيه للدخول للبرلمان أتجه الى إلقاء المحاضرات في جامع براثا عن الأمام المهدي عليه السلام ليس شوقاً لطلب الثواب بل لأنه أصبح شبه عاطل عن العمل بعد الهزيمة التي مني بها الشيخ الصغير بالأنتخابات.
في مقطع على اليوتيوب للشيخ الصغير وفيه يشن هجوماً على السيد كمال الحيدري وكنت أنتظر أن يكون للشيخ رداً علمياً حتى نعلم ما هي نقودات الشيخ على ما يطرحه السيد الحيدري من قضايا تخص تراث الشيعة الروائي.
الشيخ جلال الدين الصغير ماهو إلا مثال من هؤلاء المتهجمين على السيد كمال الحيدري وعلى طريقته في البحث في كتب الأحاديث وتنقيتها مما لحقها من دس وتدليس وروايات تسيء لشخص الرسول صلى الله عليه واله. ألذين يتكلمون عن أن النقاش يجب أن يكون في ميادين العلم وفي الحوزات العليمة فليأت أحد هؤلاء ويذكر لنا ما هي المسائل والقضايا التي تمت مناقشتها في الحوزة طيلة هذه الفترة السابقة. ألم تكن قضية المشروطه والمستبده من القضايا التي شغلت الرأي العام وكتبت فيها البحوث وأمتلأت الصحف بها تقريضاً. وكان من العلماء الذين دخلوا هذا المعركة هو المحقق النائيني في كتابه تنبيه الأمة وتنزيه الملة وقد كانت الحوزة منقسمه بين مؤيد للمشروطه ومن يؤيد المستبدة. بين من يريد وضع شروط على الملك وكان من بين هؤلاء أمثال ألشيخ كاظمالخراساني، المعروف بالآخوند الخراساني وهوصاحب أكبر كتاب في الأصول (كفاية الأصول). وفي المقابل كان من دعاة المستبده هو السيد كاظم اليزدي الطباطبائي صاحب كتاب العروة الوثقى. فلما الغرابة من هذا الجدال الذي يغني الحديث ويثير لدى العامي الأسئله التي تحفزه على أن يبحث في الكتب ويتعلق بمورثه الديني ويطلع على الإشكالات فيطلب لها التوضيح. البعض يحاول أن يحفظ ماء وجهه لعدم أهليته لمثل هذه النقاشات فيتحجج بأن النقاشات يجب أن تتم بصورة سريه وكأن المذهب هو من المذاهب الباطنيه. وهذا هو عين الجهل والفارق الذي يفصل بين من له القدره على طرح مثل هذه الاشكالات والأجابه عليها وردها وبين من يتحجج بأنه المذهب محاصر وأن هنالك قوى خاريجه تريد النيل من الشيعه في الوقت الحالي.
يُشكل الشيخ الصغير على السيد كمال الحيدري أنه (اي الحيدري) يعلن قضية تراث الشيعه الروائي أمام الملأ العام وان ألقضيه هي مورد نقاش داخل البيئه العلميه. ألشيخ ألذي قام هو الأخر بالكلام على الملأ بطريقه لم نجد بها أي ردعلمي ينفع. ولم تكن سوى خطبه من مسلسل خطب الشيخ الصغير التي يحاول إستثمارها لرفع رصيده الأنتخابي بعد الفشل الذريع الذي حققه في الأنتخابات السابقه فلم يستطيع الحصول على الأصوات الكافيه للفوز بمقعد في البرلمان ولكن هذه المره بحجة الدفاع عن المذهب والتهجم على السيد كمال الحيدري لعله يخرج بأسم المنقذ. ولأن الشيخ الصغير ليس بمتخصص بالحديث كما هو المعروف من كتبه ولم نسمع له كلام طيله هذه الفترة عما كان يطرح في الساحه من نقاشات بين المدرسة السلفيه ومدرسة الصحابه من جهه ومدرسة أهل البيت من جهه أخرى. ولم يذهب الى (البيئة العليمة ) ليطلب منها أن تناقش السيد كمال الحيدري حسب ما يقول الشيخ الصغير ويطالب. ولنا أن نسأل الشيخ الصغير هل سأل السيد كمال الحيدري أن يناقش هذه الموارد مع أحد من الحوزة فرفض السيد الحيدري؟ ثم كيف تتم المناقشة في داخل(البيئه العليمة) وماهي هذه البيئه العليمة التي ذكرها الشيخ الصغير في كلامه. هل هي الحوزة العلمية؟ أم أنها لجنة مختصة بمناقشة الحديث؟
والمفارقة أن ما يثير شكوك الناس ليس ما يذكره السيد كمال الحيدري من أحاديث موضوعة في الكتب المعتبرة لدى الإمامية ولكن إصرار هؤلاء بعدم المطالبة بالدليل على أشكالات السيد الحيدري أو الرد عليها بطريقة علمية بعيده عن الشتم والتشخيص والتسقيط. ويبدو أن الطريقة العملية والحوار المنضبط قد غاب عن أغلب هؤلاء. وإلا لنشغلوا في الرد على ما ذكر السيد كمال الحيدري عن التهجم عليه وأتهامه بالضلالة.
