20 مايو، 2024 1:26 م
Search
Close this search box.

السيد عدنان الأسدي .. هل تنتخي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

انها قصة حقيقية وليست من نسج الخيال سارويها بلسان طفلة صغيرة
الزمان قبل اكثر من ست سنوات
المكان بدا من احشاء امي والى الان
كنت جنينا في احشاء امي لم يمض على وجودي هناك سوى شهر او اكثر قليلا , حصلت حركة غير طبيعية يارب مالذي جرى امي  قلقة  لا تستقر تطلب ابي وهاتفه لايرد لقد تأخر كثيرا عن موعد عودته الى البيت , ارجوك يا امي ان تهدأي وتجلسي قليلا فقد تعبت من  حركتك المستمرة .استمرت في المحاولة ولا مجيب يدأ الشك يساورها وبدأت تصرخ وتبكي واسمع بكاء جدتي وجدي وعمي يحاول ان يسال ,لا احد يعرف والقلق يزداد  مرت ساعات   ولا اسمع سوا صخب وبكاء , ثم جاء الخبر لقد تعرض ابي ومن معه الى اختطاف جماعي , وبدأت لا اسمع صياح فقط اسمع بكاء وعويل ,واستمر البكاء والنواح والحسرة مالذي جرى لا اعرف انا لازلت جنينا في بطن امي فانى لي ان اعرف
مرت شهور وخرجت الى النور رأيت وجوها تترقرق الدموع في مآقيها وحيرة تبدو على محياها واسمع من يقول انها طفلة جميلة اين ابوك يا حبيبتي ليراك , عرفت ان ابي لم يعد الى هذا الحين وبدأت اتساءل لماذا ابي غير موجود ولماذا لم يعد الى الان من عمله
بدأت اكبر وارى الوجوه بوضوح اكثر عرفت من هم اهلي ولكن اكثر الاحيان ارى دموع تنهمر ونظرات حزن عميقة , لم ارى ابتسامة حتى لم اكن اعرف ما هي الضحكة او الابتسامة لاني لم ارى وجها يبتسم لم ارى الا وجوها يلفها الحزن والحيره , بدات ارى جدي كثيرا وبمرور الايام بدات اتكلم وانطق الحروف الاولى والكلمات الاولى وعلموني ان اقول (بابا ) وكنت اقولها للرجل الذي راعاني والان عرفت انه جدي وليس ابي ولكني رايته امامي كل يوم يحنو علي فناديته بايا
مرت الايام وها انا في الثانية من عمري ولازال الوضع كما هو بيت يلفه الحزن وبين الحين والحين اسمع بكاء جدي المكتوم فهو رجل وصعب ان يبكي بصوت كما تفعل  جدتي وامي , كانا نعيش في بيت نحن وعائلة عمي وجدتي وجدي انه بيت جدي , وفي ظهيرة احد الايام خرج عمي ليوصل ابنته الى المدرسة ولكنه لم يعد ولكن هذه المرة كان صراخا وعويلا فقد سمعنا انفجارا قويا وجاء من يخبرنا سريعا انه عمي لقد فجر المجرمون سيارته ولم يستطع احد انقاذه فدمه سال قبل ان يتمكن احد من انقاذه وذهب الى بارئه شهيدا , وهنا بدات مأساة اخرى في هذا البيت يا الهي انه عمي ماذا فعل ليقتلوه لم اكن اراه الا وهو يهتم بحديقة بيتنا ويزرع الورود ويقضي وقته فيها لانه كان لا يخرج من البيت  وهو لطيف وكما نقول بالعراقي (حباب,فقير) يارب ماذا جرى للناس الم تعد تخافك الم يعد لديها ايمان ودين , لقد يتموا ابناء عمي انا الان حزينة فابن عمي الصغير لم يدخل المدرسة بعد يا ويلتي كم اشعر الان بشعوره فابوه ايضا غاب عنه , قتلوا عمي وازداد نحيب جدتي وجدي واصبح جدي يبكي بصوت فلم يعد يستحي من كونه رجل يبكي فقد فاق الحزن كل المسميات الاخرى , ودخل بيتنا الصغير في حزن اخر في حزن مستمر فعمي رحل وابي الى الان لم نستطع العثور عليه اين هو رغم اننا بحثنا عنه وصرفنا الاموال لمحامين وغيرهم ليسالوا لنا عنه دون ان نعرف سوا من بعض الناس انه ومن معه لا زالوا احياء ولكن لا يزال لنا امل رغم السنين
كبرت اكثر وبدات اكلم اخي الاكبر مني وكنا نتحدث عن ابي واقول له انا احسدك لانك رايته فانا لم اراه سوى بالصور وكان يهمس لي ويقول  لا اتذكره فعمري عندما اختطف كان سنة ونصف انى لي ان اتذكر ابي وحينها كنت اشفق عليه واقول حالك من حالي ولكن على الاقل ابي يعرفك اما انا فلا يعرف حتى اكنت ولدا ام بنتا ولا يعرف حتى اسمي
ومرت الايام وبدأ جدي يمرض لقد نخر جسده الحزن  وهو الذي كان بصحة جيدة ولا زال قويا وما هي الا سنة ورحل جدي ايضا رحل بعد ان فقد ولديه ولم يعد لنا رجلا في البيت الكل اولادا واطفال ونساء ,لملمت امي حاجياتنا وذهبنا الى بيت جدي الاخر فالحمل صار كبيرا على جدتي فكم يتيم برقبتها وهي امرأة اخذ الحزن منها ما اخذ, بدات الايام تمضي وكنت اسال اين ذهب ابي يا امي واين كان ولماذا لم يعد , كانت تقول كان في عمله يعمل لكي نعيش انا وانتم , لم اتجرأ ان اسالها وكيف نعيش الان فانا اراها بدات تعمل في وظيفة وتجهد نفسها وارى جدي لامي يرعانا ويحن علينا
مرت اكثر من ست سنوات وانا اكبر والكل يقول تشبه اباها (سبحان الله ) وانا افرح وازهو فانا احب ابي رغم اني لحد الان لم اراه ابصرت النور وصرخت صرختي الاولى وحبوت ومشيت وتكلمت ولم يكن معي لاتمتع به او ليستمتع بطفولتي كما  يفعل كل الاباء ,انه قدري ولكن لا يزال لي امل ان اراه , انا الان سادخل المدرسة وساتعلم الكتابة وفي داخلي سر لم ابح به لاحد اول كلمة ساكتبها هي اسمك يا ابي الغالي يامن لم اسمع من أي احد قريب او بعيد سوى كلام جميل عنك فانا فخورة بك وحزينة لاجلك فانت اختطفت وانت في الثلاثين والان عمرك ست وثلاثين فمتى ستخرج من غياهب السجون السرية لنعيش نحن وانت حياة سعيدة من جديد وكم احمل همك عندما ستسمع باستشهاد اخيك الوحيد ووفاة ابيك يا لهمك الكبير يا ابي ولكن اوعدك يا ابي اننا سنرعاك ونخفف حزنك فقط ارجع الينا فقد طال غيابك وانا اتمنى ان اذهب الى المدرسة لارجع واراك تحتضنني وتسالني عن ما فعلته في المدرسة , ارجوك ارجع يا ابي فقد تعبت امي وجدتي واخي ونحن بحاجتك  ارجع وازرع لنا زهورا في الحديقة فقد ماتت الزهور فعمي مات و لم يعد يهتم بها ارجع لتعود البسمة لنا فقد عرفت الان ما هي الضحكة والبسمة بعد ان رايت اناس يبتسمون فانا لم اراها في بيتنا وكلي شوق ان ارى احدا يضحك هنا احب ان اسمع  صوتا غير البكاء فقد تعبت وانا لا ازال طفلة انه هم اكبر من عمري  يارب ارجوك ان تجعل ابي يعود فانا اريد ان ارى ابي حقيقة وليس صورا وذكريات اسمعها من هنا وهناك
هذه قصة حقيقية  والان ترى هل ستجلب القصة المؤلمة المضمخة بالدم وعذابات يخلقها الحقد وعدم مخافة الله هل ستلفت قصتي انظار رئيس الوزراء والسادة  حسين الشهرستاني و عدنان الاسدي ومدحت المحمود ليسالوا عن حقيقة ما قلته وتتحرك ضمائرهم الانسانية لتطبيق العدل الذي امر به الله واطلاق سراح والد هذه الطفلة  اامختطف منذ عام 2006 ضمن اختطاف جماعي ( على الهوية ) جرى في ذلك العام المشؤوم الذي اطل فيه شيطان الشر بيننا فظلم ابرياء واضاع حقوقا وهدم بيوتا وشرد اسرا من دون جريرة .
انني انتظر مسؤولا ذي بصيرة يمنحني الامل  باطلاق سراح والد هذه الطفلة من خلال الاتصال بايميلي المدرج ادناه وله ثواب الله ان فعل
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب