23 ديسمبر، 2024 9:17 ص

السيد المجاهد أبن العراق وبابل جواد العذاري في ذمة الله شهيدا

السيد المجاهد أبن العراق وبابل جواد العذاري في ذمة الله شهيدا

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” – قرأن كريم – قدمته بعض المواقع المغرضة على أن قياديا في حزب الدعوة ألآسلامية تم أغتياله ؟

وهذا التقديم معروفة دوافعه , لآن الذين عملوا بأسم حزب الدعوة بعد 2003 وشاركوا بسلطة ألآحزاب الفاشلة لم يكونوا دعاة بالمعنى ألآصطلاحي , وأنما كانوا طلاب مناصب وحواشي سلطة فاسدة بأدارة أمريكية لاتريد للعراق خيرا .

والذين سارعوا لآستغلال فضاء الفيسبوك وعلقوا على خبر أغتيال المرحوم العلامة الجليل  العربي العراقي أبن محافظة بابل  السيد  جواد العذاري , فذهب طيش بعضهم الى أعتباره فارسيا وهو ليس كذلك لا من باب التفاخر بألآنساب , وقد قال خاتم ألآنبياء والمرسلين “ص” : كلكم لآدم وأدم من تراب ” وقال “ص” : أتوني بأعمالكم ولا تأتوني بأنسابكم ” وسنسمع ونقرأ مزيدا من التعليقات التي يعبر أصحابها عن عقد طائفية وأخرى نفسية مجبولة على الجهل والسقوط ألآخلاقي .

وأقول للقراء ولمن يحترم عقله ويعرف حقوق الوطن وواجبات المواطنة في مواجهة العراق للآرهابيين  التكفيرين , ولا أقول لآصحاب التعليقات المريضة لآنهم مردوا على النفاق والجهل والحماقة , أقول للقراء والمتابعين : أن السيد جواد العذاري : هو عراقي عربي من محافظة بابل , والسادة العذارين معروفين بعروبتهم وبشجرتهم الكريمة التي تتصل نسبا بالهاشميين من ذرية السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله “ص” وريحانته التي سماها بسيدة نساء العالمين ,  ومن ذرية ألآمام علي بن أبي طالب “ع” الذي سماه رسول الله “ص” : ” سيد ولد العرب ” وقال “ص” عن نفسه الكريمه بأنه ” سيد ولد أدم ” .

تدرج السيد جواد العذاري في دراسته الحوزوية في النجف ألآشرف وكان له شرف التلمذة على يد الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر , ونتيجة حسه ألآيماني وطبعه الموصوف بالوقار ورغبته المبكرة لخدمة ألآسلام أنتمى لحزب الدعوة ألآسلامية , وكان رحمه الله طيلة وجوده في الحزب يميل الى المثابرة والعمل الجاد لخدمة الناس والمجتمع مع تواضع جم وعصامية يعرفه بها كل من تعامل معه سواء في المناطق التي عمل بها وكيلا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر , أو في الحوزة وعلاقته بالطلبة وألآساتذة , والسيد جواد العذاري ككل الدعاة الذين تعرضوا للآضطهاد في زمن حكم عصابة صدام حسين التي دمرت العراق وحطمت منظومة القيم ألآجتماعية , أضطر للهجرة خارج العراق , ولآن غالبية المجاهدين والمهجرين قسرا كانوا في أيران , لذلك عزم السيد على أن يكون مع أبناء شعبه المظلومين في أيران , وعندما أندلعت حرب صدام ضد الجمهورية ألآسلامية الفتية بتوجيه من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبتمويل من حكام السعودية والخليج الذين أعتبروا منحهم لصدام ديونا على الشعب العراقي وهو عار من عارهم  المخزي تبعاته التي أنتهت بما يسمى عاصفة الحزم لقتل الشعب اليمني الفقير وتدمير بلاده .

والسيد جواد العذاري المعروف بشيمته العراقية وبثقافته ألآسلامية وجد أن من مسؤوليته أن يكون مع المجاهدين الرافضين للظلم وألآستعباد , فألتحق مع أخوانه مبلغا ومرشدا وموجها ومقاتلا في سبيل الله في جبهة الحق , وعندما سقط طاغوت صدام حسين رجع الى العراق داعيا ومبلغا وناشرا للوعي والثقافة ألآسلامية , وعندما أندلعت المواجهات ألآرهابية في العراق , وجد السيد العذاري مكانه الطبيعي في مواجهة عصابات ألآرهاب التكفيري بكل الوسائل الشرعية , وعندما أصدرت المرجعية في النجف ألآشرف فتوى الجهاد الكفائي في العراق لمواجهة عصابات داعش , كان السيد جواد العذاري من المبادرين لتوجيه وقيادة الحشد الشعبي بفهم ألآسلامي بعيدا عن الحزبية والطائفية , فلم يكن عمله الجهادي محسوبا على حزب , وأن كانت علاقته التاريخية بحزب الدعوة , ألآ أنه لم يكن راضيا على أعمال وتصرفات من أساءوا في الحكم والسلطة لحزب الدعوة الذي أصبح مظلوما كظلامة الشعب العراقي  , ولذلك تعرض قبل سنتين لمحاولة أغتيال في النجف وأصيب بجروح تم شفائه منها , لذلك كانت محاولة أغتياله ألآخيرة هي سلسلة من محاولات فاشلة لالشيئ ألآ لآن السيد جواد العذاري لم يكن طامحا بسلطة ولم يحط نفسه بما أحاط غيره نفوسهم بالحواشي , ولم يكن من أصحاب ألآمتيازات , كان متواضعا عاش بسيطا فقيرا ومات فقيرا , ولكنه كان غنيا بعقله وغنيا بدينه و بنفسه التي لاتعرف ألآ ربها , وقبل أيام من شهادته أتصل بي هاتفيا وأتفقنا على لقاء في بيتي ولكن شاءت ألآقدار أن يرحل مضرجا بدمائه كما أرتحل من قبله أئمة أهل البيت شهداء هذه ألآمة وكما أرتحل الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد عبد الصاحب دخيل والشهيد محمد هادي السبيتي والشهيد عارف البصري والشهيد نوري طعمة والشهيد حسين كاظم جلوخان والشهيد المهندس كاظم الحسيني وعادل القويزي  وحسين مرجان وصفاء علوش وهم من أبناء مدينة السيد جواد العذاري ” الحلة الفيحاء ” مدينة ألآمام الحسن المجتبى كما سماها المؤمنون من أهالي الحلة ومن العاملين في العتبة الحسينية والعباسية   , وهؤلاء جميعا يبرئون مما جنت أيدي ممن خدعتهم السلطة وأفسدهم المال وباعوا أخرتهم بدنياهم مما جعل الناس تشمئز ممن يدعي ألآنتماء للآحزاب الدينية , لقد رحل السيد جواد العذاري الى الدار ألآخرة ولم يترك عقارا ولا ممتلكات ولم يكتنز مالا , ولم يتعامل بغطرسة وتكبر كما فعل البعض ممن هم دون منزلته العلمية ودون مستوى تاريخه الناصع بالجهاد , نم قرير العين يا أخي جواد فقد وفيت وأديت ما عليك فهنينا لك وجمعنا الله وأياك في جنة النعيم.