يعتبر الانسجام بين الأفكار والأفعال لدى الفرد من آثار جوانب الصدق والالتزام القيمي، فالذي يتبنى فكرة ويبشر بها ويدعو إليها سيكون صادقا ومحافظا على حالة الانسجام بين قوله وفعله فيما لو انعكست على واقعه الفعلي، أما الفرد الذي يتبنى فكرة ويدعو لها وهو غير مطبق لها فمثل هذا الشخص يعيش حالة الازدواجية في شخصيته وتباينا بين فكره وفعله وهذا هو النفاق الذي عبر عنه القرآن: لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ،
من العينات التي يغص بها المشهد العراقي التي تستفحل فيها مثلبة الازدواجية الفاضحة (النفاق)، والتباين الحاد، بين القول والفعل، هي عينة مقتدى الصدر الذي أبدع في ازدواجيته وتخبطه وتناقضاته وتقلباته التي كشفت عنها سيرته ومواقفه وسياسته رغم محاولاته المستمرة لتقمص أدوار وصفات الوطنيين والمصلحين والحكماء وغيرها من الألقاب التي يسيل لها لعاب هذه الشخصية المتلونة والمولعة بحب البروز والظهور،
فالجميع يعلم ان مقتدى يمتلك قائمة لها تمثيل برلماني ووزاري كبير وهي مشتركة وبقوة في العملية العاهرة الفاسدة التي تسبب في دمار العراق وهلاك شعبه وقد ساهمت قائمة مقتدى في تولى حكومة المالكي لدورتين متتاليتين ضمن صفقات ابرمها مقتدى مع المالكي حتى انه انقلب على حلفائه في اربيل حينما اتفقوا على سحب الثقة من حكومة المالكي الأخيرة، وغيرها من المواقع والمناصب والدرجات التابعة لمقتدى وكتلته في جميع مفاصل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق، فالحديث في هذا الجانب يطول ، وبعد هذا يأتي مقتدى ويتقمص شخصية المصلح ليحكي عن الفساد والاصلاح، وهو لا يزال حامي الفاسدين والسراق!!. وتستمر ازدواجية مقتدى ونفاقه المنقطع النظير فقد دعا اليوم في خطبة الجمعة إلى تشكيل حكومة غير مليشياوية على حد وصفه!!!، وهو (مقتدى) قائد أول وأكبر مليشيا مجرمة سفكت دماء العراقيين وتمتلك ترسانة عسكرية ضخمة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة صواريخ وراجمات ومنها صاروخ مقتدى 1 وغيرها،
لله درُّ أبو الأسود الدؤلي حينما قال:
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