نحن لانبحث في النوايا ، لانها ليست من مفردات علم السياسة ، ولان النوايا تقع خارج ضوابط ادارة الدول ، ولان ما تفعله الحكومات هو ما يهم المراقب السياسي، وما فعلته حكومتكم بالأمس من قتل وجرح للمتظاهرين هو بمثابة مقدمة لمنهج اسقر عليه النظام السياسي العراقي بعد عام 2003 بغض النظر عن توجه هذه الكابينة او تلك ، وهو توجه على ما يبدو لا يتحمل مسؤوليته أحد مهما تبدلت الوجوه ، إنما يظل الضحية هو من يطالب بالكهرباء أو الماء ويظل صاحب الحق في بلاده هو المسؤول عن تعكير صفو الامن لدولة يراد لها ان تكون أمنة لمن يسرق وخطرة على على من يطالب بالحقوق ،
ان ما حصل بالأمس يعود لاحتمالين لا ثالث لهما ، أما أنك يا دولة الرئيس كنت مرغما على هذا التوجه العنيف نحو التظاهرات، وإما أن تكون الجهات الفاعلة مدفوعة من كتل سياسية تريد الايقاع بحكومتكم ، وفي كلتا الحالتين انت الخاسر في معركة أعادة الدولة واجهزتها الى البدايات الصحيحة، اما ان تكون انت قد تقدمت بما تعجز عن تحقيقه واما انهم يريدونك ان تكون مثلهم ، وهنا مركزية التذكير ، اننا نعلم انك كنت لا تعلم بما هو مبييت للمظاهرات ، وأن ما حصل هو لجرك الى وسائلهم في الحكم ، وأنهم بهذا التوجه قد وضعوك في خانتهم وأصبحت وفق كل المعايير واحدا منهم لا تختلف عن من سبقوك أمام المتظاهرين ،
ان المظاهرات التي بدأت منذ ثلاثة ايام هي ردود افعال لانعدام الماء ( فاكهة الصيف ) عند العراقيين ، او انقطاع الكهرباء في درجات تتراوح بين آل 50 مؤية و ال 53 مؤية، أي انها مظاهرات مطلبية ربما حركتها الكتل السياسية المتنفذة وان مسألة ضربها تعود اليها ايضا . ولكن اين انت من عذه المعادلة .؟ أننا لا نراك الا بعد الحدث ، فالكهرباء موضوعة معروفة كوأمنها أولها الحاشية التي تحيط بالوزراء المتعاقبين وتلقنهم أسلوب السكوت وطرق المراوغة وتعليمهم كيفية الصمود بلا حراك مفيد حتى نهاية مدة الكابينة ، وهذه الحاشية تتمظهر بأشكال ومواقع متناغمة مع الإبقاء على الكهرباء لصالح المافيات والجهات الاجنبية المستفيدة من استيراد هذه الخدمة ، ألم يحن الأوان لمحاسبتهم .؟ وأقتلاعهم من جذورهم الممتدة بين أروقة الوزارة وتوابعها . الماء منشطر بين أمانة بغداد ومديريات البلدية في المحافظات ، فأمانة بغداد وفسادها بات يزكم الانوف ، فمشروع الرصافة الكبير الذي صرفت الدولة عليه أكثر من ملياري دولار لا زال لا يسد المصروف عليه ولا زالت الاطيان تصل بحرية إلى الدور ولا زالت الشحة عند أقرب المناطق إليه الا وهي مناطق شرق القناة ، والبلديات في المحافظات أفسد من الامانة فكلها خانت الامانة وحان وقت الحساب ،
ان الملفت للنظر أنكم يا دولة الرئيس بدأتم تخضعون لعملية الهائكم عن الأهداف التي جاءت من أجلها وزارتكم فتارة تغيير مدير صحة وتارة أبعاد مدير بلدية ، هذه والله تحصيل حاصل جهود الفاسدين الكبار وحان الوقت لمحاسبتهم ما دام الشارع لا زال إلى جانبكم ، وأخيرا نتمنى انك لست منهم ونتمنى أن لا تكون ضحية من ضحاياهم…