إن الأب الروحي لكثير من الشباب المؤمن في محافظة النجف الأشرف وضواحيها ولعل بقية المحافظات كان لها جزء من هذه الروحية ومن سمع عنه أو رافقه يشهد بهذه الأبوة الروحية للعلامة الخطيب الحسيني المرحوم السيد عطيه السعبري (قدس سره ).
أن العلامة الخطيب الحسيني السيد عطيه السعبري الذي رافقناه في مجالسه منذ نعومة اظفارنا وإتباع مجالسه الهادفة التي ترفدنا بالوعي وهو الأب الروحي لي ولأن الوالد والسيد كانا صديقين حميمين والسيد كان شاهد على وصية والدي المرحوم عطيه عباس أبو غنيم والناضر عليها ولم انسى مجلس والدي وهو يقرأ له المجلس بعد رحيل السيد محمد علي الميلاني في تلك الفترة المسعورة والتسفير .
مواقف تذكر :
أن المواقف التي لا تحصى من الأب الروحي وهي شواهد باقية في ضمائرنا منها أن الأب الروحي يضع بعض النقود لمن يبيت عنده لعله يستحي أن يطلب منه وهذه الخصلة يعرفها ممن عرف السيد الجليل وحتى بيته كان مقصد الزوار والمحبين حتى بعد مماته وأذكر حادثة حصلت بعد ساعة الصفر واستدعاء السيد حسن لمديرية الامن والتحقيق معه عن السيد أبو جعفر …
كذلك مواقف تذكر :
أن السيد الجليل كانت مواقفه جليلة تدل على نبل ورقي في يوم من الايام دق الباب عليه شاب يريد الزواج ويطلب المساعدة وفي تلك الفترة عمد السيد من خلال مجالسة الندية بتخفيض المهور وغيرها من متطلبات الساعة وتسهيل الامور دون ظلم الزوجة فيما بعد وكثير ممن سعد في حياته الزوجية وأن كانت البداية متعسرة نوعا ما …جاء الشاب وقال له أنت عاقد قال نعم وأعطى السيد العقد وذهب إلى احدى البراني لمراجعنا الكرام على أمل أن يأتي بالمساعدة له وهو فرح مستبشر وهنا طلب الشاب فقال السيد احضرة غداً أن شاء الله وفعلاً أحضر السيد الشاب ليسأل عن صلاة الصبح كم ركعة فقال الشاب ثمان ركع والسيد يسمع ويشاهد الموقف الغير موفق لمن سأل فقال السيد أنا لله وأنا اليه راجعون.
كذلك مواقف تذكر :
هذا الشاب الذي سأل عن الصلاة سبب مشكلة للسيد فقال السيد لو كنت اعلم أنكم سوف تسألون هذه الاسئلة لجلسة معه دقائق معدودة لكي افقه في الدين لكن الرجل جاء سائل وهو يستحق منا المساعدة دون الالتفات إلى هذه الاسئلة وخرج وهو يتحسر …وعندما سمع المرجع هذه القصة بعث من يعتذر اليه لأن الحوزة العلمية في تلك الفترة تطلق على السيد أبا ذر الحوزة وهو فعلاً ومن العلماء الربانين عندما يأتي أسمه المبارك يقول قدس الله سره وهذا يدل على أن السيد له مواقف ندية طرزت مجالسه الندية وأن رحل عنا جسداً بل روحه الطاهرة تحوم فيها .
كذلك مواقف تذكر :
أن السيد عطيه السعبري لم يشترط على قراءته شيء من المال ولقد قرأ لي كثير من المجالس في دار أبي رحمه الله وغالباً ما يكون الأجر نسيئة عندما كان لدي مجلساً أسبوعياً ومن المواقف أن بيته كان مدرسة وعي مجانية لمن يريد التزود بالعلم والمعرفة فكان الذين يردونها فبيته مدرسة تعد الخطباء وحتى طلبة العلم ممن تخرج على يديه وهم كثيرون ومن الزهد والتواضع فخذ منه ولم نراه في يوم من الايام ممن زوق الكلام فهو عاش في بيت متواضع ولعله شاخص لحد الأن وأن غاب عنه جسداً لكن الصفات الحميدة موجودة فيه وأن السيد حسن يحمل شمائل ابيه وحتى البقية حرسهم الله .
هجمت مسعورة :
أن الهجمة المسعورة من قبل نظام البعث على أصحاب الوعي في قيادة الأمة وهي مشهورة بعد وقبل انتهاء الحرب العراقية الايرانية وهي تصفية الخطباء الذين لديهم وعي ونفوذ شبابي من خلال المنبر وصلاة الجماعة التي لم يتركها وهو في أحنك الظروف ولم أنسى ممن اعدم من أهل بيته وعشيرته في تلك الفترة .
هجمت مسعورة :
هذه الهجمة قد حصدت الكثير من الخطباء الذين يحملون الوعي وهي مدرسة تمتاز بعقلانية وفي المقابل نجد ممن يعرج على النصر المزعوم في حربهم ولهذا قرر البعثيون ورجال الامن بهذه الهجمة والقضاء عليهم فمنهم من دس الية السم في المديريات ومنهم من دهس بالسيارات ومنهم من رمي بالرصاص ليترك في الطرقات ومنهم من عمد عليه سالف منحط وضربه السكين أو غيرها من ادواة الجارحة وسيدنا الأب الروحي عمد سافل ليضربه بعمود ليكسر رجله وفي هذه اللحظة لم يترك صلاة الجماعة وهي متخذ من مسجد البقيع مكان تواجد له رحمه الله وقدس سره .
مجالس حسينية :
لم ننسى هذه المجالس الندية ولا انسى السيد الجليل وحتى المجالس التي تعقد فهي سريه وفي غاية السرية اذن نجد غالباً ما يكون الخطيب وأهل بيته والخطيب ولم يتجاوز العدد اثنان أو ثلاثة أحدهم الخطيب ومن يريد أن ينسى تلك الفترة فهو واهم لأن فيها قضايا يعجز القلم عن كتابتها من تعذيب واعتقالات ودس السم لهم ومنهم من غيبوا لحد كتابة هذا الموضوع بين خوف شديد لئلا يسمع صوت الخطيب وفي منتهى السريه لهذا المجلس أو ذاك ولعل الشاهد الذي يذكره شاعر أهل البيت السيد كريم الموسوي عن المجلس الذي كان يعقد في بيت والدي الذي دوخ الامن وجلاوزته ويوجد لديه تقارير عن الذين كانوا يكتبون عنا عفا الله عنهم .
أختم حديثي عن الشخصية التي لقبت بأب الروحي للشباب والكهول حتى نهاية المطاف ليذهب الجسد من دار الفناء إلى دار البقاء ليشيع تشيع وفاتحة كبيرة كأنه مرجع من مراجع المسلمين في تلك الفترة عندما شيعنا السيد من مسجد الطوسي والتكبير والحشود الكبيرة بين باكي دامع العين ولم انسى رجال الامن الذين زرعوا المكان متسائلين من المشيع المتوفى مفاجئين من الحضور رحم الله الفقيد الأب الروحي حين ولد وحين دفن وحين يبعث حيا وجزاه الله عنا خير جزاء المحسنين .