بعد مرور ما يقرب من عام وتسعة اشهرعلى تولي السيد محمد عبد الجبار الشبوط لادارة شبكة الاعلام العراقي ، كيف يمكن لنا ان نقيم عمل هذا الرجل الذي جاء بعد فترة اضطراب وعدم استقرار للشبكة على الصعيدين الاداري والتنظيمي على يد كل من المديرين السابقين عبد الكريم السوداني وقبله حسن الموسوي
لقد تهيأتْ لل(الشبوط) من الظروف العامة والخاصة ما لم تتوفر لسواه من المديرين السابقين جميعا من ( جلال الماشطة) مروراً ب(حبيب الصدر) الذي كان يحلق بشبكة الاعلام العراقي من خلال جناحين كبيرين هما (المجلس الاسلامي الاعلى ) و(التيار الصدري) بما عُرف عنه من انتساب وصلة دم وعلاقة قربى بكل من (عمار الحكيم) و(مقتدى الصدر)
جاء الشبوط الى موقع المدير العام لشبكة الاعلام العراقي من موقع ادنى سابق وهو انه كان يشغل منصب احد اعضاء هيئة الامناء ايام كان عبد الكريم السوداني مديرا عاما للشبكة ، وقد وفرتْ عضوية الشبوط لهيئة الامناء معرفة ودراية بتفاصيل دقيقة ومهمة عن عمل الشبكة ومؤسساتها الاعلامية والفنية العاملة ؛ لذلك حينما دخل (الشبوط) الى مكتب المدير العام بعد خلوه من عبد الكريم السوداني وجد الطريق امامهُ مفروشا بالزهور ولكن ماذا فعل الشبوط بعد ذلك؟
الجانب المهم الذي ُجيرَ لحساب الشبوط هو الزيادة الكبيرة والخيالية في الرواتب التي تحققتْ لموظفي شبكة الاعلام العراقي بكافة دوائرها ومؤسساتها وهي الزيادة التي مازالت موضع جدل ونقاش حول الكثير من حيثياتها فالكثير من الادلة والبراهين تؤكد ان الامر الديواني او الوزاري الخاص بهذه الزيادة قد حصل ايام عبد الكريم السوداني الذي احجم عن تنفيذ هذا الامر لتخوفه مما قد تتركه هذه الزيادة من تعطيل للكثير من اعمال الشبكة نتيجة تقاعس وخمول وامتناع موظفيها من الاداء الاعلامي فيما لو تم صرف تلك الزيادة للموظفين مقابل الغاء الاجور التي يتقاضونها لقاء القيام بواجاباتهم الوظيفية وهو اشكال كبير لم يستطع السوداني من مواجهته فابقى الوضع على ما هو عليه طالما ان ابقاء الامر على هذه الحال ليس فيه ما يعكر من اجواء الفساد الاداري والمالي والفني الذي بدأَ السوداني يتخبط فيه بعد أن قرَّبَ ، وابعد ،َ واقصى ، وهمّش ، واخذ ، واختلس ، واخيرا انتهى بفضيحة فساد كبرى ما زال يدفع فاتورة حساباته الخاطئة والفاسدة حتى اليوم من موقع اقامته في اربيل عاصمة كردستان
في نهاية الامر امر الشبوط باطلاق الزيادة الكبيرة والخيالية في رواتب الموظفين مقابل الغاء نظام الاجور الذي كان معمول به سابقا ووجد الموظفون في هذه الزيادة ما يحقق طموحاتهم في استقرار مادي كبير وان خسروا بالمقابل مبدأ تساوي الجميع في مخصصات الخطورة العالية والتي تحققت على اثرها هذه الزيادة الكبيرة في الرواتب حيث لم تراعِ هذه الخطورة مسألة الفروقات الكبيرة بين الاعلامي وساعي البريد ومنظف الخدمات والمسؤول الاداري والمراسل الاخباري وموظفي مكاتب الشبكة العاملين في خارج العراق
تحققت الزيادة الكبيرة في رواتب الموظفين وجيُرتْ بوصفها انجازاَ وكسبا ً كبيراً باسم الشبوط الذي تباهى وتعجب بنفسه لكن ماذا فعل بعد ذلك خاصة وانه يعرف عن الشبكة الكثير وخاصة العمود الفقري المتمثل بمجموعة المدراء الذين يمسكون بمناصب مهمة في دوائر الشبكة ومؤسساتها وهنا بالذات تبينتْ عدم مهنية الشبوط الاعلامية بالدرجة الاساس وكذلك عدم موضوعيته وحساباته المغلوطة وتخبطه وجهله التام والمطبق بالكثير من المسلمات الادارية ، اما اذا تحدثنا عن الجانب الفني الذي ينطوي عليه عمل الشبكة وخاصة في القنوات الفضائية التلفزيونية التخصصية التابعة للشبكة مثل قناةالفرقان(التي تحولت او حولها الشبوط الى القناة العراقية الثانية فضاعتْ هويتها المميزة فلا هي الدينية ولا هي القناة العامة فاصبحتْ بذلك مثل الغراب الذي اضاع المشيتين ، والغراب الذي ضربنا به مثلاً هو ( سميرة جياد) فمن تكون سميرة جياد هذه لتكون غرابا نضرب به مثلا ، حسناً لنؤجل هذا المحور الى وقت آخر لننتقل الى محور اخر لا يقل اهمية وخطورة في الجانب الاعلامي والصحفي على وجه التحديد والمجال الصحفي هو المجال الذي عرف به الشبوط في السنوات العشر الاخيرة التي اعقبت سقوط الصنم الصدامي البغيض لنتعرف من خلاله الى انجازات الشبوط فيه واول انجازات الشبوط في هذا المجال هو الاطاحة بالاعلامي المعروف عبد الستار البيضاني وازاحته عن منصبه المزدوج الذي حصل عليه بوصفه رئيس تحرير مجلة(الشبكة العراقية) ورئيس تحرير جريدة (الصباح ) في وقت واحد قبل ان يستقر به المقام كرئيس تحرير جريدة الصباح فقط وتذهب رئاسة مجلة ( الشبكة العراقية ) الى … حليم سلمان …..
تمت الاطاحة برئاسة تحرير جريدة(الصباح) على اثر الموقف الوطني الشريف لعبد الستار البيضاني ازاء ميناء (مبارك) فانحاز ( الشبوط ) الى كويتيتهِ المعروفة في حين انحاز البيضاني الى عراقيتهِ المعروفة فخذلهُ رئيس الوزراء نوري المالكي ومنذ ذلك الحين وجريدة الصباح خالية من رئيس تحرير وهي الجريدة الرسمية للدولة .
وسوف نتوقف عند هذه النقطة في الجزء الثاني من هذا الموضوع