تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار، تمثل قرارات جريئة وانجازات كبيرة لحكومة السيد الكاظمي الفتية، تمثل زخماَ إعلامياَ ايجابياَ له ولحكومته.. لكن الحقيقة إنها عبارة عن مجموعة من الأخبار الإعلامية الكاذبة، توجد عدة فرضيات لتفسيرها، منها: قد تقف وراء هذه الأخبار ماكنة إعلامية داعمة للسيد الكاظمي تعمل على تلميع صورته، وكسب الدعم الشعبي له. أحزاب وجهات سياسية متنفذة، تنشر مثل هذه الأخبار، كبالونات اختبار ومجسات للشارع العراقي، أو لخلق حالة من التفاؤل، وجعل طيف واسع من الشعب العراقي يذهب بعيدا في أمنياته وأحلامه، ثم يصاب بالصدمة الكبيرة، عندما يعجز عن انجاز ولو الجزء اليسير من هذه الأمنيات. أو إن كل ما ينشر ، أمنيات وأحلام لشعب عانى من حكم طبقة فاسدة، أهلكت الحرث والنسل، ويتأمل خيرا بالحكومة الجديدة، ولأنها جاءت بعد ضغط جماهيري، وحراك شعبي كبير، أعطى المئات من الشهداء والجرحى من اجل الإصلاح.
إن تحميل حكومة السيد الكاظمي كل هذا العبء لإصلاح كل هذا الخراب المتراكم، من عهد الطاغية إلى الآن، هو أمر مجافي للمنطق وقراءة مغلوطة للواقع العراقي، وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشأن، هو تلاعب بمشاعر الشعب العراقي المظلوم، وعملية تسطيح للمشكلة العراقية المأزومة والمستعصية. وبغض النظر عما يمتلك السيد الكاظمي من نزاهة وعزيمة على تغيير جزء من الواقع العراقي المرير، وهذا واضح في بعض ملامح شخصيته، إلا أن الصفقة التي جاء من خلالها كرست مهامه، بضبط الوضع الأمني، والتحضير للانتخابات القادمة فقط لا غير، لوجود عدة محددات، منها :
1- الصراعات والتجاذبات، بين القوى السياسية العراقية، للهيمنة على القرار السياسي العراقي، والحفاظ على مكتسباتها وجمهورها.
2- مافيات الفساد الإداري والمالي، وتغلغلها في مؤسسات الدولة العراقية، والتي ستعمل على منعه من إحداث أي تغيير في الوضع القائم، وستضع العصي في دواليب أي حركة إصلاحية.
3- الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها العراق، بسبب انخفاض أسعار النفط وجائحة كورونا.
4- الصراع الدولي والإقليمي، الذي أصبح العراق إحدى ساحاته المهمة، وفشل كل رؤساء الحكومات السابقة على احتواء سياسة المحاور، ومسك العصا من المنتصف، والتي أطاحت من قبله بالمالكي بعد أن اتجهت بوصلته إلى إيران، ثم بالعبادي بعد أن أصبح أمريكي الهوى، وعبد المهدي وميله للمحور الإيراني وصفقة الصين.