12 أبريل، 2024 8:17 م
Search
Close this search box.

السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي واللعب مع الكبار

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا تمشي ولا تلعب مع من هواكبر منك

وصية تناقلها الاباء عن الاجداد ؛والابناء عن الابناء عن الاباء ؛المشي واللعب مع من هو اكبر منا ممنوع ؛ولا نقاش في ذلك.

وقفت هذه الوصية امام عيني وانا اتابع الجلسة الخاصة بمنح الثقة للحكومة الجديدة؛فمع ان رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لايتحمل باي شكل من الاشكال هذه الترشيحات كونها ترشيحات الكتل السياسية المشاركة في الحكومة الا انها اصبحت واقع حال اذ وجد دولة رئيس الوزراء نفسه مضطراً للعب مع من هو اكبر منه..

ولا نعني هنا بالاكبر منه سناً بل هو اكبر منه موقعاً وتاثيراً ؛فحكومته ضمت اسماءً لشخصيات كبيرة ….لم يكن يعرف انه سيكون مضطراً للعب مع هؤلاء الكبار في حين ان هؤلاء الكبار يعرفون جيداً انهم سيلعبون مع من هو اصغر منهم؛فقد جاءوا له ارادتهم وبكامل ارادتهم …وعليه فان الكبار هم اللذين اجبروا رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي على اللعب معهم؛ وعليهم في هذه الحال ان يتحملوا النتائج ..ولكن من سيكون الرابح في هذه اللعبة؟

اجزم ان في هذه اللعبة اكثر من فائز ؛وسوف لن يكون فيها خاسراً ولكني ارى ان الرابح الاول فيها هو السيد

رئيس مجلس الوزراء العبادي اذا ما اتقنها وتمكن ما ادارتها بجرأة….فهناك عدد من القوانين وهي سبب اغلب الازمات في العراق ان لم نقل جميعها ولم يكن امام السادة رووساء الوزراء السابقين الا تأجيلها وترحيلها الى اشعار اخر لكي لا يتحملوا مسؤوليتها لوحدهم امام الشعب.

ولصعوبة وخطورة هذه القوانين من جانب والطبيعة تشكيلة الكابينات الوزارية السابقة من جانب اخر فان الحق قد يكون معهم في هذا التأجيل والترحيل..اما الان وقد اجتمع الكبار من حول السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي على طاولة واحدة؛وبات عليهم النصويت على اي قانون اما بالموافقة او الرفض.وهكذا اصبحت النتيجة لا تقع على عاتق رئيس الوزراء؛فان وافق الكبار سيوافق معهم عدد من الوزراء التابعين لكتلتهم السياسية ويحرر مقترح القانون بسهولة وان رفض الكبار سيرفض معهم وزراءهم ايضاً .وفي الحالتين ان حصلت الموافقة او لم تحصل فلا لااحد سيتعرض على ذلك اذ لايوجد من هو اكبر من هؤلاء الكبار ليقدم اعتراضيه عليهم ؛كما حصل في الحكومات السابقة وسحبت بعض التواقيع..

ومما يسهل مرور القوانين في مجلس النواب رغم صعوبتها وخطورتها كونها اتت من الكبار الى الصغار ؛فلا مجال للرفض اطلاقاً.اما مصادقة هذه القوانين من قبل رئاسة الجمهورية فهي الاخرى ستكون سهلة وسريعة كونها تضم الكبار اللذين اختلفوا في الامس

واتنقوا اليوم.وعليه فان السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي يمتلك الفرصة الذهبية لانقاذ البلاد من جميع الازمات والعودة بها الى بر الامان من خلال قيادته لهذا الفريق الذي يضم مدربين مخضرمين اكثر من اللاعبين الشباب فليس امام هذا الفريق الا الفوز ؛وان فشل (لا سامح الله)فان احداً منهم لا يستطيع ان يرفع راسه ويقول كلمة واحدة؛وسيتحملون نتيجة الفشل القاسية على العراق باجمعه ولكي نضمن الفوز ماعلى رئيس الفريق الا ان يكون واثقاً من ان اللعب مع الكبار ليس ممنوعاً في جميع الاموال وعليه ان يبدا فحطة الهجوم واستغلال الوقت وطرح القوانين العسيرة لمناقشتها ومصادقتها وعندها سيحتفل العراقيون برئيس الوزراء العبادي كونه قائد الفريق مثلما يحتفل الفريق الفائز لحظة انتهاء المباراة.وما اسعد هذه اللحظة على العراقيين جميعاً .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب