الاحزاب الاسلامية لم تقرأ تأريخ العراق جيدا لذا ارتكبت الكثير من الاخطاء فالأنظمة الحاكمة تتهاوى عندما تختار لحياتها البذخ على الملذات ويستشري فيها الفساد والرشا والمحسوبية حي تساهم كلها في خلق طبقة مترفة تنعم بثروات ومقدرات الشعب وطبقة معدومة تكاد يقتلها ضنك العيش …بعد حكم 13 عام جاهدت الاحزاب والكتل في تكريس السباق المارثوني بينها تجلى ذلك في من يستحوذ على المال العام ومن يفوز بأكبر عدد من العقود وتمادوا اكثر عندما استنبتوا لهم اذرع عسكرية لاستعراض مفاتن قوتهم وإرهاب المواطن أي تكميم للافواه بدون عصا وكذلك ولادة هيئات اقتصادية لكل حزب متخصصة بالنهب والخمط والشفط فالمفزع في الامر آلت اليها سطوت الحكم ومصدر القرار والمواطن يأتي بتسلسل اجنداتهم واهتماماتهم بالمرتبة الأخيرة
بأسم الله حكموا وفسدوا وبأسم الله توكل شباب العراق بثورة حرة غاضبة غير مسيسة تهدف الى اصلاح العملية السياسية وتقويمها بعد ان جنحت سفينتها .. الثوار لهم مطالب شعبية مشروعة حضيت بدعم جماهيري كبير واسناد ودعم من المرجعبة لتلبيتها اما المماطلة والتسويف يولد التذمر وتوسيع دائرة الاحتجاجات وسيرتفع سقف المطالب وتنتقل التظاهرات بشكل طبيعي الى تظاهرات يومية ومن ثم الاعتصامات التي ستسقط العملية السياسية برمتها ..
ذكرت سابقا ان السيد العبادي رغم دعم الشارع والمرجعية له ليس بمقدوره تقديم افضل مما قدمه . فالكرة الان في ملعب الاحزاب والكتل عليها تصلح عقولها وتعترف ان الزمن ليس لها اليوم .اما اصلاح حالها بما يتماشى مع متطلبات التغيير او مواجهة مرتقبة مع الشعب .
فالاصلاحات السطحية يعني تفاقم للازمة لان الشارع وعى مايريد وممن يريد السيد العبادي محكوم للاحزاب الحاكمة وليس بيده ادوات التغيير وهذه حقيقة وليس بمقدوره قيادة ثورة تصحيحية لان ما تملكه الاحزاب من قوة مالية وعسكرية لايملكها السيد العبادي لذا سيكون مجبرا لتلبية رغبات الاحزاب في اصلاحات لاتغني ولا تسمن من جوع ..
الدعوة الى السيد العبادي اذا كان لك القدرة في التغيير اعلن اصطفافك مع المتظاهرين وقم بتغيرات جذرية ملموسة وان لم تكن قادرا فالاستقالة شرف عظيم ..الشباب قادمون والاعتصامات تلوح في الافق وهذا يعني لا عودة الى البيوت قبل رحيلكم وغير مأسوف عليكم.