23 ديسمبر، 2024 9:36 ص

السيد الوزير….اريد حلا…! السيد الوزير….اريد حلا…!

السيد الوزير….اريد حلا…! السيد الوزير….اريد حلا…!

لا تستهلكون اوقاتكم بمواقف تعرفون نهايتها , واذا حسبتم  ما سرقتموه  خلال  اثنا عشر سنة عجاف قبل أن تلبسوا ثوب الواعظين وتبدأون في قراءة كتاب  الوصايا العشر التي افتى بها لقمان الحكيم على المخلوق الذي يقف أمامكم كالفأر المبلول ..لا بد أن تجعلوا لسانكم يدور بين فكيكم   اربعة اشواط ومعها الوقت الضائع والتعادل لا زال قائما وننتظر ضربات الجزاء الترجيحية التي تحسم موضوعنا…لأن بعض النصائح في هذه المباريات قد تأتي بنتيجة عكسية.
سمعت وزيرا يتكلم بلهجة رومانسية وردية مؤدبة إلى أحد الشباب العاطلين عن العمل ، كان الوزير أشبه بالأرواح الطيبة والارواح الروحانية كما هو الحال مع الخال ابو علي الشيباني التي يرشدنا بها على بعض القنوات الفضائية .. السيد  الوزير الموقر  يلبس بدلة سوداء وربطة عنق حمراء اي لباسه الرسمي البروتكولي المعتاد ووجهه يشع نورا من كثرة الجلوس في الظل، وهو نور طبيعي  لوزير يقضي ليله قائما يتفقد احوال الرعية ونهاره نائما  من ارهاق سهر الليالي ..من الفجر إلى الظهر، ومن الظهر إلى العصر حتى يؤلمه ” اذا عثرت بغلة في النعيرية ” وهو في المنطقة الجرداء…..قال  الوزير لمحمد العاطل : ” لماذا لا تعمل يا ابني، ألا تعرف بأن العمل عبادة وشرف وكرامة  ومن لا يعمل لا شرف له ؟.
رد  محمد يائسا : لم أجد عملا يا سيدي الوزير…! اعتدل  الوزير في جلسته كأنه اكتشف سر القنبلة النووية وتافف قليلا : انتظر واصبر لنرى ما تخبيه لنا موازنة الدولة من وظائف شاغرة…وننظر في امرك ,اعتدل  محمد هو الآخر في جلسته ورد بتعب,أنا معي بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة بغداد وارى ان التعينات محجوزة سلفا للاقارب والاصدقاء واصحاب الوساطة المحاصصية والتي اعني بها الطائفية في التعيين لحد النخاع ,تغير لون  الوزيرمن الأبيض إلى البرتقالي ..وتذكر بأنه لا يحمل أكثر من  شهادة الابتدائية وهي الاخرى مزورة من سوق الشهادات العالمي في عصرنا الاغبر  ومن ” سوق مريدي ” الشهير صاحب الفضل الكبير على كثير من الساسة الذي كانوا في ايامهم السودلا يعرفون الخلدونية  منهم  قصابا او بائع للطماطة والبصل ليكون وزيرا ومستشارا فذ بقدرة قادر ,والعمل ليس عيبا وانما عبادة كما رددها السيد الوزير” حفظه الله ورعاه “.
ثم انفجر فجأة في وجه  محمد المسكين .. شهادات هذه الأيام لا تساوي شيئا خاصة شهادات الجامعات العراقية والمدراس لان فيها دور اول وثاني وثالث ورابع وزحف اي نجاح “بلاش ” وكثرة العطل وعدم اكمال المناهج الدراسية وسرقة وبيع الاسئلة مثلا.
رد  محمد في قرارة نفسه “لكن العلم عبادة  وشرف يامعالي الوزير كما اسلفتم  ! واصل  الوزير نصائحه بعد أن استعاد ثقته بنفسه وبعد أن مسح بشهادات الجامعات  جدار الحمامات ومطابخ الاقسام الداخلية , واردف قائلا   : الدولة غير مسؤلة عن توفير فرص العمل وهي تمر بازمة مالية وعليك ان لا تنظر الى الدولة لكي توظفك  لان الدولة تمر بتقشف وديون صعبة وعليك بالسعي والبحث عن الرزق بدل الكسل الذي أنت فيه، أبواب الرزق مفتوحة لمن يطرقها…هل جربت السفر إلى الخارج، لماذا لا تهاجر الى اوربا  ؟ مثل ما فعلها اصحابك من الشبان ,هل تخاف من الغرق او ماذا…..ألا تعلم بأن السفر والهجرة عبادة؟.
أخرج  محمد من جيبه جواز السفر، ثم قال ” جربت كل السفارات الموجودة في العاصمة بغداد  لا توجد واحدة قبلت أن تمنحني التأشيرة، أما سفارتي أمريكا و بريطانيا فلقد هاجمني حرس السفارتين بالرصاص قبل الاقتراب منهما، بدعوى مكافحة الإرهاب ، ثم سلموني إلى  شرطة مكافحة الارهاب في المنطقة الخضراء ” المقدسة ” التي بهدلتني ولم تفرج عني إلا بكفالة ضامنة .
رد  الوزير بعنف واستهزاء هذه المرة ,وما الذي يجعلك تسافر إلى بلاد الكفر، بلاد المسلمين والعرب واسعة ورزقها وفير وزارها قطار الربيع العربي ووقف في عدة محطات عربية ,ضحك الشاب ساخرا : بلاد المسلمين والعرب ، العراق واليمن ولبنان ومصر وسوريا والسودان والأردن وفلسطين,قاطعه  الوزير قائلا الم تقرا في الابتدائية وفي درس الوطنية الغائب عن المدارس ” بلاد العرب اوطاني ” كيف انهيت الدراسة ايها البكالوريوس ولم تعرف شيئا عن وطنك العربي واللحمة العربية شيئا  ,بكى متنهدا على يوم ولدته امه في هذا الوطن الضرير ومسح محمد دموعه التي فاضت من كثرة الضحك ثم قال  له الوزير بعد ان تنحنح وشرب سيكارة ” مارلبورو ” غير المشمولة بالضرائب لان صاحب الشركة من (المعاميل ) وارتشف قليلا من استكانة من الشاي البغدادي ” ابو الهيل ”  يا ابني ليس شرطا أن تسافر إلى الشرق الأوسط ، اذهب إلى الى المانيا وهناك ستجد عمة لك وهي ” الحاجه ميركل ” فهي فتحت بيتها ومزرعتها واتحادها الاوربي للاجئين ,هناك يسر الله لهم النعم وفتح عليهم أبواب الخير.
رد محمد بادب ساخرا أن الحصول على تأشيرات أمريكا و بريطانيا  والمانيا أصبحت أسهل من الحصول على تأشيرة سفر الشقيقتان السعودية وقطر داعمتا الارهاب “وداعش “والحركات الظلامية في كل العالم ,كان الرجل يركب  حصانا ويسافر من  العراق إلى  مكة ويقضي فريضة الحج، والآن يجب أن تعمل بهلوانا وتقف على شعر رأسك حتى تمنح لك تاشيرة الحج” من باني مجد الحج والحجيج” الشيخ البواسيري ” قدس الله مسعاه ,وهذه حلول البطالة لدى الوزراء في العراق ……!