21 مايو، 2024 5:28 ص
Search
Close this search box.

السيد كمال الحيدري والدليل على عدم أعلميته

Facebook
Twitter
LinkedIn

مما لا يختلف عليه اثنان  ان الاجتهاد من اروع ما موجود في المذهب الجعفري  بل انه يعتبر الصفة المميزة التي يتميز بها المذهب امام المذاهب الاخرى الا اننا ومع هذه الاهمية نجد ان هذا الموضوع من الامور التي لا يهتم بها الشارع الشيعي سواء من عوام الناس ام من طبقة العلماء والطبقات المثقفة الاخرى بحيث ان بإمكان اي شخص ان يدعي الاجتهاد بل والاكثر من ذلك يمكنه ان يدعي انه الاعلم على الاطلاق والسبب في ذلك هو عدم وجود ضوابط معينة يمكن ان يرجع لها الناس في معرفة اجتهاد المدعي من عدمه والامثلة كثيرة جدا ولعلنا نعيش قسما منها بوجود اشخاص يدعون الاجتهاد وهم ليسوا كذلك وقد يقول قائل ان هناك ضوابط ذكرتها الكتب الفقهية ورسائل العلماء في تحديد الاجتهاد فنقول ان تلك الضوابط اصبحت غير قادرة على ان تصمد اما الكثير من التداعيات خصوصا انها حمالة ذات وجوه كل هذه الاسباب وغيرها هي التي ادت وكما قلنا الى ظهور العديد من الشخصيات التي تدعي الاجتهاد وهي ابعد ما يكون عنه ومع ذلك سلمنا  بذلك وعلى مضض لأنه ليس باليد حيلة  الا  اننا واجهنا مشكلة جديدة وهي ادعاء الاعلمية على سائر الموجودين وهذا اكثر صعوبة من الادعاء الاول واكثر خطرا لأننا لا نملك الحجة في معرفة المجتهد فكيف لنا ان نعرف الاعلم لان  السواد الاعظم من الشيعة عندنا في العراق لا يقلدون وفق الضوابط الشرعية التي حددتها الكتب الفقهية(مع تحفظنا عليها)فهم يقلدون المرجع الفلاني لان اهله كان يقلدونه او لان اغلب الناس تقلد ذلك المرجع وغير من الاسباب المضحكة المبكية وهكذا وفي خضم هذه الخزعبلات برز السيد كمال الحيدري ليطرح نفسه مرجعا اعلما وبلا منافس وان كنت حقيقة من المتابعين لمحاضراته منذ فترة التسعينات والتي  لا تجعلني اشك بكونه عالم من العلماء واما موضوع اعلميته فبقيت مترددا اتجاهها الا ان  ارتكب السيد الحيدري  خطأً كبيرا وهو تعرضه لواقع المرجعية في النجف الاشرف عندها قلت ان الرجل ليس بأعلم الموجودين لأنه ليس من المعقول ان يكون أعلم الموجودين وهو لا يعلم ان في العراق بالإمكان التعرض الى كل شيء سوى موضوع المرجعية فمثلا ممكن ان تقول ان الامام الحسين (وحاشاه) قد خطأ في خروجه  او تقول ان مرقد امير المؤمنين الموجود في النجف ليس للإمام علي(ع) او تقول  ان الامام المهدي سيولد في اخر الزمان وغيرها من الامور غير القابلة للتصديق الا انك يمكن ان تقول بها وتطرحها للمناقشة واما ان تقول ان المرجعية  في النجف الاشرف غير مؤهلة لقيادة الشعب العراقي او انها تتبع اسلوبا في الادارة تثار حوله الكثير من التساؤلات فهذا خطا احمر قد يلقي بصاحبه الى مزبلة التاريخ ويصبح عرضة لكل اوصاف النقد والتجريح والتي قد تخرجه  من المذهب ويصبح في دائرة النسيان وعنصرا غير مرغوبا به في الوسط الشيعي ولنا في الشيخ فاضل المالكي خير دليل  ولذلك فكيف للسيد كمال الحيدري ان يكون الاعلم ولم يلتفت الى هذه النقطة الجوهرية والتي هي الاساس الذي يبدأ منه كل عالم يريد ان يتصدى للاجتهاد والمرجعية وحتى لا يحرم ابناء المذهب من علمه كما حدث مع السيد الحيدري نفسه لأنني من ابسط الناس واقلهم علما منتبه لهذه المعضلة فكيف للأعلم من الناس ألا يلتفت لها. خلاصة الكلام ان هذه النقطة هي التي قصمت ظهرت ادعاء السيد كمال الحيدري للاعلمية والاجتهاد فانا لله وانا اليه راجعون .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب