22 ديسمبر، 2024 7:20 م

نسمع كثيرا عن الروتين وما يسببه من مشكلات كثيرة ولكن البعض منا لم يكن يعترف بوجود ما يسمي الروتين حتي تصادف أن وقع في مأزق كبير بسبب اللوائح والقوانين والبيروقراطية وتعنت بعض موظفي دواوين الدولة واصرارهم الغير مبرر علي تطبيق النظام بمضمونه الاجوف دون إعطاء فرصة لروح القانون وبذلك تتعطل المصالح وتنمو بذور الفساد الحكومي في ظل إصرار السيد عبده روتين علي تنفيذ اللوائح دون استشعار حرج من تنحية الروح والأخلاق واستبدال التعنت والصرامة والتلكؤ بديلا عن الأخلاق في التعامل مع المواطن.

كلنا يعلم أن السيد عبده روتين لديه الخبرة في جعلك تندم علي مجرد التفكير في الاستنجاد به ونعلم أيضا أنه قادر في لمحة ان يقلب الوجه الآخر لللوائح فيصبح المستحيل سهلا والمستبعد قريبا بشرط أن تغمض عينيك وتفتح محفظتك للسيد عبده لكي يقاسمك ما تحويه محفظة نقودك من أموال.

والسيد عبده روتين ذكي وخبيث لا يطلب منك شيء ولكنه يجعلك تدور وتدور في حلقة مفرغة بين مجموعة من الاوراق والتقارير والامضاءات والتأشيرات وتستمر رحلتك في تخليص الإجراءات لتكتشف أن كل مرحلة يتبعها مراحل اخري اكثر تعقيدا وان كنت ذكيا فستعرف ان السيد عبده روتين يملك مفتاح الراحة لك ولغيرك،ما عليك فعله هو (تفتيح الدماغ) حتي تنتهي من هذه الأزمات التي صدرها لك السيد عبده وأتباعه،وبعد تفتيح الدماغ ستنتهي كل مشاكلك بطريقة غريبة وعجيبة،فما كان منذ لحظات غير مقبول ومخالف لكل اللوائح يتحول في ثانية من الزمن الي شيء معقول ومقبول وسوف تتغير انطباعات وجه هذه العصابة الي التبسم في وجهك بل وسوف يعرضون عليك تناول مشروب حتي يتم الانتهاء من طلبك.

عبده روتين موجود في حياتنا بشكل مباشر ويعرف كيف يوفر لنفسه البيئة المناسبة للسيطرة علي العقول ومن ثم الحصول علي أكبر قدر من المنفعة.

وهو ذو أوجه متعددة فتارة هو الشخص الودود ولكن اللوائح تقيده وتارة أخرى هو ذلك الشخص المتجهم،عبوس الوجه والملامح والذي يعمل كالماكينة لا يردعه دموع او توسلات صاحب الحاجه وتارة ثالثة هو هذا الشخص (الفهلوي) شديد الوضوح والشفافية والذي يفاجئك بصراحته ويطلب منك مباشرة ان يشرب شاي بالياسمين.

ولعبده روتين طرق مختلفة في الإيقاع بالضحية منها إيهام الضحية بإستحالة تنفيذ رغبتها التي جاءت من أجلها بحجة ان ذلك مخالف للقانون واللوائح فينعقد لسان الضحية وترضخ لأية إقتراحات يتم وضعها من قبل عبده روتين.

وفي أحيان أخري يبدع في جعلك تصب جام غضبك علي اللوائح ومن وضعها ومن تفنن في جعلها عوائق أمام تحقيق مصالح الناس ثم يبدأ تدريجيا في إظهار تعاطفه معك وإبداء رغبته في المساعدة دون ان يطلب منك شيئا اعتمادا علي تقديرك له في النهاية.

عبده روتين يعمل وفق حالته المزاجية وهو ضليع في القوانين بحيث لا يمكنك القاء اللوم عليه فهو رجل ينفذ القانون،فهل تريد يا سيد ان يخالف الرجل القانون؟
الدول العربية كافة حاولت مواجهة هذه الظاهرة ولكن القوانين وحدها لا تكفي.الحل يبدأ من الصغر،من مناهج التعليم، والاعلام،والمسجد،والكنيسة،، وكل من له دور في تربية الأطفال والصبيان ثم في تصحيح الفكر والثقافة مع وضع حلول جذرية منها ميكنة كافة القطاعات الحكومية وتقليل تدخل العنصر البشري ووضع كاميرات مراقبة في كافة المواقع الحكومية لمراقبة تصرف وأداء الموظفين وتفعيل دور أقسام الرقابة والجودة.
حفظ الله شعوبنا العربية.