كلف السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة…وماذا بعد ، الوقائع على الارض هي نفسها ،نصف ارض العراق ان لم تكن اكثر هي خارج سلطة الدولة ، مهجرون عددهم في تزايد ، اعمال قتل ، تصفية ، اشتباكات في شوارع المدن ، قصف جوي ومدفعي يطال المدن، توقف انتاج وتصدير النفط الذي هو عصب اﻻقتصاد ، عﻻقات سيئة ان لم تكن مقطوعة بالمحيط الخارجي ،جيش بلا عقيدة قتالية ، منظومة امنية مرتبكة ، فساد مستشري في مفاصل الدولة وبمستويات عالية ، و و …، وكل هذه المعاضل والتحديات كبيرة وصعبة ، لكنها بنفس الوقت يمكن حلها ، لكن اي عاقل ﻻبد له من اﻻقرار بان السيد العبادي ﻻ يملك عصا سحرية يمكنه بها من ان ينهي كل المشاكل بطرفة عين ، وﻻبد لها من وقت وتخطيط مسبق ووعي بكل جوانبها واطرافها ، لكنها ليست مستحيلة ويمكن حلها ان توفرت النية والعمل لتفكيكها وحلها.
فما هو المطلوب ، كيف يمكن حل كل هذه المشاكل المستعصية ، وهل من سبيل للتغلب عليها بما يؤمن عدم الحاق أضرار ومآسي تضاف على كاهل المواطن العراقي الذي عانى ما عانى منذ سنة 2003 ،حتى تراءت له الجحيم بكل صورها.
ان المطلوب من الدكتور العبادي الان هو وضع خارطة طريق تشتمل على خطة التحرك التي سيعمل عليها واهمها :
1 – ان يستغل السيد العبادي اﻻرادة الدولية العريضة واﻻرادة الشعبية الداخلية ﻻعادة وضع العراق على الطريق الصحيح ، عليه ان يشعر هو اوﻻ ومن ثم يشعر الجميع بما فيهم شركاءه وخصومه ، انه انما جاء بطلبهم هم ، وان عليهم ان يسمحوا له بتطبيق خطته او خارطة الطريق التي يضعها والتي عليه ان يطلعهم عليها ويسمع اراءهم بشأنها ، واول خطواتها ان يتعاونوا معه او على اقل تقدير ان يسمحوا له بتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية تشمل جميع المكونات بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية ، وله صلاحية محاسبة اعضائها واعفائهم في حال اخلالهم بما يتوجب عليهم من واجبات ، بينما تنصرف بقية الاحزاب والكتل السياسية للعمل من خلال مجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني في مراقبة عمل الحكومة ، وهذا ﻻ يمنع من تكوين جبهة معارضة داخل مجلس النواب لتصحيح عمل الحكومة .
2- الاتصال السريع بجميع الاطراف من سنة واكراد وشيعة وتركمان ومسيحيين وايزيديون وشبك و صابئة داخل مجلس النواب وخارجه والاستماع لممثليهم الحقيقيون وليس اولئك الذين يعملون لمصالحهم الخاصة او الذين استجمعوا حولهم مجموعة من الناس بحكم امتﻻكهم للمال ، وتطمينهم والتشاور معهم في حلول المشاكل التي تعاني منها مدنهم ومناطقهم.
3 -اصدار عفو عام يشمل الجميع عدا من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وهوﻻء يعرضون على المحاكم باسرع وقت لحسم قضاياهم .
4 – اعطاء قيادات المناطق السنية من الحركات السياسية الحقيقية وشيوخ العشائر وقادة الجيش العراقي السابق والحالي ورجال الدين والشخصيات النافذة والمؤثرة كل حسب منطقته الدور اﻻول ودعمهم في توفير اﻻمن واﻻستقرار ، وتوفير احتياجاتهم.
5 – حل جميع الاشكالات العالقة مع اقليم كردستان وفق الدستور والقوانين المتفق عليها .
6 – تعويض جميع العراقيين باعتبارهم كلهم متضررين وتوفير العيش الكريم لهم وفق خطة خاصة.
7 – انشاء ( هيئة عليا للعناية بالطوائف ) تاخذ على عاتقها الاعتناء بالطوائف المختلفة والتقريب بينها وبيان ايجابياتها ومحاربة التصرفات الطائفية الهدامة والضارة بلحمة واندماج الشعب العراقي.
8-اطلاق سراح قادة الجيش العراقي السابق باعتبارهم عراقيون وطنيون انما كانوا يؤدون واجباتهم.
9- الغاء قانون المساءلة والعدالة واعادة دمج البعثيين في المجتمع العراقي وفسح المجال ليكونوا ضمن الحركة السياسية وليكونوا تحت مظلة القانون.
10 -تشكيل لجنة بالاتفاق مع باقي الحركات السياسية والشخصيات الدينية والوطنية والعشائرية لاعادة كتابة الدستور وعرضه امام الشعب ﻻقراره ، وبعدها وعلى ضوء الدستور الجديد وما استجد من وضع جديد يتم النظر في امكانية اقامة اقاليم سبق ان طالبت بها بعص المحافظات والتي قد تصرف النظر عنها اذا ما وجدت ان اسباب المطالبه بها قد ازيلت.
11 – اﻻنفتاح على العالم واقامة عﻻقات متوازنة ومتينة تقوم على اساس التعاون والمصالح المتبادلة ، واﻻبتعاد عن محاور الصراعات وخصوصا اﻻقليمية منها.
12- التوصل الى اتفاقات امنية مع الدول المؤثرة بما يضمن توفير امن البلاد ضد اي غزو خارجي لحين اعادة تكوين جيش عراقي وفق عقيدة قتالية تستند على الدفاع عن العراق بعيدا عن الطائفية والتبعية لجهات سياسية او دينية او شخصية ، ﻻ تتدخل في الصراعات السياسية.
والله من وراء القصد.