السيد رشيد الحسيني استاذ لا يحتاج المديح اوكلمات الثناء ،فهو علم من إعلام المنبر الحسيني ويكفيه هذا الوسم عنواناً، خطيب رفع صوط المعرفة يجلد فيه الخائضين زورا وبهتاناً في دين ال محمد من الخارجين أو المنتحلين مودتهم ، لم يداهن سياسياً يوماً ما ، ولا يخش في الله لومة اي سلطان ، ولا تكاد ان ترد اي مناسبة سياسية اختلطت فيها الأوراق وافترقت فيها الطرق، ألا و أبدى رأي أنار فيه درب الموالين ، فهو انسان ورع بعيد كل البعد عن عالم التبجيل والتهليل، وسماع اشعار المديح ، استاذ تعرفه فرسان الحوزة العلمية في البحث الخارج، وخطيب يندر اسمه بين خطباء الفضائيات والسوشال مديا التي لا تخرج من غالبها احيانا حتى بجملة مفيدة .
وما كتبت هذه الأسطر إلا لبيان ما تعرض له سماحة السيد رشيد الحسيني “دام توفيقه “منذ يومين من سباب وشتائم، من جهات يبدو أنها اما جاهلة في الأحكام الشرعية، أو فهمت التوضيح خطأ ، أو أنها تضررت من حديثه الفقهي الذي رفع الغبار عن بعض الوجوه.
وكما هو معتاد في احد برامج الفقه لسماحة السيد التي تتسابق على حقوقها فضائيات الشيعة ، فكان له حديث يبين فيه شرعية الحركة و اسباب نجاح الثورات قائلا :
( أي عمل ثوري لابد أن يكون بتوجيه من الإمام المعصوم أو من قبل المرجعية الدينية العليا لكي يكتسب الشرعية.) وهذا الكلام لم يبتدعه السيد الحسيني ولم يأتي بدين جديد، وهذا كلام كل شيعي متفقه يخشى الله في دينه، معتقدين بحرمة قطرة دم الإنسان ،و هو تشريع الامامية الاثني عشرية، انتهجه رسول الله “صلى الله عليه وآله” ، وسلكه أمير المؤمنين وأولاده من بعده “عليهم السلام ” فكان وجودهم في اي حركة ما، يعني انهم يعطون غطاءا شرعيا للتوجه الذي هم فيه، ومن يسقط في تلك المعارك بإذنهم وحاصل على رتبة الشهيد، لانه سقط بين ايديهم ،لذا تجد ان الحروب في زمن الفتوحات الإسلامية خالية من وجود أمير المؤمنين عليه السلام، كي لا يحصل من خالف رسول الله” صلى الله عليه وآله “شرعية القتال وحجية الخروج، وحتى الثورات التي تلت استشهاد الإمام الحسين عليه السلام كانت تفشل ربما لنفس الاسباب، ومنها ثورة المختار الثقفي و التوابين وزيد ابن علي “رضوان الله تعالى عليهم “.
وفي العصر الحديث أكد مراجع الأمة الإسلامية على أن القيادة الدينية المتمثلة بالفقهاء، هي وحدها لها الحق في إخراج الأمة للمواجهة مع الظالم، كما في ثورة العشرين التي كان قيادتها منحصرة بالحوزة العلمية بقيادة (آية الله الميرزا محمد تقي الدين الشيرازي” قدس سره “) كذا في ثورة التنباك في إيران(بزعامة آية الله السيد محمد حسن الشيرازي”قدس سره ” ) ، وثورة الإمام الخميني رضوان الله عليه انحصرت قيادتها به.
وفي شرعية القيادة، يقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره (انّ القيادة لا تصح الا في ثلاثة امور :- أما نبي مرسل,او امام معصوم او مجتهد أعلم ,وفي خلاف ذلك فانها قيادة ضلال واتّباعها ضلال)، ويقول السيد محمد صادق الصدر “رحمه الله ” ( كلّ من تصدّى لقيادة مجتمع وهو ليس بمجتهد ، أكبّه الله على منخريه في قعر جهنم كائن من كان حتى لو كان من فضلاء الحوزة)وقال في مقام اخر ( بالنسبة لعوام الشيعة أن لا يعملوا عملا ولا يقولوا قولا إلا بأذن المراجع العظام )، وفي إحدى خطب الجمعة للمرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني “دامت بركاتة” وعلى لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي في ٨ شوال(5/5/2017 م) قال : (من الأمور المهمة، مسألة الرجوع إلى الفقيه العادل الذي تجتمع فيه الشرائط التي وضعها الإمام “عليه السلام ” لنائبه، الرجوع اليه في جميع المسائل الفقهيه، الابتلاءات، في جميع مجالات الحياة، في القضايا الاجتماعية، الاقتصادية، المالية، النازعات في الإرث في الوصية، في الوقف في كل هذه المسائل )،و السيد محمد باقر الحكيم ” ق.س” يقول :-((أما أن يكون العمل بالرجوع للفقيه المجتهد الجامع للشرائط أو أن يكون الإنسان مقلدا لمجتهد)).
ان حديث سماحة السيد رشيد الحسيني،بمثابة رشقات صاروخية، ضربت ديار التيارات المخالفة للإسلام، فهتزت بناياتها،التي أخرجت جرذانها من جحورها ، التي تعمل ومنذ زمن على وتر فصل الدين عن السياسة، وابعادها عن الإمساك بحبال المسلمين خشية السقوط في أوهام الحداثة والتجديد الزائفة، لافكار الملحدين و العلمانيين.
https://t.me/Alialkhaldi313/1147