23 ديسمبر، 2024 8:54 ص

السيد “عمار الحكيم” وعقيدة “داعش”

السيد “عمار الحكيم” وعقيدة “داعش”

ننقل أدناه معنى العقيدة ليطلع عليها السيد “عمار الحكيم” قبل أن ينطلق في محاضراته بدون علم ولا كتاب منير! ويصف الدواعش بأنهم أصحاب “عقيدة” ويفتخر بقوله: لقد قلنا مراراً وتكراراً بأن “الدواعش” يقاتلون وهم أصحاب “عقيدة”!؟ وهو يعلم أن “الدواعش” هم مرتزقة أجانب لا تجمعهم عقيدة غير عقيدة القتل والذبح والسلب والنهب وجدوا مَنْ يتعاون معهم من البعثيين الصداميين والمتمردين في المناطق الغربية الذين لا عقيدة لهم سوى عقيدة المافيا الصدامية البعثية المجرمة وبكل أسف نقول إن غلطة “العاقل”! كبيرة”!! ومما يؤسف له أكثر أن لا أحد من الحاضرين والمسمرين على الكراسي ومشرئبة أعناقهم نحو ما يقوله “السيد” وقد ران عليهم الصمت والجمود والوجوم بحيث لا يجرأ أحدٌ منهم أن يرفع إصبعه بوجه ذلك المحاضر “النامي”!! ويقول له: أي عقيدة هذه يا سيادة “الزعيم”! التي يحملها “الدواعش” وما هو مفهوم “العقيدة”؟؟ وإذا لم يعرفها بدقة فنحن نقدم له هذا العرض لمعنى “العقيدة” منقولا من إحدى المواقع عن طريق “كوكِل” فاليتفضل بالإطلاع عليها ويحاسب أو يعاتب!! من كتب له تلك الكلمة!!؟
العقيدة لغة واصطلاحًا

العقيدة لغة : مأخوذة من العقد، وهو نقيض الحلِّ، وهو يدل على الشدة والوثوق.‏

‏ وتطلق العقيدة على الأمر الذي يعتقده الإنسان، ويعقد عليه قلبه وضميره، بحيث يصير عنده حكمًا لا يقبل الشك.‏

‏ والعقيدة الإسلامية اصطلاحًا : هي مجموعة الأمور الدينية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها، وتكون عنده يقينًا لا يمازجه شك.‏

‏ (من كتاب: عقيدة التوحيد في القرآن الكريم.. د.محمد أحمد ملكاوي، بتصرف).‏

‏ التوحيد جوهر العقيدة الإسلامية:‏

‏ جوهر العقيدة الإسلامية وروحها هو (التوحيد) حتى إن العلماء اتخذوه عنوانًا لعلم العقائد كلها، تنبيهًا على أهميته، وتذكيرًا بمنزلته. فالاعتقاد بوحدانية الله عز وجل وتنزيهه عن المثيل والشبيه والشريك، وأنه سبحانه المستحق للعبادة وحده دون سواه، هو أساس العقيدة الإسلامية والمحور الذي تدور حوله مبادئها وأركانها.

مكانة العقيـدة وأهميتهـا

‏ 1 – العقيدة أساس الإسلام:‏

‏ لا ريب أن لكل دين بناءً وأساسًا، فبناؤه هو التشريعات المتعددة التي تنظم علاقة الإنسان بنفسه، وخالقه، والكون الذي يحيط به، أما أساس هذا البناء فهو العقيدة التي ينبثق عنها ذلك كله، كما تنبثق النخلة من النواة.‏

‏ 2 – العقيدة سبيل إصلاح الكون:‏

‏ إن المجتمعات تصلح بصلاح أفرادها، وإنما يصلح الأفراد أنفسهم وعقولهم، وفقا لسنة الله في الخلق: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) (الرعد:11).‏

‏ لهذا كانت الوسيلة الفضلى في التربيـة، هي التي تتجه إلى النفس الإنسانية لتطهرها من الخبث، وإلى العقل البشري لتنقيه من الأوهام والأباطيل، وهذا ما تكفله العقيدة الإسلامية، فهي تحل ألغاز الوجود، وتبين للإنسان غايته ومهمته في الحياة.‏