أن ما يثير الشفقه على هؤلاء هو تطبيقهم للقواعد السلفيه في النقاش بعلم أو بغير علم وهي الهجوم على كل من حاول معالج الموروث الروائي. وظاهره التسقيط وأتهام الأخر بالضلاله والكفر يبدو أنها ليست مقتصره على السلفية. بل من يستمع الى خطب بعض ممن يدعون العلم يجدها بنفس عناوينها وربما أشد. وإذا فرضنا أن السيد الحيدري لم يتطرق الى هذه الأحاديث ولم يثير مثل هذه الإشكالات فهل سوف يصمد التاريخ عن السكوت عنها؟ ومن يضمن لهؤلاء المرتجفه والمدعين الحرص على المذهب حتى ولو كان على حساب شخص الرسول أن تبقى هذه الأحاديث مغيبه عن أقطاب السلفية؟فما يكون ردهم لو وصلت هذه الأحاديث الى أيدي أقطاب السلفيه فمن ياترى يكون بقدر المسؤوليه ويرد عليهم؟ سوف يعود القوم لطلب النجدة من جديد من السيد كمال الحيدري ليرد لأننا لم نعهد هؤلاء الذي ظهرت أصواتهم في ألرد على ألسيد كمال ألحيدري أنهم أصحاب مواقف مشهوده أو أصحاب خبره في هذا العلم.
يقول ألشيخ الصغير راداً على ما ذكره السيد كمال الحيدري (أن الموروث الشيعي فيه الكثير من الروايات التي تنقل من النصارى واليهود والمجوس) وحسب علمي أن السيد كمال الحيدري لم يذكر كلمه (مجوس) ويبدو أنها أضافه من من أضافات الشيخ الصغير للتهويل.أن أنتقاده للسيد الحيدريليست فيالأشكالات التي طرحها السيد كمال إذا كانت صحيحة أم خاطئة. وهذا كافي لفهم أن ألشيخ ألصغير ليس لديه أي جديد أو رد علمي على ما طرحة السيد كمال الحيدري. وهذه مصيبة الكثير ممن أدعوا أنهم يريدون الرد على ما طرحه السيد كمال الحيدري. لم يذكر الشيخ أنه سوف يناقش هذا الموضوع او يناقش هذه الروايات وهل أن السيد كمال الحيدري قد جاء بهذه الروايات من عنده أم هي موجوده في الكتب الشيعيه. كل هذا تجاهله الشيخ الصغير لأنه ليس من أصحاب هذا العلم كما صرح هو بذلك . ربما يحسن الشيخ الصغير الأساءه الى السيد الحيدري وأتهامه بأنه ضال وهو شيء يستطيع أن يقوله كل من يدعي التدين ولكن مسألة الرد العلمي تحتاج الى من يمتلك الأهليه والشيخ بعيد عنها كل البعد.
ثم يقول الصغير( طرح هذه المواضيع بهذه الفضائات يؤدي الى قوة العدو وضعف المتدين وشكه وسخطه) وهذا ما يطرحه البعض ممن يحاول أن يجد ضالته في القضايا الشخصية بعد العجز عن الرد العلمي والنقاش المهني. يحاول البعض للترويج الى أن السيد كمال الحيدري يستغل درجته العلمية للتهجم على المذهب وهذا الكلام يردده أصحاب المستويات الضحله من العلم أو الخائفون من النقاش وطرح الحقائق بحجه أضعاف المذهب.مدعين أن الدرجة العلمية وكثره المؤلفات ليست حجه في معرفة أعلميه المرجع أو المحقق ومعرفه قدرته لترشيح كتب الحديث من التدليس والأحاديث المكذوبه وما أكثرها. لماذا هذا الأكثار والهذر بالكلام بدون أن نسمع جواباً شافياً عن هذا الكم الهائل من الروايات الموضوعه والتي فيها الكثير من الأساءه للرسول صلى الله عليه واله. كيف لا يكون صاحب الدرجة العليمه صحيحاً في طرحه أو أقرب للصحه ممن لا يملكها. وهل يعقل أن نصدق بمن هو لا يمتلك مؤهل لمناقشة قضايا الحديث وهو غير قادر على البحث في التراث الشيعي الروائي. ثم من الغفله وعدم التوفيق يشكك البعض بأن السيد كمال الحيدري يستغل رزمزيته ومكانته العلمية في الخوض في مثل هذه القضايا. ما الفائده التي سوف يجنيها السيد كمال الحيدري من هذا العناء أو أن السيد الحيدري كان يريد بها عرض الحياة الدنيا لفضل السكوت على الكلام كما يفعل الكثير من العلماء تجاه كثير من الشعائر الحسينيه الباطلة التي تستوجب موقفاً ولا يفتح على نفسه باب لكل من هب ودب أن يثيرعليه أحقاد بدرية وحوزويه.