رحل عن دنيانا في غرة شهر رمضان المبارك, الأب الحنون والغيث العميم, الأنسان العالم والعامل, النفس الأمارة بالخير, فما كان أنتماؤه لدنيا الأرض وعوامل الفناء,أنه عزيز العراق.
من تلك الشخصيات الفذة التي يبقى أثرها أينما حلت,وصداها في نفس كل من تقابل,كان البر ديدناً له وطبعاً جُبل عليه.
ولد السيد عبد العزيز الحكيم(قدس), في النجف الأشرف سنة 1950م,ومن أسرة دينية علوية, والده مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم(قدس),وهو النجل الأصغر له, تتلمذ على يد والده وأخوته, السيد يوسف والسيد صاحب الحكيم, درس البحث الخارج على يد السيد محمد باقر الصدر.
تعرض للأضطهاد والمطاردة من قبل النظام البعثي, بعد أن أتخذ قرار الكفاح المسلح ضد هذا النظام, فأضطر للهجرة خارج البلاد, وأكمال مسيرة الجهاد من الخارج, خاصة بعد أعدام عشرات من أسرة الحكيم,كان محطة الأولى الجمهورية الأسلامية الأيرانية, وهناك كانت أنطلاقة لتمثيل صوت الشعب العراقي في المحافل الدولية, وقيادة الجهاد المسلح ضد النظام الصدامي.
ضرب عزيز العراق (رضوانه تعالى عليه) المثل خلال فترة الهجرة, التي أمتدت لأكثر من ثلاثين عاماً,للرجل الشهم وحامل العلم وصاحب الخلق الرفيع, ومأوى جميع الملهوفين, والمواسي لهم بماله وأخلاقه وعلمه, والمسخر لطاقته وجهدهُ لأأي مجاهد أو مغترب جديد له دهشة أوقديم مضطر, كان هذا ديدنه أينما حل او أرتحل , عرف عزيز العراق بحب الصالحين والعطف على المساكين.
كان بحق أب عطوفاً سمحاً جواداً كريماً لذيذ العشرة, قريب النجدة رحب الصدر واسع البال, متواضعاً في غير أبتذال جميل المبسم,صبوح المحيا , كان شجرة ثمر بلا شوك ولاينتظر الحصاد, كان يدرك أن الرحيل قد أزف وأن لقاء الباري قريب, فعمل طوال هذه الفترة حريصاً على لم الشمل وعينهُ على العراق, من أجل جمع البيت الشيعي , ورؤيتهم حوله في ود وتفاهم متغلبين على ذاتهم.
نعم قبضت تلك الروح,الطاهرة فغادرت الى رحاب ربها, صعدت تلك النفس المطمئنة,الطاهرة مستيقنة بوعد بارئها, وتركت غصات وجراحاً والاماً , وألسنةً تدعوا بالرحمة والغفران, تركت فينا جرحا غائراً لن يندمل, رحلت ياعزيز قلوبنا,ونحن بأمس الحاجة اليك, ولكن عزائنا فيك أنك تركنا فينا فارسا, من بقية ال الحكيم عمار,فسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.