23 ديسمبر، 2024 5:04 ص

السيد سليم الجبوري : انتبه قبل فوات الأوان

السيد سليم الجبوري : انتبه قبل فوات الأوان

ليس من شروط المسؤولية او الزعامة او القيادة الخوض في كل المجالات ، فربّ زلة تنهي مستقبلا لرجل يحفر الصخر من اجل ان يكون ، ومن باب النصيحة والرأي للسيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي ايضاح بعض الامور التي نعتقد انها مهمة في مرحلة حساسة من عمر العراق .

يعرف الجميع ان سليم الجبوري تولى رئاسة البرلمان كجزء من صفقة سياسية بعد ان اريد حرمانه حتى من الدخول في الانتخابات البرلمانية ، لكن التوافقات والصفقات ورءا الكواليس ، سهلت له أمرا فخاض الانتخابات وفاز في محافظة ديالى ، وكان له من كان من رئاسة البرلمان بعد خلافات داخل اتحاد القوى ابعدت كثيرين ممن أرادوا رئاسة البرلمان ، فسليم الجبوري لم يكن شخصية سياسية او زعامة سياسية او عبقرية متميزة لشغل هذا المنصب ، بل ان الصفقات الخفية وإبعاد آخرين هو ما جاء به لهذا الموقع .

سليم الجبوري افتتح عمله بارتباك واشتباك ومع ذلك استطاع في الأشهر الاولى ان يحقق نجاحا جزيئا يبدو انه يفقده الان تباعا ، فالرجل يتدخل فيما يعنيه وما لا يعنيه ، ويصرح بكثرة لا تنم عن عمق اطلاع في كل التفاصيل ، ليصبح صوت فئة او جزء وهو رئيس ممثلي الشعب ، و ربما ذلك من مشورة من يشيرون له ، والذي اشتهر بإحاطة نفسه بعشرات المستشارين الذي بعضهم لا يشير بشيء وليس بقادر على تقديم المشورة ، وانما الحزبية الضيقة والمذهبية المقيتة وسلطان الاحزاب هو ما جمعهم حوله ، وربما لا يكون قادرا على الاختيار فاختير له من تم اختياره .

سليم الجبوري الذي يتحدث في حل الجيش العراقي في هذا الوقت العصيب ، وصفقات السلاح ، وتشكيل القوات ، ومحاسبة المقصرين ، لم يكن جريئا مرة واحدة في تنظيم امور البرلمان وكشف فساده ، ومحاسبة مقصريه ، فراح يغوص في اعماق ليست من مهماته، فهو مرة يزور دولا لا يدري لماذا يزورها اصلا ، ويطلق تصريحات سمتها التلميح مخافة التصريح ، ويقدم صورة مخيفة عن العراق وأوضاعه كان الاجدر به ان يقدمها داخل العراق ، ويبحث عن حلول لها  .

وسليم الجبوري الذي يتحدث في اكثر من مكان،  في اكثر من راي او حديث ، ويترك ساحة البرلمان حلبة معارك وتشابك ايدي ، لك يكن قادرا على حسم امور اقل ما فيها انها تخص عامة الشعب ، وربما هناك من صور له ان كثرة التصريحات هي التي تصنع الزعامة ، وكثرة الزيارات هي التي تجعله رمزا سياسيا ، دون ان يعلم ان ( سوى الروم خلف ظهره روم ) .

في تشكيل الحكومة عمد سليم الجبوري الى ارتكاب سلسلة من الأخطاء ، فنصف الحكومة صوت عليها البرلمان برفع الايدي ، ونصف بالتصويت الالكتروني ، ونصف فرادى ، ونصف بسلة واحدة ، وما قضية صالح المطلك بأقل شأنا من قضية محمد الدراجي قبل ايام .

وما زالت المحكمة الاتحادية تمتلك ملفات شكوى التصويت على صالح المطلك التي مررها سليم الجبوري لتعيينه نائبا لرئيس الوزراء دون الحصول على الأصوات المطلوبه واحدة من القضايا المهمة والخطيرة التي يمكن ان تطيح بسليم الجبوري والمطلك اذا ما تم فتحها مع وجود الشهود والأوراق .

علينا الاعتراف والتنبيه والنصيحة بان سليم الجبوري فقد بريقه وما زال يفقده ، وعلى الحزب الذي يواليه ان يتنبه بان الإحاطة به ليست لصالح الحزب ولا لصالح سليم الجبوري ، وان من بعض من يشير عليه لا يفهم من المشورة ذيولها ، وربما هناك من معه بلا اختصاص ، والشواهد معروفة .

ولعل ابرز ما يجب الانتباه اليه هو الفساد المالي والإداري في البرلمان الذي بدأه النجيفي واستمر به الجبوري دون توقف ، ابتداء من صفقة موقع البرلمان الالكتروني الى التأثيث ، الى تعيين مستشارين بعضهم من الاسماء التي تلوكها الالسن كل يوم وفي كل مجلس وحديث .

النصيحة التي نقدمها للجبوري ان الاستمرار  في منصبه غير ممكن بهذه الطريقة ، وعليه الثبات في برلمانه والعمل وفق منهجية دستورية ، ولم يعد البحث عن بريق الزعامة هو الضامن للبقاء وله فيمن سبقه شواهد وعبر سواء في البرلمان او مسؤوليات الدولة الاخرى .

ومن التنبيه من يفيد التحذير بعد ان اجتمع أصحاب العقود والصفقات ليجروه الى مستنقع الفساد ، وهو اعلم بهم ولا حاجة لكشف تفاصيل لأنها ستكشف عاجلا ام آجلا .

السيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب انتبه رجاء .. قبل فوات الاوان .