23 ديسمبر، 2024 12:26 ص

السيد العبادي : لا تفوت قضية ابو غريب هذه المرة كما فعل المالكي

السيد العبادي : لا تفوت قضية ابو غريب هذه المرة كما فعل المالكي

كان من اخطر ما حدث في العراق خلال السنوات الاخيرة هو عملية اقتحام سجن ( ابو غريب ) سوجن التاجي وتهريب اكثر من الف معتقل من عتاة المجرمين والارهابيين في تموز عام 2013 ، في العملية التي يسميها داعش ( هدم الاسوار ) والتي وفرت الشرذمة الأولية لعناصر داعش في العراق ، ومن ثم جرى بعدها إسقاط عدة محافظات عراقية ما زلنا ننزف الداء لاجل تحريرها حتى الان .
سلفك المالكي فوت الفرصة حينها ولم يحاسب او يعاقب من تسبب او تقاعس او تواطأ في العملية آنذاك ، فكانت الكارثة التي ما بعدها كارثة ، والتي تكررت بسبايكر ومذبحة ألاف الجنود وهروب الجيش العراقي امام داعش .
السيد العبادي .. كانت حادثة عام 2013 بداية الكارثة ، واليوم تتكرر ولا احد يتحمل مسؤولية قدوم العشرات من داعش الى ( ابو غريب ) مرة ثانية قبل يومين ، والاستيلاء على مواقع مهمة ومحاصرة عائلات ، وقتل واصابة عشرات الجنود .
ولاني لست مختصا بمعالجة ما جرى ولكن لي رأيا بما جرى ، أقول لسيادتك اضرب بحديد هذه المرة ، فهذا اول الفساد المجرم ، واكاد اجزم انه لولا تواطؤ وخيانة حدثت لما تسلل الإرهابيون الى ( ابو غريب ) مرة أخرى واستهانوا بقواتنا المسلحة وهاجموها .
ومن الواضح ان التنسيق بين عملية الشعلة ومدينة الصدر وابو غريب واضح جدا ، ويكاد ان يكتشفه الغبي والحليم ، ولهذا فان أرواح الناس ليست لعبة ، وتكرار الكارثة غباء مقصود ، والاعتماد على بضعة ضباط يزخرفون القول للنجاة لم يعد أمرا يمكن السكوت عليه ، فتكرار المحاولة يعني ان في الأمر ريبة ، والأصوات التي تشجع على تصعيد شحنات الطائفية واضحة لا حاجة لسماعها لأنها تصم الآذان ، وتتكرر يوما بعد اخر .
السيد العبادي .. لست هنا في موضع التحريض بل موضع التنبيه ، ومع الهجوم على الفلوجة لتحريرها وبدء معارك الموصل قريبا ، ستتكرر مثل هذه الأفعال الدنيئة عشرات المرات وفي مواقع اخرى ، فاستبق الأمر ولا تتردد ، فان تردد صاحبك المالكي هو الذي أوقعنا بهذه المصيبة السوداء .
ان المعركة لم تنته ، وما زالت في قمة براكينها ، وسرقة الانتصارات والتضحيات سوف تتكرر ، بمثل هذه العمليات ، وأول ما تقوم به هو ان تثق بالعراقيين شعبك ، لا بأشخاص محددين ، واخرج من سلسلة ان المقربين أوثق ، وابحث عن المخلصين ، وضع معيار الوطنية والخبرة والإخلاص فوق كل معيار ، وصدقني ان هناك من تعتقد أنهم من المقربين يفرحون مثل هذه الجرائم لانهم يودون انكسارك وفشلك وجرحك ، ليرفعوا أعلامهم وأصواتهم النشاز .
أود القول لسيادتك حضرة الدكتور العبادي ، إن أسوأ ما تابعته في حادثة مدينة الصدر وابو غريب هو اعلام الحكومة الضعيف المهزوم المأزوم ، وتشتت الموقف السياسي بمعارك جانبية ، حول التعديل الوزاري ، و مشاركة الحشد الشعبي في معارك الموصل ، وتصريحات بعض السياسيين التي تحاول خلط الأوراق .
السيد العبادي ..  وانا اكتب إليك اكاد اشتعل نارا ، وأتناثر شرارا ، لطول بالك ، ومعالجتك التي لا تسمن ولا تغني ،  فالزيارات التي تقوم بها تمثل شيئا مهما بعد الحادثة ، ولكن القرار الحاسم لم يدر في خلدك ، والا فما معنى  ان يحدث ما حدث ويبقى المسؤولون الامنيون في أماكنهم ، وكأن شيئا لم يحدث ، ولماذا تبقى القطعات ذاتها في مناطق سبق وان فشلت فيها لأكثر من مرة ، واين الإعلام والاستخبارات والتدريب ، وانا أرى وزير دفاعك قد غاب كليا عما حدث في ابو غريب ، وما يحدث في أماكن أخرى ، وينشغل بتقديم الهدايا والتجوال في المحافظات الامنة ، وتقديم الولاءات الفارغة لكي يبقى في منصبه ولا يشمله التعديل الوزاري ، ويبقى أسير شاب اسمه (حسن) يمتلك إسراره ويعمل بعقد في وزارة الدفاع ولا نعرف عنه شيئا ، ويطلع على كل أسرار القوات المسلحة ، وهو الوزير الذي تنتشر عنه في صفحات ( الفيسبوك ) انشغاله بالجميلات ، ولقاءاته الخفية مع ابطال المشروع التركي ، وزير الدفاع الذي لم تصل داعش الى منزله في الموصل رغم انها تحيط به وتحميه وتحمي العائلة التي تقيم فيه من أقاربه .
السيد العبادي .. اختر الرجال الرجال ، ولا تأخذك في الحق لومة لائم ، فاذا سقط الجمل كثرت سكاكينه ، احسم قبل ان يقتربوا ، وبيادق الشر بدأت بالاصطفاف ، فاضرب ضربة يطير لها قلب الشجاع .