‏ 3 – العقيدة شرط قبول الأعمال:‏

‏ اعتنى الإسلام عناية كبيرة بالعقيدة، التي عبر عنها القرآن بكلمة (الإيمان)، فالإيمان أصل والعمل فرع، ولا يقبل الله عملاً من أحد ما لم يكن صادرًا عن إيمان صحيح: ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرًا ) (النساء:124). ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) (النور:39).‏

‏ 4 – العقيدة تعرّف الإنسان بنفسه وبربه:‏

‏ العقيدة هي التي تُعرِّف الإنسان بحقيقة نفسه، فإذا عرف نفسه عرف ربه.. تُعرِّفه أنه لم يخرج من العـدم إلى الوجود صدفة، ولا قام في هذا الكون وحده، وإنما هو مخلوق لخالق عظيم، هو ربه الذي خلقه فسوَّاه فعدله، ونفخ فيه من روحه وجعل له السمع والبصر والفؤاد، وأمده بنعمه الغامرة، منذ كان جنينًا في بطن أمه.‏

‏ 5 – العقيدة تعرف الإنسان بالكون الذي يحيط به:‏

‏ هذا الكون الكبير حول الإنسان ليس غريبًا عنه، وليس عدوًّا له، إنه مخلـوق مثلـه لله، لا يسير جزافًا ولا يمشي اعتباطًا، كل شيء بقدر، وكل أمر فيه بحساب وميزان، إنه من نعمة الله ورحمته للإنسان، ينعم بخيراته، ويستفيد من بركاته، ويتأمل في آياته فيستدل بها على ربه: ( الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى ) (سورة الأعلى:2-3). قال تعالى: ( الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) (الجاثية:12-13).‏

‏ 6 – العقيدة تعرّف الإنسان بسر وجوده:‏

‏ تُعرِّف العقيدةُ الإنسانَ بغاية وجوده، ومهمته في هذه الحياة، فهو لم يُخلق عبثًا، ولن يُترك سُدىً. إنه خُلق ليكون خليفة في الأرض، يعمرها كما أمر الله، ويسخرها لما يحب الله، يكشف عن مكنوناتها، ويأكل من طيباتها، غير طاغ على حق غيره، ولا ناسٍ حق ربه، وأول حقوق ربه عليه أن يعبده وحده، ولا يشرك به شيئًا، وأن يعبده بما شرع على ألسنة رسله الذين بعثهم إليه هداة معلمين، مبشرين ومنذرين، فإذا أدى مهمته في هذه الدار المحفوفة بالتكليف والابتلاء، وجد جزاءه هناك في الدار الآخرة: ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا ) (آل عمران:30).‏

‏ 7 – العقيدة تعرف الإنسان بمصيره:‏

‏ العقيدة هي التي تٌعرِّف الإنسان: إلى أين يسير بعد الحياة والموت؟ إنها تعرِّفه أن الموت ليس فناءً محضًا، ولا عدمًا صرفًا، إنما هو انتقال إلى مرحلة أخرى، إلى حياة برزخية بعدها نشأة أخرى، تُوفى فيها كل نفس ما كسبت، فلا يضيع هناك عمل عامل من ذكر أو أنثى، ولا يفلت من العـدل الإلهي جبار أو مستكبر: ( يومئذ يصْدُرُ الناس أشتاتًا ليُرَوْا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره ) (الزلزلة:6-Inline image
.‏

‏ 8 – العقيدة توقظ الضمير:‏

‏ إذا تمكنت العقيدة الصحيحة في قلب المسلم، وتغلغل الإيمان في أحشائه، أضحى متيقظ الضمير، مراقبًا لله في أقواله وأفعاله، يزكي نفسه فيحملها على فعل الخيرات والمبرات، ويحليها بكريم الأخلاق والعادات، ويترفع عن كل ما يشينها من الأقوال والتصرفات.‏

‏ 9 – العقيدة تورث العزة والكرامة:‏

‏ تربي العقيدة الإنسان على عزة النفس وكرامتها، حيث تحرره من أي عبودية إلا لله عز وجل، وتخلصه من أي خضوع لغير الله سبحانه وتعالى. فالله خالق هذا الكون ومالكه، ولا يكون في ملكه إلا ما أراده وقدّره، قال تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) (يونس:107).‏

‏ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قوله عليه الصلاة والسلام: ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).‏

و الحمد لله رب العلمين