في اليوم السادس من كانون الثاني ، يوم جيش العراق وعيده الأغر … جيش المآثر والبواسل والأباة السمر …
أكتب لك سطورا ً وكلمات ٍخضر ٍ بلون السلام وأغصان الزيتون فإقرأ ما أود أن تقرأه وإمنحني قليلاً من وقتك .
الإسلام دين الصلاح والهدى والتسامح … ولنا ولكم في نبي الرحمة ورسول الإنسانية محمد ( ص ) أسوة حسنة …
الكل يدرك أن العفو العام لم يكن من صلاحيات رئيس الوزراء وذلك ما نعلمه ، أما العفو الخاص ففيه وجهة نظر أخرى وأنت قادرٌ عليه بلا شك وأنت أهلٌ له ووفق القانون .
ألا ترى يا سيدي أنه قد آن الأوان – وبهذه المناسبة الجليلة – أن تلتفت إلى من يقبع خلف القضبان من قادة هذا الجيش الذين لم يألوا جهدا ً في بنائه وخدمته ولم يقترفوا ذنبا ً إلا كونهم جنودا ً كان عليهم ما على كل جندي في أي ٍمن جيوش العالم ، وتلك هي الجندية الحقة في كل زمان ومكان …
ألا ترى يا سيدي أن السنين التي أمضاها هؤلاء النخبة في السجون كافية لعقابهم (إن كان هناك من ذنب ٍيؤاخذون عليه)؟ أفلا آن الأوان أن تهدي أم الربيعين أحد أبنائها البررة والحدباء سلطانها … أفلا تهدي صلاح الدين والدور صابرها ورشيدها وإخوته ؟؟ أفلا تهدي الأنبار من فارقها وفارق أهله فيها لسنين مرت ، وقد كان الجميع ضحية سياسات ساقتهم إلى مكان ٍ ليس مكانهم ولا يليق بمسيرتهم وتأريخهم .
والله إنها مناسبة نادرة أن تطفيء نارا ً بـ (جرة قلم ) … والله سيكون لك فيها أجرٌ وستكون مأثرة سيذكرها لك التأريخ بكل فخر وأنت الآن ولي أمر الرعية .. والأمر كل الأمر بيدك …
والله ستفاجيء أهلنا وأهلك في المحافظات التي تنتفض الآن لسبب ٍ أو لآخر … والله سيكون ذلك ما يطفيء نار الفتنة التي ربما ستكون سببا ً في تدمير العراق ومستقبله … سترى ما يكون عليه أبناء الموصل وصلاح الدين والأنبار عندما يطأ الأرض فيها أبناؤهم يوم السادس من كانون وهم أحرار ودون سابق موعد كهدية ٍ قيّمة … والله يا سيدي ستضمن حب وإحترام شعبك وأهلك بدلا ً عما يشعرون به أزاءك ، وستزرع الفرحة والسعد في قلوبهم في أمر ٍ لم يكونوا قد توقعوه في ظرفٍ عصيبٍ قاهركالذي يعيشه العراق الآن.. فهل أنت فاعله ؟ والله إنها كلمات من القلب ، من ناصح ٍ نصوح ٍمتواضع يريد الخير لك وللعراق … إنها واحدة من عوامل ومقومات ترسيخ المصالحة الوطنية التي يسعى لها الجميع ، ووحدة شعب ينتظر منك الكثير عبر مطالب مشروعة لم يكن تنفيذ بعضها بالأمر العسير … كن سموحاً ، والله الله في أبنائك وإخوتك … كن مؤمنا ً بهم وصبوراً على إحتياجهم ، ولا تستعجل الأمر وكن معهم لا عليهم ولا تخش في الله والحق والخير لومة لائم …
والله سيتغير كل شيء لصالحك ولصالح بلدك إن أنت نزلت عند رغبة أهلك ونفذت لهم ما يطلبون بتواضع ووازع ٍ من خير وضمن ما إستطعت إليه … يقولون عنك أنك طائفي … قل لهم أنك لست كذلك وأنك إبن النجف والأنبار وكربلاء وصلاح الدين والبصرة ونينوى وكل محافظات العراق … وإنك إبن كل أهلك على إختلاف مشاربهم ومذاهبهم وأطيافهم وقد نذرت نفسك وجهدك لخدمتهم جميعاً دون إستثناء … وذاك ما يُعلي مقامك .
لم أكن واعظاً يا سيدي وما أنا كذلك ، ولكن الله الله بهم وبالعفو عند المقدرة ، ورفقاً بالدماء … رفقا ً بالدماء ، وكفى دماء .
إحترامي لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..