7 أبريل، 2024 2:03 ص
Search
Close this search box.

السيد عدنان الاسدي والسيد رئيس مجلس القضاء الاعلى : دماء تهدر وجرائم تستر بسبب الجهل والاهمال والتقاعس

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايخلو انسان في عراقنا اليوم من هم او من غم , في نفسه او اهله او اصدقائه , مصائب وكوارث لا ملجئ ولا مخلص منها الا الله ولا دافع لها سواه, ولا ناصر ولا معين فيها الا رحمته وعفوه. جرائم ترتكب لا يكشف خيوطها ولا يظهر حقيقتها ولا يفضح مرتكبيها الا الله وحده, اما البشر فمن النادر ان يكون عونا للمظلوم على الظالم او يساعد على كشف جريمة او محاسبة مجرم.
شاءت الاقدار ان يقع صديق لي ضحية لعملية خطف اثمة من فترة طويلة, ولازال مصيره مجهولا لحد هذه اللحظة , وكالعادةاقدم اهله على الابلاغ واقامة الدعوى وتكملة الاجراءات المعتادة في مثل هذه القضايا.
طلب القاضي وضابط التحقيق في القضية تقريرا بمكالمات المخطوف من مكتب شركة الموبايل في المحافظة التي وقع الحادث فيها. ومن حسن الحظ او من سوء الحظ – لست ادري – اني اطلعت على تقرير المكالمات , وياليتني لم اطلع , فقد صدمت كثيرا وكاد يغشى علي من الصدمة, فالتقرير عبارة عن جدول حقوله معنونة بالانكليزي ولا تتضمن سوى ارقام المتصل والمتصل به والتاريخ , فقط لاغير , لاتنفع التحقيق ولا تقدم للقاضيةشيئا , لأنها نصف التقرير , اما النصف الاخر فأن الموظف المكلف في مكتب الشركة يجهل او يتقاعس او لا يهتم لطباعته بالشكل المطلوب والمفيد.
سبب صدمتي كوني خبيرا بهذا الموضوع , اي تقرير المكالمات وتحليلها, واعرف الصيغة والحقول المهمة , واعرف ايضا صيغة التقرير الذي ينبغي للشركة تقديمه في مثل هذه القضايا, وصدمتي كانت اكبر بسبب معرفتي صيغة التقرير المطلوبة , واطلاعي على التقرير الذي تم تقديمه للقاضي وضابط التحقيق والذ كان يتضمن حشوا فارغا لايفيد ولا يقدم معلومة ذات قيمة ولا ينبئ بشيء ما.
من اهم الحقول في تقرير المكالمات هو حقل البرج و “السكتر” , وحقل عنوان وموقع البرج و”السكتر” , على يكون العنوان مكتوبا بالعربية وهو يمثل عنوان البرج موضحا بطريقة شافية وكافية كي يتطيعالمحقق والقاضي ان يستدل على مكان البرج بالضبط ومكان اجراء المكالمة. ومن خلال السكتر ورقم البرج يستطيع المختص تحديد موقع جهاز المتصل او المتصل بهوبدقة عالية, وهذه امور يفهمها جيدا المختصون والفنيون وخبراء الكومبيوتر والاتصالات.
للأسف تقوم الشركة يقطع النصف المهم للتقرير , فيرسل للقاضي والضابط المحقق النصف الذي يحتوي حقول المتصل والمتصل به وتاريخ الاتصال , وهذه الحقول على اهميتها لكنها لوحدها لاتقدم معلومة ولاتفيد المحقق في شيء.يحدث هذا بسبب ان الموظف الجاهل لايعرف يطبع , وان عرف فهو يتكاسل عنطبع التقرير كاملا, وان عرف ولم يتكاسل فهو يعتقد ان هذه الحقول غير مهمة , وفي النهاية فان هذا الموظف الجاهل الغير مدرب والغير فاهم بخطورة واهمية مابين يديه يرسل للقاضي حشوا وورقا لافائدة فيه مطلقا.
وكوني تحدثت بالموضوع فلابد ان اشير هنا ايضا الى ان اضباط التحقيق والقضاة ايضا يجهلون كيفية تحليل تقارير المكالمات او الاستفادة منها بطريقة جيدة وكبيرة لكشف كل تفاصيل عمليات الخطف او التفجير او التفخيخ او اي عمل ارهابي اخر يستخدم فيه الموبايل. وهم بالحقيقة بحاجة لدورة تعريفية اولية لا تزيد عن يومين يتمكنوا بعدها كشف الكثير من الجرائم بمعونة تقارير استخدام الموبايل.
قمت بعرض نموذج كامل لشكل التقرير الحقيقي الممكن تقديمه امامالتحقيق والقضاء فانصدم القاضي وضباط التحقيقوتساءلوا عن اسباب عدم تزويدهم بمثل هذه التقارير حينما يتطلب الامر تقارير الاتصال ,واعربوا عن امتعاضهم من طبيعة التقارير التي تزودهم بها شركات الموبايل والتي لا تتضمن معلومات مهمة ومفيدة ولا حتى تستخدم اللغة العربيةوقمت ببيان الكيفية والاسباب وراء ارسال التقارير المنقوصة لهم.
طلب القاضي مرة اخرى تقارير مكالمات من مكتب الشركة بعد ان غير صيغة الطلب وبين انه يريد جميع الحقول مطبوعة , وانه يريد التقرير على قرص ليزري وبجميع الحقول وأكد على حقل عنوان البرج , لكن ايضا مكتب الشركة والموظف المعني ارسل لهم تقريرا ناقصا وبنفس الطريقة المعتادة , لان القائمين على هذا الموضوع للأسف لا يبالون ولا يعلمون دور هذه التقارير بكشف الجرائم ودورها في حفظ دماء المواطنين.
سيادة السيد الوكيل وسيادة رئيس مجلس القضاء ان الموضوع بين ايديكم الان, راجين من سياداتكم توجيهالقضاة وضباط التحقيق بشكل التقارير المفيدة التي يمكن ان يحصلوا عليها من شركات الموبايل وان لايقبلوا من شركات الاتصالالتقارير المنقوصة وضرورة ارسال التقارير على شكل قرص ليزري ايضا اضافة للمطبوع ويحفظ القرص لدى القاضي والتقارير المطبوعةوترفق مع اوراق الدعاوى. فضلا عن توجيه شركات الموبايل بضرورة تدريب كوادرها في المكاتب الفرعية على كيفية طباعة التقرير كاملة وعن الحقول المهمة والاساسية فيها.
ان الكثير من الدماء ستحفظ , والكثير من الجرائم ستكشف عندما تصل المعلومات المفيدة والكاملة للقاضي وضباط التحقيق اللذين لابد من تعريفهم وبسرعة على كيفية التحليل والاستفادة من تقارير المكالمات , وعليكم ايضا ايها السادة المعنيون ان تتذكروا كم من الدماء هدرت وكم من الجرائم طمست (خاصة للفقراء اللي ماعدهم غير الله وليس عندهم لا ظهر بالدولة ولا سلطة) ولم تكشف وبقى المجرم حرا طليقا يسخر من ضحيته ومن القضاء والشرطة بسبب عدم استفادتنا بالشكل الصحيح من الوسائل الفنية والتقنية المتوفرة في التحقيق وكشف الجرائم.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب